الاثنين، 27 أبريل 2020

فَقْسَتْ مَيِّة الراس


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
ملاحظة: المقال غير مستفز إلا في آخر جملة، فبإمكانك المحافظة على صيامك وقراءة المقال والمغادرة قبلها سالما غانما.
"إحدى الدلائل الأولى التي تُشير إلى وجود عمليات رسمية لإدارة الجرحى جائت من فيالق الإمبراطورية الرومانية. فعند تقدم أعمار القادة الرومانيين (السينتوريون Centurion) وعدم قدرتهم على القتال، كانت تُعطى لهم مهام تنظيم نقل الجرحى من ساحة المعركة وتوفير شكل من أشكال الرعاية للمصابين" ويكيبيديا.
بصفتي من المقاتلين العِتاق في العمل الإسلامي "سينتوريون" وقد تقدم بي العمر كالقادة الرومان الوارد ذكرهم أعلاه، فقد أوكلت لنفسي مهام "الباراميدك" يعني فني طوارئ أو رجل إسعاف، سمّها ماشئت، خاصة أني صاحب خبرة في هذا المجال، فقد أمضيت شطرا لا بأس به من شبابي وأنا أُطفئ حرائق العمل اليومية، كما أنني بالكشافة حضرت ما يكفي من دورات الإسعاف الأولي، مكّنتني والشباب من التصرف في الحالات الطارئة في المخيمات الكشفية، من علاج قرصة عقرب هنا أو تضميد جرح هناك، لكن بصراحة فقد وقفنا عاجزين عن حل مشكلة أحد الشباب الذي استنجى بإبريق الكاز  ذات صباح بدل إبريق الماء، وكل الذي استطعنا فعله هو مسك أحد المشاغبين الذي لحق بالمسكين وبيده عود ثقاب، والمسكين (أصبح طبيبا الآن) يولّي الدبر  -تحديدا- هربا وهو يولول ويصيح.
لعل أحد أهم وأشهر حالات الإسعاف التي قمت بها خلال فترة العمل الجامعي كانت خارج الحرم الجامعي، يوم كنت عائدا بسيارتي (بالأحرى سيارة والدي) بيجو 303 موديل 1974 البيضاء الشهيرة، سيارة لها ألف قصة وقصة، فبعد أن تخلى عنها الوالد رحمه الله واشترى لنفسه سيارة مرسيدس 200 بيضاء وترك لي العجوز البيجو أصبحت أطارد ويطارد عليها الاتجاه الإسلامي في الجامعة، كانت تشتغل يوما وتتعطل بالمقابل شهرا، أذكر أنها تعطلت شهرا كاملا أمام بيت الفاضل عماد الخطيب (وهو نفس الشخص -على ما أذكر- الذي كان معي في حالة الإسعاف الشهيرة، هسه بنحكي عنها اصبروا شوي)، حتى ضج سكان بيادر وادي السير منها وقد علاها الغبار وأصبحت الغبرة التي تعلوها لوحة (انستغرام) يكتب العشاق عليها قصائدهم ويرسم الحَبِّيبَة على زجاجها  الأسهم التي اخترقت قلوبهم، فاضطررت لإحضار الونش للقيام بالمهمة المعهودة، وقد وصل الأمر بهذه البيجو إلى تدخل الأمن أحيانا للإشتباه بأمرها، حيث أني وكالعادة كنت ذاهبا لتوصيل أحد الشباب بعد منتصف الليل عن طريق وسط البلد، فتعلطت السيارة هناك أمام مطعم القدس، فما كان من حضرتي إلا أن اجتهدت وقمت بتعشيق السيارة إلى مكان آمن، وصلت إلى شارع صغير خالٍ، ركنت السيارة هناك بانتظار شهر أو بضع شهر من أجل إحضار الونش، لأتفاجأ أن الأمن العام  يبحث عن الشخص الذي ركن سيارة مشبوهة في منتصف سوق السكر  منذ ثلاثة أيام، حضرتي طبعا، أكلت بهدلة من الشرطي الذي بررت له "أني ظننت الشارع الصغير شارعا مهجورا" فرد عليّ: "هو في حدا ما بعرف سوق السكر!!"، فأجبته ببرودة أعصاب: "أنا".
عودة إلى حالة الإسعاف الشهيرة مع السيد عماد الخطيب والتي تمت بحدود الساعة الواحدة ليلا، وبعد العودة  من اجتماع كنا نخطط فيه لوضع النشاط الطلابي في الجامعة الأردنية ب(جيبتنا الصغيرة) بالسيطرة والتحكم لمصلحة الوطن والمواطن طبعا، وعلى شارع المدينة الطبية أوقفتنا دورية شرطة، أصابنا الذعر واعتقدنا أن الشرطة مسكتنا بتهمة العمل الطلابي، قبل أن نكتشف أن الشرطي أوقف سيارة مسرعة قبلنا، واكتشف أن فيها سيدة في حالة مخاض، ولسوء حظ الشرطي وحظ الزوج وحظّي المعتر وحظ عماد فقد تعطلت سيارة الزوج، فطلب منا الشرطي أن نوصل المرأة الحامل وأمها أو حماتها (الله أعلم) إلى المستشفى، تخربط كياني، هل أفرح لأننا نجونا من الاعتقال (حيث كنا مصابين بهوس أننا تحت المطاردة والمراقبةالدائمة، واكتشفنا لاحقا أن الأمر كان دون ذلك بكثير) أم أقلق لحالة الإسعاف التي نقوم بها ؟ بس مش هون القصة! المشكلة أنه أثناء إسراعنا لمستشفى المدينة الطبية صاحت الحماة: * "فَقْسَتْ مَيِّة الراس" لم ندري ما هو المطلوب منا، هل نتدخل أم نتوقف أم نسرع إلى المستشفى، الله لا يضعكم محلنا، وصلنا المستشفى، ولم ندري ما حصل للمولود بعدها؟  وهل أسموه (ليث) أم (عماد) تخليدا لهذا الحدث الجلل، فهو مدين لنا أن رأسه سقط في مستشفى ولم يسقط في الشارع العام عند دورية الشرطة أو أنه لم يُولد في أرضية سيارة بيجو بيضاء 303 موديل 1974 التي فقس بها.
كانت سيارة البيجو واحدة من أسطول يعمل في كلية الهندسة نصرة للإسلام والمسلمين، فهناك سيارة المرسيدس الخضراء التي كان صاحبها من أمهر وأخطر من قاد سيارة في الأردن حسب علمي، وسيارة الفولكس (الكركعة) الزرقاء التي كان صاحبها لثقل وزنه وكبر حجمه (هو الآن مهندس معماري رشيق نوعا ما) يضطر لفتح شباك السيارة لإخراج شقه الأيسر منها حتى يسعه كرسي الشفير ولا يفغص من هو على يمينه، أما سيارة الرينو الذهبية التي اشتريتها من صاحبها بعدما تزوجت، فقد كان سائقها من الشباب الرايق والهادي، ورغم أنه كان يعطيني إيها عند الحاجة لنقل تصاوير كتب أو تنسيق أنشطة ما، إلا أنه منعي بعد أن أكتشف أن لا أعرف كيف أضع الغيار على الرفيرس، فسيارته حديثة فيها كبسة بخلاف البيجو التي تأخذ بها عصاة الجير بكامل قوتك إلى أقصى اليمن ثم تنزلها للأسفل ... وهات تركب معك.
كنا نجوب الأردن من جنوبه إلى شماله ونلتقى بالطلاب في الاتجاه الإسلامي واتحادات الطلبة، نؤدي رسالة سامية تهدف إلى إخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، وقبل أن نسعف الأبدان كنا نسعى للارتقاء بالعقول والأرواح ننشر الهداية والخير، كان الولاء للدين لا للأشخاص، وكان المرجع، قال الله وقال رسوله، لا قال فلان أو قال علان، كنا نغضب إذا انتُهكت حرمة الدين لا حرمة العشيرة أو الحزب.
تقدم بنا العمر وما عادت الأيام هي الأيام، لم يكن عندنا في تلك الأيام قوات تدخل سريع  تبرر كل حدث وفرق طوارئ تُسعف كل رمز، أصبحتُ اليوم مثل "السينتوريون" وما عدّتُ أجوب البلاد طولا وعرضا ولا أحرث الجامعة شمالا وجنوبا، أتخذت لنفسي بحكم الواقع وبمطلب الشرع مهام الإسعاف الأولي كالرومان القدماء، فاقتصرت مهمتي والأفاضل في بعضها على (رأس فقست ميّته) نوصله إلى البيمارَسْتان، قبل أن يستفحل خطره ويستشري شره، في نشر إلحاد هنا وترويج رذيلة هناك أو تكذيب معجزة في القرآن هنا وسخرية من حديث الملأ الأعلى في البخاري  هناك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*"ميّة الراس" هو اصطلاح شعبي للسائل الأمينوسي الذي يخرج من الرحم أثناء الولادة
ليث التل
الرابع من رمضان
27/4/2020


السبت، 11 أبريل 2020

نيويورك الزانية



بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
نيويورك الزانية
خلف البحار  تَزيَّنت بفحشها وفاخرت بجمالها، تطاولت إليها أعناق المدن والحواضر، يرومون بها المجد والسؤدد، وعند أعتاب قدميها قدّم الزناة قرابينهم، عقائد حُوربت وشعوب أُبيدت وخزائن نُهبت، سجون مُلئت ومحاكم عُقدت وطغاة حكمت، لأجل ليلة في مخدعها أو نظرة إلى مفاتنها، حملت في أحشائها نجاسات الظَلَمَة ونُطَف الطغاة، فوضعت على شواطئها خطايا العالم ونما بها شقاء البشر وشرور الحضارات، كفرا وظلما، ربا وزنا وشذوذا، خُوِّفت بأيدي البشر ، وأُنذرت بالأعاصير  والكوارث، لم تأبه ولم تلتفت، فأُمِّر  فيها مُترفيها فحق عليها القول، كما حق على عاد الأولى " وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا" وما ذلك على الله بعزيز ... إنها الزانية نيويورك
أما بعد
إننا كدُولٍ مهزومة تسري علينا سنن الأمم المغلوبة ننبهر بالغالب ونقلد المنتصر، نفقد الثقة بأنفسنا ويتلاشى أملنا بالنصر ويتبخر  تطلعنا للنهوض، وتسري في أوصالنا عقيدة الانتظار، انتظار  المعجزات وانتظار المهدي، نصبح كالأنعام نتبع كل ناعق يدغدغ عواطفنا، نحلم بالنصر كل يوم، نعافس النساء والأطفال لا نعدو ذلك إلا إلى مصالحنا المادية وتجارتنا الدنيوية، يخترع لنا شيوخ على أبواب جهنم دين الدّعة والراحة يُريحون به ضمائرهم وضمائرنا.
إن فقد التوازن في التفكير هو من أول مظاهر هذه الحالة التي تمر بها الأمة اليوم،  وبتنا بين طرح مادي جاف لا يؤمن بنصر الله والأخذ بسننه، يُنَظِّرُ بالماديات والأسباب ولا يأخذ بها، وبين طرف متواكل يكتفي بالدعاء والتغني بالأمجاد ومدح الطغاة، ينتظر النصر من السماء "كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ" اجتمعت لدى الطرفين كبيرة ترك أسباب الغلبة وسنن النصر.
إن الله عز وجل وعدنا وقال إن "إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ"، ووعد بإجابة دعاء المظلومين، وهو يحب عباده المؤمنين وأعدّ لهم الجنان، ويكره عباده الكافرين وأعدّ لهم النيران، وجعل أسباب الدنيا "سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ" من أخذ بها غَلَب ومن تركها غُلِب، ولم يكلف المؤمنين إلا وسعهم وأمرهم أن يعدوا ما استطاعوا "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ" فإن هم فعلوا نصرهم وأيّدهم.
إن ريح الأحزاب يوم الخندق كانت من تأييد الله لرسوله بعد أن أخذ بالأسباب وحفر الخندق وأعد العدة، لم تقتل الريح المشركين، وكانت بنظرهم مجرد عاصفة صحراوية وظاهرة طبيعية أجبرتهم على العودة إلى مكة بكامل عدتهم وعتادهم، ولم ينتصر عليهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلا عندما أعد العدة وغزا مكة فكان الفتح المبين، وكذلك موسى عليه السلام أيّده الله بآية إغراق فرعون في اليم عندما صبر هو وقومه على الإيمان، وعندما لم يستكمل اليهود ذلك بالأخذ بأسباب النصر  كما فعل الصحابة الكرام مع نبيهم، ورفضوا طاعة موسى في جهاد الجبابرة الذين يحكمون الأرض المقدسة، حكم الله عليهم بالتيه في سيناء 40 سنة.
والأمة اليوم تقف على مفترق طريق خطير، إما أن تستكمل الأسباب كما فعل الصحابة، وتستثمر هذا الذي أحدثه كورونا في عدوهم فينتصروا، وإما أن يقولوا كما قال اليهود لنبيهم " فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ".
إن عزل ما يحدث اليوم من آية عظيمة  بانتشار فايروس لا يرى بالعين المجردة عن خالق الكون ومسبب أسبابه وسامع دعاء المظلومين وناصر عباده المؤمنين المجاهدين، إنما هو مادية جافة، أقل ما يُقال فيها أنها ضلال وزندقة، فالله عز وجل عَلِمَ ولم ينس جهاد عباد له في فلسطين والعراق وفي سوريا وأفغانستان، ولم يغب عنه دعاة غُيبوا في غياهب السجون، واستمع لكلمة حق دفع صاحبها حياته ثمن لها، ورأى ما حدث للمستضعفين في مينمار والإيغور، واطلع على ظلم الأمم الغالبة للأمم المغلوبة، ولم تظلم أمريكا المسلمين وتسرق ثرواتهم وتُسلِّم مقدساتهم لليهود وتفتك بالصالحين منهم وتقرب إليها الطغاة والظالمين إلا بعلم الله وإذنه، ولو أراد هزيمتهم بكلمة كن لكانت الهزيمة، إنما هي السنن الغلابة يُؤيّد الله من يأخذ بها بما شاء وكيف شاء، ليس لأحد من العباد أن يُعقب على فعله أو قوله وهو العزيز الحكيم.
ربما يكون الكورنا فايروسا عابرا، وربما إنذارا أوليا، وربما هو الغضب على الكافرين، وربما رحمة بالمؤمنين ... إلخ، فكفى الماديين جحودا وكفى المؤمنين تواكلا، كفاكم استهزاء بمظلومين رفعوا أكفهم إلى السماء فاستجاب الله لهم، يفرحون بمصاب عدوهم الذي أذاقهم الويلات، وكفاكم سخرية بمن نظر إلى هذه الجائحة كعقاب من السماء، تحققت أسبابه فَحُقَّت عواقبه، وكفاكم انتظارا للمهدي ومحاربة كل من رفع راية الأخذ بأسباب الغلبة والنصر.
إن الغرب عموما وأمريكا خصوصا هم أسوء من حكم البشرية منذ فجرها، نشروا الكفر والرذيلة وأشاعوا الظلم والفقر، ارتقت شعوبهم وتقدمت على جماجم الأمم الأخرى، وكما تقدموا علينا بكل مجال، فهم اليوم يتقدمون علينا بهذه الجائحة، انتشارا في بلادهم وموتا في أنفسهم ودمارا في اقتصادهم وتفككا لتحالفاتهم، يتصارعون على ضروريات الحياة بعد أن ذهبت كمالياتها، كما فعلوا بنا من قبل، ثم اتهمونا بالتخلف والرجعية، وهم اليوم يذوقون من نفس الكأس الذي شربناه بما فعلوه بنا، وبما كسبته أيدينا من تركنا لديننا وشرع ربنا وهدي نبينا وأخذنا بزبالة أفكار البشر من اشتراكية واهمة وليبرالية ساقطة ورأسمالية جشعة وديمقراطية كاذبة، واستسلامنا بعد ذلك للدعة والراحة.
أن أمريكا أم الشرور  والخبائث تتصدر قائمة المصابين بهذا المرض الخبيث، وعاصمة اقتصادها وحضارتها التي فاخرت بها العالم وناظرت بها الأمم "نيويورك" تتصدر القائمة بلا منازع، فولاية نيويورك فيها ما يقارب من 173 ألف أصابة لغاية كتابة هذه الكلمات، وأصبحت مدينة نيويورك  تنقل جثث قتلاها بسيارت حفظ الخضار واللحوم، جزاء وفاقا لما فعلته بالعالم، ابتداء من إلقاء القنابل النووية على هوروشيما ونكازاكي وانتهاء بإلقاء اليورانيوم المنضب على الموصل والفسفور الأبيض على الباغوز  مرورا بما هو أشد وأنكى في فيتنام والصومال وأفغانستان وفلسطين.
إننا اليوم نشمت بها ونفرح لمصابها وندعوا عليها كما دعا نبينا محمد بنقل وباء المدينة المنورة إلى الجحفة حيث يسكن اليهود، عن عائشة رضي الله عنها قالت " لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وعك أبو بكر وبلال ، فجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته فقال اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد ، وصححها وبارك لنا في صاعها ومدها وانقل حماها فاجعلها بالجحفة" متفق عليه. ولسنا أرحم بعدونا من نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، ونتمنى للمسلمين في تلك البلاد وفي كل مكان الرحمة والعافية، فالطاعون في حقهم رحمة كما في الحديث" عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الطَّاعُونِ، فَأَخْبَرَهَا أَنَّهُ كَانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللهُ تَعَالَى عَلَى مَنْ يشَاءُ، فَجَعَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنينَ، فَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقَعُ فِي الطَّاعُونِ، فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابرًا مُحْتَسِبًا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ" رواه البخاري، ولن يكون ملايين  المسلمين -وابني منهم- الذين يسكنون الغرب ولم تبلغ نسبتهم 1% من مليار ونصف مسلم يعانون من ظلم أمريكا والغرب وإجرامه مانعا أمامنا من الدعوة عليهم بالهلاك والثبور ، وسنفرح بمصابهم بعيدا عن إنسانية كاذبة، لم نجدها لا في فلسطين ولا لبنان ولا العراق ولا سوريا ولا الصومال ولا أفغانستان ولا الصين ولا مينمار ولا الفلبين ولا في أي مكان على وجه الأرض يوم كنا نحن الضحية.
فأبشري نيويورك الزانية فقد شابهت وصف بابل في سفر الرؤيا
" وصرخ بشدة بصوت عظيم قائلا: سقطت ! سقطت بابل العظيمة! وصارت مسكنا لشياطين، ومحرسًا لكل روح نجس، ومحرسًا لكل طائر نجس وممقوت، لانه من خمر غضب زناها قد شرب جميع الأمم، وملوك الأرض زنوا معها، وتجار الأرض استغنوا من وفرة نعيمها"
 وقد حان وقت رجمك وزوال ظلك المعتم عن الأرض إن نحن اتبعنا فعل الصحابة مع نبينا بعد ريح الأحزاب ففتحوا مكة، وإلا فَتِيه جديد في الصحراء كبني إسرائيل.
ليث التل
11/4/2020