الثلاثاء، 30 مايو 2023

الله لطيف بعباده

الله لطيف بعباده

تمرّ بالإنسان ابتلاءات عظيمة وإن كانت لتقعده، يظنّ ألّا مخرج له منها، فتتجلى له أسماء الله الحسنى الكريم الودود القادر، فإذا بالرضا وحسن الظن بالله؛ تهون عليه مصائبه فيعاهد الله على حسن الأداء فلا يلتفت في رضاه إلى رضا البشر ولو اجتمعوا عليه، ينتظر يوم الدينونة الكبرى ليُدان كل إنسان بما فعل وبما قال، حتَّى يُقتَصُّ للشَّاةِ الجَمَّاءِ ، مِنَ الشَّاةِ القَرناءِ بِنَطحِها، وموعدنا مع من بدّل وغيّر دين الله هناك.

(قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ۖ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا)

ليث التل

29/5/2026 

الخميس، 25 مايو 2023

فأكثرت جدالنا

 

فأكثرت جدالنا

صدق من قال: قد جادلتنا فأكثرت جدالنا.

فسأجادل فيما يُرضي الله حتى يرضى، رغم الموج الجارف الذي يسحق كل من يقف بوجهه، فمن أنكر المنكر الذي أصبح معروفا وأمر بالمعروف الذي أصبح منكرا، فهو أحقّ بالأمن من  غيره، فما قيمة صراخ الناس وعويلهم أمام أمن الله ورضاه ... لا يستويان.

أما بعد

*إن كان الثمن أن يصوّت حزب العدالة والتنمية في البرلمان لصالح استخدام القوات الأمريكية للموانئ التركية والقواعد الجوية في غزوها للعراق ...

*وإن كان ثمن سعينا للدخول في الاتحاد الأوروبي هو فرض حريات تسمح للمحجبة بالحجاب وللمومس بالزنا وللشاذ بالشذوذ ...

*وإن كان الثمن أن نقود قوات حلف الناتو (أكبر تحالف صليبي عرفته البشرية) في غزوها لأفغانستان ...

*وإن كان الثمن أن نجعل أخص خصائص الألوهية في السيادة والحكم والتشريع بيد البشر لا بيد الله ...

*وإن كان الثمن أن نروّج للعلمانية، فما لله لله وما لقيصر لقيصر ...

*وإن كان الثمن أن يكون الربا عماد الاقتصاد ...

*وإن كان الثمن أن نسعى لرضا ٤٩% من الشعب بعجره وبجره، رغم إنجازات ٢٠ سنة في الحكم ...

*وإن كان الثمن أن نقيم علاقات مع إسرائيل وأن نرفع التبادل التجاري معها من مليار دولار إلى أكثر من ٤ مليار ...

*وإن كان الثمن أن ينشأ جيل يعتقد أن دينه مقتصر على الصلاة في أياصوفيا والصيام وحفظ القرآن وأن الأمر لله في السماء فقط لا في الأرض ...

*وإن كان مليارات الدولارات من إيرادات الحكومة تأتي من الدعارة ...

*وإن كان الثمن تقزيم كل ما سبق، مما تهتز له السموات والأرض غيرة على دين الله؛ بأن الأمر مقتصر على الفرح بفوز الروم على الفرس ...

*وإن كان الثمن أن نحصر أمة مليار ونصف مسلم بين خيارين لا ثالث لهما، إما علمانية شرسة  توقذ في المسلمين غريزة البقاء أو علمانية ناعمة تخدر الأمة فتتوارث الأجيال دينا مُبدّلا ... 

*وإن كان الثمن أن نُحَسّن الإنجاز على حساب العقيدة، والذي لم يبلغ ما بلغته عاد التي بنت بكل ريع آية وجعلت لها مصانع علّها  تخلد في التاريخ  ...

*وإن كان الثمن أن نُنشأ جيلا يسيء الظن بالله ويعتقد أن الله لا ينصر دينه إلا من خلال معصيته ومخالفة أوامره بكل ما ورد سابقا بحجة التدرج، فيظهر عز وجل بمظهر العاجز، الطغاة في حكمهم والرعاة في غنمهم  أعزّ منه، تعالى عما يقولون علوا كبيرا ..

*وإن كان وصول الإسلام إلى سدة الحكم يتطلب منا هدم أركانه ...

*وإن كان الثمن مخالفة عين ما قام به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يوم رفض عرض قريش أن يكون ملكا على مكة مقابل أن يتنازل عن يوم واحد لقريش وتكون باقي السنة له يفعل بها ما يشاء ..

إن كل ما سبق هو الثمن 

فأي إسلام بقي لنا؟!

والسلام

ليث التل

٢٥/٥/٢٠٢٣