السبت، 26 أكتوبر 2024

مراجعة الدكتورة هدى أبو غنيمة لرواية قمر حران

 مراجعة لطيفة للفاضلة الدكتورة هدى أبو غنيمة  لرواية قمر حران:


مساء الخير استاذ نا الكريم 

عذرا لأني تاخرت في التعليق على كتابك المهم الشيخ والسلطان, لقد اضاف لي هذا الكتاب معلومات مهمة جدا وكتب بلغة ادبية راقية وعمق معلوماتي عن تلك المرحلة لاسيما اني رايت فيه ما أوصلنا الى هذه المرحلة العصيبة كأن حاضرنا امتداد لماضينا وكأن صوت الشيخ وزهده بالمكاسب المادية وزينة الدنيا هو الصوت الذي نحتاجه اليوم ووجدت فيه ربطا جميلا بين السطور بين الماضي والحاضر.

تبدو هذه الرواية باحداثها وبنائها أيماء لما يجب ان يكون عليه الحاضر ونحن نواجه تترا جددا في زمن تفككت فيه الامة واظلمت افاقها وتكاثر اعداؤها . 

هي حالة تكررت في التاريخ .لايعيد التاريخ نفسه كما اعتدنا ان نردد، بل البشر هم الذين يكررون الأخطاء حينما يفقدون اليقين وتفتنهم مكاسب الحياة المادية .

تبدو الرواية منذ بدايتها وحتى نهايتها رغم تعاقب الدول التي حكمت بلاد الشام ومصر ورغم تعاقب المذاهب مثل جماهير تتفرج على متصوفين زاهدين بالدنيا ومكاسبها ليضيء بناء الرواية قمر حران نسبة الى مكان ولادته ونشأته في زمن تعرضت فيه الامة الى الخطر .

ومضت احداث الرواية التي اظهرت علاقة ابن تيمية بالسلاطين ليكون هو الشخصية الرئيسة في الرواية. لم يكن معاديا للسلاطين بل هو السلطة التي تحميهم وتحمي وجودهم في الحكم لم يخش في قول الحق لومة لائم رغم الأخطار المحيطة به ولم يكن يتردد في مواجهة حساده من البطانة الفاسدة من المتقنعين بقناع الدين ،ولم يعتزل الحياة العامة و دوره في تقريب حاجات العامة وحقوقهم من السلطان ،فجسد العلم بالحكم والشيخ بالسلطان لتخرج الارض كنوزها بالعدل والعمران كسالف ايام حكم الأنبياء عليهم افضل الصلاة والسلام.

 كان فارسا في ميادين القتال كما هو في ميادين الحياة والعلم ليصبح محط انظار السلاطين والعامة .لكن تجاذبات السلطة والعلم رغم قدرة الشيخ ابن تيمية على ضبط ايقاعها لاسيما والامة تتعرض للاخطار لم تثنه عن اختيار البقاء في السجن وتلبية نداء العلم زاهدا في ضبط ذلك الايقاع بين الشيخ والسلطة . 

ليبقى قمر حران الشيخ ابن تيمية بما يمثله من زهد بمتع الدنيا وصدق الأيمان بربه هو القمر المضيء في ليل الامة.

٢٦/١٠/٢٠٢٤

الاثنين، 21 أكتوبر 2024

مقاول في فرع فلسطين

مقاول في فرع فلسطين



المقاول: حضرتي المهندس ليث التل الشريك في شركة مقاولات كهروميكانيكية ولله الملك وحده.

فرع فلسطين: أشهر وأخطر فرع للمخابرات السورية، الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود.

وحسب قانون فرعون (بحد ذاته) فإن المساءلة القانونية تسقط بالتقادم وقيل بعد مرور عشر سنوات، لذا عاد موسى عليه السلام إلى مصر بعد عشر سنوات من قتله للمصري يوم وكزه فخرّ صريعا ولم يُحاسبه فرعون عن ذلك بل جادله وسمع منه، وأنا ها هنا أرفع الغطاء عن أحداث مرّ عليها أكثر من عشرين سنة.

أتذكرون مقالي "ليث التل في ضيافة قناة المنار" حيث ذكرت فيه أنني زهدت بما عند حزب الله ومحور الممانعة من مكتسبات، أصبحت بعدها عدوا لسوريا الأسد (جند الشام حسب البعض) وسُجنتُ في فرع فلسطين مدة من الزمن بسبب ضياع جواز سفري في دمشق (وشويّة شغلات تانية)، ثم تطورت الأمور فأصبحت من الممنوعين من دخول سوريا.

تم تسريب ونشر قوائم الممنوعين من دخول سوريا إبان الثورة السورية بعد عام 2011 ، وكانت القاصمة لي إذ مُنعتُ من زيارة الشام التي أحب، وحلب وحمص وحماة التي تناولت في ربوعها أشهى المأكولات على ضفاف نهر العاصي ونواعيره الشامخة، فلا غوطة بعد اليوم ولا سوق الصالحية ولا الحميدية الذي ينتهي بمسجد العظماء من بني أمية الذين قال عنهم ابن كثير في البداية والنهاية أنه لا يوجد فضل لآل بيت بعد الأنبياء على البشرية كفضل بني أمية، ولم يعد بالإمكان زيارة مطعم السيران على طريق مطار دمشق، وهو غير مطعم السيران في شارع وصفي التل الذي أصبح اسمه فيما بعد مطعم النيران.

شكلي استرسلت ونسيت أني أكتب مقالا لا رواية أسبر من خلاله إلى واقع أحداث اليوم أُمَرِّر فيه أفكاري دون أن يحسّ بي القرّاء المحترمون.

شو بدنا بطولة السالفة، حاولت زيارة دمشق بعد تلكم الحادثة بسنوات في موسم عيد الفطر بعد أن وعدتني الواسطة أن اسمي تم شطبه عن الحدود السورية كما فعلوا مع أبي المرحوم إن شاء الله طارق التل يوم زارها كنقيب للمهندسين الزراعيين بعد أن شُطب اسمه عن الحدود.

أمّا عيلة من قاع الكيلة، كلنا مشكلجية أنا وأبوي وعمي وخالي وما خفي أعظم، شكلها الشغلة بالجينات، الله أعلم!! المهم زبطت مع أبي ولم تزبط معي يوم أخذت أم طارق وأولادي الصغار لزيارة دمشق وحجزنا شاليه في الغوطة مع مسبح متواضع أبو شبر ونص، قدمت جواز سفري إلى موظف جوازات الحدود السورية فأدخل اسمي إلى الكمبيوتر ثم رفع رأسه وقال باللهجة السورية "فاكر تُزْرُء بالزحمة" وطردني من الشام، شام النصيريين لا شام الإسلام والمسلمين، أخذت الجواز بأسرع ما يمكن وهربت، لأنه إذا غيّر الزلمة رأيه فسأختفي كما اختفى مئات الأردنيين ومئات آلاف السوريين في سجون سوريا الأسد، ركبت السيارة ونزلت دغري إلى العقبة مع أم طارق والأولاد حيث الأمن والأمان، وتذكرت قصة صديق قديم كان يعمل مع الفصائل الفلسطينية في سوريا قبل عقود ، حدثني أن زوجة صديقه اتصلت به حينها وقالت له أن المخابرات السورية أخذت زوجها، فلم يتأخر ولم يتردد وأخذ جواز سفره وهرب من بيته في دمشق والذي حضرت إليه المخابرات السورية بعد مغادرته بدقائق، وتوجه إلى الأردن فورا رغم أنه من المطلوبين للحكومة هناك، استُدعي للتحقيق ثم أُطلق سراحه في الأردن، أما صاحبه فقد خرج من سجن فرع فلسطين بعد أكثر من عشرين سنة.

ذهبت للعقبة؛ وبعد تلك الزيارة بسنوات حين نُشرت قوائم الممنوعين من دخول سوريا اكتشفت أن اسمي لم يرد في القائمة لمرّة واحدة بل ورد في مرّتين، المرة الأولى الوارد ذكرها أعلاه والثانية يبدو أنها من وشايات الذباب الإلكتروني لشبيحة قاسم سليماني حين أعلنت عليهم بعد احتلالهم لسوريا وقتل خيرة رجالها واغتصاب نسائها وتهجير شعبها وتغيير دينها، أعلنت عليهم حربا الكترونية شعواء يذكرها أصدقائي القدامى على الفيس بوك، مما يعني بالضرورة أني إذا أردت أن أدخل سوريا يجب أن (أدوبل الواسطة) يعني يجب أن أحصل على كرتين لغوار الطوشة، وبسبب استحالة ذلك قررت الاكتفاء بأكل المشاوي من مطعم النيران في شارع الجاردنز دون مطعم السيران في دمشق، واتشحشط في زي وعجلون بدل الغوطة والزبداني.

تفكرت وأنا في فرع فلسطين بالإخوان المسلمين الذين تم قتلهم بين هذه الجدران في ثمانينات القرن الماضي وبالحرائر اللواتي كنّ في مهجع بالقرب من مهجع الرجال نسمع بكائهنّ  وتضرعهنّ إلى الله أن ينتقم من زبانية (جند الشام) المزعومين في سوريا الأسد، رأيت هناك من جُنّ أمامي من شدة التعذيب وسمعت صرير أبواب السماء يوم فتحت في دعاء المظلومين الذين ليس بينهم وبين الله حجاب.

أيعقل أنّ هؤلاء هم جند الشام الوارد ذكرهم في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "سيصير الأمر إلى أن تكون جنود مجندة: جند بالشام، وجند باليمن، وجند بالعراق. فقال ابن حوالة: خر لي يا رسول الله إن أدركت ذلك، فقال: عليك بالشام، فإنها خيرة الله من أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده، فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا من غُدرِكم فإن الله توكل لي بالشام وأهله." وصححه الحاكم والذهبي؟

أيعقل أنّ حارق المسلمين وهم أحياء (أبو عزرائيل) في العراق هو من جند العراق الذين مدحهم رسولنا الصادق الكريم!!

أيعقل أن رسولنا يقول عن طاعنه في عرضه وفي أحب الناس إليه أمّنا أم المؤمنين الطاهرة المطهرة عائشة رضي الله عنها أنه من جند اليمن الوارد ذكرهم في الحديث!!!

إنّ رسول الله إذا لكاذب (وحاشا له) أو أنّ من يصفهم بذلك هو الكاذب ما لم يتب ويتراجع، وأن التحالف معهم كان خطأ من اليوم الأول، وإن لم يكن ما سبق كافٍ لإدراك الحقيقة وسبيل النصر (وهو كذلك) فخذلان إيران لأهل غزة الآن وتركهم يموتون كاف لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، حال إيران في هذا الأمر كباقي الدول العربية إلا إنّ إيران تلعلع أكثر بالصواريخ الفارغة وبالحناجر الممتلئة سُمّا في العسل.

أيعقل يا قوم أن من يدفن مسلما حيا في الشام يطالبه بقول "لا إله إلا بشار" وهو يكرر" لا إله إلا الله" يلقاه عليها، أيعقل أن يكون هو من جند الشام؟

 لا وألف لا وإن احمرّت أنوف وانتفخت أوداج.

يا حسرة على فلسطين كم تاجر بها محور إيران وتاجر بها نظام الأسد، بل ويُسمّي أعتى سجونه باسمها "فرع فلسطين"

ثم يقولون لك:

"ليس وقته يا صهيوني يا خائن يا ضيق الأفق يا متطرف يا ... " إلى آخره من الكليشيهات والتهم المُعلّبة.

ومن قال لكم أنكم أحرص -على تحرير فلسطين الحبيبة وقتال الصهاينة وتخليص أهلنا في غزة مما هم فيه- ممن يوافق على ما ذكر أعلاه ؟!

بل هي أسباب الله الشرعية والكونية لن ننتصر من دونها ولو وقف معنا ألف حلف إيراني ومجوسي

شاء من شاء وأبى من أبى

فراوي حديث "جند الشام" أعلاه بأبي وأمي هو عليه أفضل الصلاة والسلام قال أيضا:

" بُعِثتُ بين يدي الساعةِ بالسَّيفِ، حتى يُعبَدَ اللهُ تعالى وحده لا شريكَ له، و جُعِلَ رِزْقي تحت ظِلِّ رُمْحي، وجُعِلَ الذُّلُّ و الصَّغارُ على من خالفَ أمري، و من تشبَّه بقومٍ فهو منهم"

فاستظلوا برماحكم لا بصواريخ إيران 

يا هداكم الله

وكتبه ليث التل

21/10/2024

الأربعاء، 16 أكتوبر 2024

مقابلة إذاعة الجامعة الأردنية في برنامج ذات رواية عن رواية قمر حران

 ذات رواية



ليث التل في ضيافة قناة المنار

 


ليث التل في ضيافة قناة المنار

ربما هذا المقال سيغضب أصدقائي أكثر مما يغضب خصومي يوم يعرفون أن قناة حزب الله الفضائية المنار استضافت العبد الفقير على شاشتها قبل أكثر من عشرين سنة بمناسبة يوم القدس العالمي في برنامج أداره عباس ناصر الذي أصبح مراسلا لقناة الجزيرة فيما بعد.

بدأت القصة أيام مراهقتي السياسية والدينية التي كانت دائما ما تخضع لقانون (المصالح المرسلة) فقد أرسلتُ لنفسي المصالح أفعل تحتها ما أشاء دون النظر إلى ما اعتبره الشرع أو ألغاه منها، أفعل ذلك بكل تقوى وخشوع واستَحضرُ النية الصادقة (فحيث المصلحة فثم شرع الله)، في أسوء استخدام يمكن أن يتوقعه قائل القاعدة السابقة ابن قيم الجوزية (على ما أذكر) فالنية الصادقة التي كانت تُغفل ضوابط الحلال والحرام كانت كافية لِلَيِّ النصوص وتسويغها أو بالأحرى تسويغ التصويت عليها.   

ركبت أنا وزوجتي بكب الهايلوكس الأخضر في أول وآخر مغامرة له خارج حدود الأردن متوجها نحو دمشق من أجل تمثيل الحزب الذي كنت أنتمي إليه للمشاركة في مؤتمر شباب الأحزاب السياسية العربية تحت رعاية سيادة الرئيس بشار الأسد، معتقدا أن التكلفة ستكون رخيصة لأن الديزل رخيص، قبل أن أُفجأ بأن رسوم دخول سيارات الديزل لسوريا تبلغ 100 دولار، وكل ميزانية الرحلة  كانت 150 دولار بصفتي كنت مسخم ماديا في تلك الأيام ولم تنفع كل واسطات القائمين على قاعة كبار الضيوف التي اُستُقبلنا فيها كضيوف لسيادته، دفعنا المعلوم واعتمدنا أن المؤتمر سيتكفل بالطعام والشراب والمبيت.

التقينا بالغث والسمين من الأحزاب العربية وحاضر فينا وزير الخارجية السوري فاروق الشرع وغيره من منظري البعث والقومية والمقاومة، ونُظِّمَ للمؤتمرين زيارة لمدينة القرداحة موطن الأسد الصغير بشار ومدفن الأسد الكبير حافظ، ولكني وكما تعلمون من يوم يومي ما عندي مزح، فرفضت زيارة القرداحة رغم تحذير كافة الشباب من الأحزاب الإسلامية العربية بأني في سوريا الأسد وما أدراك ما سوريا الأسد وما بزبط أن أتخلّف عن الزيارة، فعادوا هم من القرداحة وقد قرأوا الفاتحة على قبر حافظ (اعترف لي أحدهم أنه رفع يديه عند القبر ولكنه كان يلعن روح حافظ) وعدت أنا  وأم طارق من دمشق بعد تناولنا طعام الغداء في مطعم البوكمال.

تعرفت هناك على شباب حزب الله ومن تلك العلاقة التي جمعتني بهم تم دعوتي لاحقا للمشاركة في قناة المنار لما رأوه مني من ثورية وحماس للمقاومة والجهاد، وهي أيضا من الأسباب التي دعت خالد مشعل لدعوتي للعمل معه في دمشق في مناسبة ثانية.

شاركت مع شباب حزب الله في مسيرة بمناسبة يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من رمضان واستمعت لكلمة حسن نصر الله وجها لوجه في ساحة من ساحات الضاحية الجنوبية وقمت بجولة في جنوب لبنان وزرت سجن الخيام الشهير بعد أن عاد لسيطرة الحزب بعد أن كان تحت سيطرة اليهود ومليشيا جيش لحد العميل لإسرائيل.

تكلمت في البرنامج الذي بُث على العالم العربي عن تقصير الجيوش العربية وجهّزت نفسي للاعتقال بمجرد دخولي مطار الملكة علياء، لأكتشف لاحقا أن قمع ودكتاتورية الشعوب أقوى وأسوء من الأجهزة الرسمية التي لم تسألني شيئا عن الزيارة، فتهم (الصهاينة العرب، الوحدة 8200، العمالة لدول الخليج، التصنيفات الحزبية، .... ) كانت من أسلحة الشعوب التي تحجبها عن الاستماع إلى وجهة النظر الأخرى والتي ربما يكون بها الحق وتكون بها النجاة، فالشعوب ما زالت وستبقى مهزومة ما لم تتوقف وتعيد النظر في تجارب عشرات السنين الماضية.

أدركت من هذه الرحلة إلى بيروت أن الأبواب ستفتح أمامي إن أنا تتبعت مواطن رضا أصحاب النفوذ المالي والسياسي والإعلامي أو أن أفعل كما فعل أحدهم في زيارته لبيروت يوم قال لأفراد من حزب الله (إن كان سب الصحابة سيحرر لنا فلسطين فأنا سأسب الصحابة معكم).

ابتعدت يوم أدركت أن قاعدة (المصالح المرسلة) المُنفلتة من ضوابط الشرع ستكون فيها الهلكة، وكان ما توقعت إذ بدأت هذه القاعدة تسوّل للكثيرين السير في هذا الدرب الذي انتهى بنا إلى أمة توالي إيران وحزب الله وأمة تعاديهما، مع أن كلا الطرفين يعادي الكيان ويسعى جاهدا لتحرير البلاد والعباد من نيره وظلمه واحتلاله، فذهب ريحنا وتفرقنا شذر مذر، ولو كان هدفنا رضا الله وتحقيق عبوديته وتوحيده والذي ينجم عنه بالضرورة تحرير البلاد لكنا أقرب إلى التحرير مما نحن عليه الآن، حيث بتنا بين احتلال صهيوني غاصب مجرم ارتكب من المجازر ما الله به عليم وبين احتلال إيراني رافضي قائم لأربع دول عربية والخامسة (الأردن) على الطريق يحتل الأرض ويغيّر الدين.

إن الضياع والضلال لا يأتي دفعة واحدة إنما يتدرج كما يُطوّع إبليس للمؤمن المعصية، فهي عملية تطويع طويلة الأمد تبدأ بزيارات واستضافات وإعلام وتنتهي بتحالفات وولاءات، قطعت تواصلي بعدها مع الأصدقاء من حزب الله واستمعت لنصيحة حماي فاروق العقاد رحمه الله المتخصص بالتاريخ يوم كان يقول لي "إن هؤلاء الشيعة الرافضة ليسوا من ملة الإسلام فقد درست عقائدهم وتاريخهم وهم ما بين كفر وزندقة أو إجرام وقتل" لم أقتنع بكلامه إلا بعد فوات الأوان يوم دخل الروافض بغداد على الدبابة الأمريكية بعد أن تحالفوا معها في احتلال أفغانستان ثم تمدد تحالفهم إلى سوريا التي ارتكب فيها (أصدقائي) من حزب الله ما يعجز القلم عن وصفه من قتل واغتصاب وتهجير وتعذيب وكفر وهرطقة ولطم وزندقة، وإن كانت تقيتهم نجحت معي قيل أكثر من عشرين سنة فهي الآن لا تنطلي إلا على فئة صادقة ونيتها حسنة ولكنها اتبعت شيوخا أضلوها السبيل, ورغم أن الأحداث أثبتت أن التحالف مع إيران لم يأت إلا بشرّ إلا إن القدوات والرموز ما زالوا يسوغون ويبررون.

إن حجة الله البالغة على عباده سهلة وميسرة يفهمها العامي والمتعلم إلا من أبى، فما عليك أيها الحبيب المخالف إلا أن تأخذ كل فتاوى الشيوخ وتبريرات الرموز وتستبدل فيها كلمة (إسرائيل) بكلمة (إيران)، وكلمة (فلسطين) ب(سوريا).

وستكتشف حينها أن الشيوخ يُجيزون للسوريين التحالف مع إسرائيل من أجل النجاة بدينهم وأنفسهم وأعراضهم من الروافض، فتقاطعت مصلحة السوريين وإسرائيل في الفتك بحلف إيران لأنه يخفف عنهم ما هم فيه، فقد تخلى عنهم العالم أجمع.

 وبضدها تُعرف الأشياء.

كما ستكتشف أن الشيوخ يجيزون وصف نتنياهو -لعنه الله- بشهيد دمشق إن هو قُتل أثناء قتال الروافض في سوريا.

وهكذا دواليك ... قم باستبدال الكلمات أعلاه وستخرج بفتاوى لا يجيزها أي عاقل.

أما قصة من خطره أكبر إيران أم الكيان، فتلك ملهاة لا فائدة منها فكلاهما يحتل ويقتل ويغتصب ويتمدد.

إن منشأ المشكلة الحالية هي أننا نتعامل مع قضايا الأمة كقوميات ووطنيات متفرقة ولو توحدت جهودنا في قتال الطرفين لكنا إلى النصر ورضا الله أقرب.

كاتب هذا المقال من أشد الناس على الكيان ومن يتحالف معه، وقد نذر نفسه منذ خرج يوما على قناة المنار أن يكون منارا للحق والعدل تكفيرا عن ذنبه، كما يكفر عن ذنبه من صادق اليهود يوما ما ولو أغضب ذلك أقرب الناس إليه.

فمن أحب أن يضيف التهم المعلبة والجاهزة والكلشيهات والاتهامات بالصهينة والتطرف فليفعل فلنا بين يدي الله موعد وهو لا يخلف موعده ... وإني لمُحاجج.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملاحظة: سألني أحدهم عن شريط تسجيل حلقة تلفزيون المنار فأخبرته أنها كانت عندي على شريط فيديو vhc  قديم وقد أتلفها أهلي خوفا عليّ يوم كنت معتقلا لدى الأجهزة المختصة لأني شاركت في مسيرة ضد معاهدة السلام مع الكيان.

ملاحظة أخرى: من كان له صداقة مع حزب الله ممن يخالفني بالآراء أرجو منه أن يطلب منهم شريط تسجيل حلقتي على تلفزيون المنار قبل أن يهدمه الكيان كما هدم على حسن البنيان.

وكتبه ليث التل

13/10/2024

الثلاثاء، 1 أكتوبر 2024

مراجعة bana books لرواية قمر حران



 مراجعة الفاضلة banan-books.

⬅️ الكتاب: قمر حرّان "الشيخ والسلطان"
⬅️الكاتب: ليث التل.
⬅️عدد الصفحات:٤١٦
⬅️دار النشر:الأهلية
من سنة الله إذا أراد إظهار دينه أقام من يعارضه، فيحق الحق بكلماته، ويقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق"
✨ الوصف✨
تتناول الرواية سيرة شيخ الإسلام ابن تيمية بدءًا من ولادته في حرّان ثم رحلته في طلب العلم، مرورا بلقائه بالسلطان الناصر محمد بن قلاوون والعلاقة القوية التي جمعتهما، يتخلل ذلك ذكر دوره الكبير في التصدي للتتار و رفع الظلم عن الناس، وما تبع ذلك من مؤامرات لسجنه وإبعاده، وانتهاءًا بوفاته رحمه الله.
✨رأيي الشخصي✨
▪️إنّ اختيار شخصية عظيمة ومثيرة للجدل مثل شيخ الإسلام ابن تيمية يحتّم على الكاتب أن يخرج برواية متقنة متكاملة، ويرفع سقف التوقعات لدى القارئ…. فهنا نجد أن الكاتب أبدع في سرد الأحداث التاريخية ووضعها في قالب روائي سلس، حيث بدأ الرواية بأسلوب سردي مشوّق لا يسمح للقارئ بأن يلتقط أنفاسه، ثم تلاشى ذلك بعد المنتصف بسبب التشعب لشخصيات أخرى وأحداث ثانوية، لكن تقسيم الرواية إلى 40 فصلا يسهل على القارئ ترك الرواية والعودة لها لاحقا، وهنا أضيف أن الكاتب أحيانا لم يترك خيطا في نهاية كل فصل ليشد القارئ للفصل التالي.
أمّا بالنسبة للسرد كان بصوت الراوي وأحيانا استخدم الكاتب أسلوب الأصوات المتعددة.
▪️إن الرواية التاريخية تتأرجح بين طرفين، أحدهما ذكر الأحداث التاريخية بكل مصداقية و الآخر بناء قالب روائي يوائم الأحداث ويشد القارئ، وبشكل عام "قمر حرّان" استطاعت أن تقف بالمنتصف. ولكن وددت لو أن الكاتب سلط الضوء أكثر على الجانب الإنساني لابن تيمية حيث نجد أن المشاهد التي تثير المشاعر والتعاطف قليلة مثل مشاهده مع أمه وإخوانه وتلاميذه….. وفي النهاية "قمر حرّان"
رواية تستحق أن تُقرأ وأن تسبر أغوارها…📚
▪️وددت لو ذكر الكاتب المراجع اوالمصادر التاريخية التي استند اليها، لغايات البحث والمعرفة.

مراجعة الأديبة زينب السعود لرواية قمر حران

 جامع الورد في " قمر حران "



قراءة في رواية ( قمر حران الشيخ والسلطان) نشرت اليوم في عدد مجلة النيل والفرات المصرية.
ليث التل
*************
الكتابة الروائية تشبه السير في حقل من الألغام مقولة لا زالت تثبت نفسها في كثير من الأعمال . وما زال كثير من الروائيين يصرون على خوض معركة الكتابة الملغومة إلى نهايتها فبعض ساحات المعارك الأدبية كانت على مر التاريخ الثقافي العربي محببة لدى المتلقين بما تثيره فيهم من تساؤلات وما تشعله من إضاءات ناقدة وكاشفة وليست معارك الرافعي مع طه حسين والعقاد بمثال بعيد رغم تباعد الزمن.
وفي زمن تكاد النصوص الروائية العربية تتشابه بل ربما شاب بعضها شبهة التقليد الواضح في المحتوى والأسلوب ، ينبري كاتب يرى أن مهمته تشبه مهمة جامع الورد الذي يقتطف من أحداث الحياة وخفايا النفس ما يزين به صفحات حكاياته. فاختار كاتبنا الأديب الأردني ليث التل أن يزين صفحات الرواية الجديدة بالكتابة عن سيرة شخصية تاريخية لها من الأوزان أثقلها ولها من الحضور حظ كبير من القبول كما لها حظ من نقيضه. تلك هي شخصية ابن تيمية رحمه الله.
( قمر حران الشيخ والسلطان ) عنوان رواية الكاتب الأردني ليث التل المهندس الذي أغوته الكتابة كما أغوت قبله أطباء ومحامين وكثير غيرهم ، فاختار لروايته التي جاءت بعد أخوات لها أن تعود بنا إلى تاريخ مضى وشخصيات ربما لا نعرف عنها اكثر مما يتداوله محب أو كاره ، من إطلاق حكم هنا أو فتوى هناك. في روايته يقوم ليث التل بإعادة سرد لحقبة تاريخية هامة من تاريخنا العربي والإسلامي من خلال تناوله لسيرة ابن تيمية الإمام الذي غادر موطنه حرّان في بلاد ما بين النهرين ميمما شطر دمشق ، من خلال رؤية روائية وازنة وبامتلاك كبير لأدوات الحكاية الأدبية التي لا تجعل من ترجمة الشخصية التاريخية سببا للخروج على جمالية التناول الأدبي البارع . يقول ليث التل في مقدمة الرواية أن الكاتب ينازع : " فيما يسطره الحقيقة المطلقة والخيال المحلق ، فإن هو أحسن الجمع بينهما فلم يغير حقيقة ما جرى وانطلق منها إلى الحكاية والقصة التي تروي ما يشفي غليل القارئ ويشبع فضوله ويوصل إليه الحدث بتفاصيله يكون بذلك أدى ما عليه".
تسير رواية (قمر حران الشيخ والسلطان ) بحمولتها الثقيلة والثمينة في خطين متوازيين هما :سيرة ابن تيمية وحياة السلطان الناصر بن قلاوون ، على أن هذا التوازي ينكسر أحيانا كثيرة في متن الرواية لتتشابك الخطوط وتتداخل الحكاية. وبين هذين الخطين تتراءى لنا قصة تاريخ الغزو المغولي لبلاد الشام والممالك الصليبية ومعركة مرج الصُّفَّر قرب دمشق . أما حران فهي مكان ولادة ونشأة ابن تيمية التي غادرها مرغما وهو صبي بسبب هجمة المغول عليها ولكن القاهرة التي استقبلته بعد ذلك بزمن كان لها الأثر الكبير في شهرته وسطوع نجمه . يسرد ليث التل ببراعة واقتدار لغوي ترجمة تاريخية لأعلام من حقبة تاريخية حرجة ، ويظهر الجهد الذي يبذله الكاتب ليحافظ على صدق الواقعة التاريخية بأسلوب أدبي بعيدا عن التكلف ومناطحة اللغة المعجمية جليا كلما سارت بنا صفحات الرواية قدما . فقد تصاعد السرد الذي حمله تارة الرواي العليم وتارة رواة آخرون متدرجا من الأسفل إلى الأعلى أو من البداية إلى النهاية معتمدا على وقائع التاريخ الموثقة التي لم يقترب منها قلم الكاتب بالتغيير، وأوردها كما هي في كتبها التاريخية المعتبرة . لكن براعته الأدبية تجلت في إدارة الحوارات الروائية التي لا تتنافى مع الوقائع التاريخية ، فأظهرها قلم ليث التل في صورة أدبية جميلة أوهمتنا حقا أنها جزء من التاريخ الذي يرويه. والسؤال الذي يدور في ذهني : هل كتب ليث التل رواية ( قمر حران الشيخ والسلطان ) من أجل أن يؤرخ لشخصيات وثقتها كتب التراجم والسير؟ أم أنه كان يجرب قلمه الروائي في إعادة تقديم التاريخ بثوب أدبي تتماهى فيه العناصر الفنية مع الحقيقة الثابتة في كتب التاريخ ؟ أم أن السر كله يكمن في العنوان الفرعي للرواية ( الشيخ والسلطان)؟
تمت

في رثاء السيد


 في رثاء السيد



مخيم المواصي 2024
كانت تلعب بدميتها المهترئة في مخيم المواصي تستظل بغطاء ممزق كان من الأشياء القليلة التي حملها والدها على ظهره لمّا نزحوا من خان يونس للمرة الثالثة، صنع منه شيئا أمكن بصعوبة تسميته خيمة، لا يقي من حرّ وقيظ ولا يحمي من برد وشتاء كما أنه لم يحمها يوم هبط عليها من السماء عشرات الأطنان من المتفجرات بحجة قتل مطلوب للكيان مرّ من جانب خيمتها، فوجدت نفسها تحت الأنقاض تلفظ أنفاسها الأخيرة فنادت بصعوبة (يا الله ... يا الله).
امتدت إليها يد طفلة سورية من غوطة دمشق على مُحيّاها آثار غاز السارين وقالت لها: "لا تحزني يا حبيبتي ولا تجزعي، إنما هي لحظات ثم ترين معي ما أرى". فردت عليها: "لا أرى شيئا إنما هو ظلام دامس". فمسحت جبينها المعفّر بالتراب وقالت لها: "ردّدي معي (يا الله يا الله ما إلنا غيرك يا الله)". سحبتها من الظلام فإذا هي في جنات ونعيم تجري من تحتها الأنهار يُنادي عليها صوت اشتاقت إليه منذ أشهر خلت "ماما ... ماما". حضنتها أمها، قبلتها، ضمتها، طارت بها وهبطت، غنت لها ورقصت: " حبيبتي بُنيّتي، الحمد لله الحمد لله، أين بابا يا حبيبتي؟". فأجابتها: " لم يكن في المخيم حين قصفوه يا ماما". فردت أمها: "ما الحياة الدنيا إلا طرفة عين يا صغيرتي ثم يلتم شملنا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دمشق 2013
- "هل أحضرتم الغاز؟" يسأل مندوب بشار.
- "نعم وصلت الشحنة من إيران عبر مرفأ بيروت" يجيب مندوب حزب الله.
- "هل حسمتم القرار؟ فاستعمال الكيماوي سيقيم الدنيا علينا ولا يقعدها، والمكان المستهدف في الغوطة الشرقية خالي من المقاتلين " يسأل مندوب سيادة الرئيس.
- "الأمر حسم ولا مجال للتردد، فسكان هذه المنطقة هم من أهالي المقاتلين، وبغير هذا سَيُبَيِّتُونكم في دمشق على أبواب قصر الشعب، فهل يريد سيادة الرئيس بشار ذلك؟" يجيب مندوب المرشد آية الله خامنئي.
- "طبعا لا". يجيب مندوب سيادة الرئيس.
- "ثم إن سماحة المرشد الأعلى رتب الأمور على الصعيد الدولي ولن تكون ردود الفعل سوى جعجعات واستنكارات."
- "إذا ننفذ اليوم على بركة الحسين والعباس فزينب لن تٌسبى مرتين". قال مندوب السيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الغوطة الشرقية 2013
يركض بابنته الصغيرة إلى المشفى الوحيد في المنطقة فيذهل من هول ما يرى، مئات الأطفال في الغرف وفي الممرات داخل المشفى وخارجه يتلوون من الألم، يختنقون بغاز السارين في مشفى لا أجهزة تنفس فيه، كان يُفترض أن تورّد إلى المشفى قبل سنوات عندما أُحيل عطاء توريدها على ابن خالة سيادة الرئيس فوصله الثمن ولم تصل الأجهزة.
يتراكض بابنته كما يتراكضون، يستغيث كما يستغيثون وما من مغيث، لم يجد ولم يجدوا إلا الماء يغسلون به وجوه أطفالهم، وهل يجدي الماء نفعا مع السارين، ينظر إلى ابنته نظرة العاجز المكلوم.
بوده لو يفديها بنفسه، لو استطاع لشلع رئتيه من صدره لتتنفس بها صغيرته الوحيدة، تنظر إليه نظرة الضعيف تتطلع إلى ركنها الشديد وحائطها العتيد، تتنفس بصعوبة وتكحّ وتسعل كحّا وسعالا لو كانت في الجبال حياة لخرّت على نفسها، وملائكة السماء تستأذن خالقها أن تتدخل والبحار ترجو ربها أن تُغرق والريح تتمنى لو تعصف ...
يمسح بيده على محيّاها الذي علاه غاز السارين ويقول لها رددي ورائي يا صغيرتي:
"يا الله يا الله ... ما إلنا غيرك يا الله"
رددت وراءه ... فرُفع عنها الحجاب فبصرها اليوم حديد، رأت الماضي ورأت الحاضر، رأت المستقبل، رأت نفسها هناك تلعب مع أطفال غزة، وفي كل حين تنادي على ضيفة جديدة منهم "رددي ورائي يا الله ما إلنا غيرك يا الله" ثم تمد يدها وتسحبها ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تل أبيب 2024
- "هل حددتم موقعه؟" يسأل نتنياهو عبر الهاتف من نيويورك.
- "نعم". يجيب غالانت.
- "اقصفوا فورا ولا تتركوا أي احتمال لنجاته". يقول نتنياهو
- "حجم التفجير كبير وسيُثير ضجة عالمية فالمنطقة مليئة بالمدنيين".
- "لا يهم، أليسوا أهالي المقاتلين؟ ويجب أن نُعيدهم إلى حجمهم الطبيعي".
- "ألا تخشى رد الفعل الدولي والرأي العام الغربي؟"
- "كله بجيبتي الصغيرة، نفذ ولا تتردد."
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الضاحية الجنوبية الطابق الرابع عشر تحت الأرض 2024
يدخل مع كبار قادة حزبه وقائد الحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان يسأل مستفسرا:
- هل تم تأمين المكان.
- نعم يا سماحة السيد.
- هل حضر الجميع.
- جميعهم بلا استثناء.
اهتزّ في السماء السابعة نداء قبل تسع سنوات اهتزّت له ستة مباني في الضاحية الجنوبية
"يا الله ما إلنا غيرك يا الله"
تساقطت المباني فوق بعضها البعض، أُغلقت كل المنافذ إلا نافذة واحدة لم تغلق منذ خلق الله السموات والأرض نافذة السماء، تطاير الغبار وأظلم المكان، تداعت الأجساد ونُزعت الأرواح وفي الدرك الأسفل من المباني حُشر آخرهم يتحسس ما حوله من جثث ممزقة وأجساد مُنتهكة، دخل الغبار إلى رئتيه وتعالت أصوات أنفاسه المخنوقة، يبحث عن الهواء فلا يجده، يستجدي الماء فلا يجد منه قطرة، شُلَّ من شدة الانفجار فهو محبوس في جسده لا تتحرك فيه إلا شفتيه:
- يا حسين يا حسين وما من مجيب.
يبكي بحرقة وينادي:
- يا أبا عبد الله أنقذني أنا السيد أنا السيد.
فيزداد عليه الدرك الأسفل ظلاما ....
- يا عباس يا زهراء.
ظلام دامس ....
- يا مهدي يا علي
ظلام .....
- يا الل...
ينهار عليه السقف ويملأ التراب فمه فلا يكملها
فليس ثَمَّ إلا... ظلام
وكتبه ليث التل
30/9/2024