لم يغمض جفني بعد وهدير نفسي التواقة إلى باريها أقض مضجعي فربما كلماتي جارحة لكن أحسب فيها حبا ورحمة

الثلاثاء، 3 أكتوبر 2023

ريلز وكروش ... والدار الأهلية

 



ممالحة مع الأصدقاء بعد أسبوع عاصف في معرض الكتاب

وعذرا على اللغة العامية في المقال فقد أرهقتني لغة ولهجة القرن الثامن هجري وحاب اتحرر شوي

"ريلز وكروش ... والدار الأهلية"

صارحني الأستاذ أحمد أبو طوق مدير الدار الأهلية للنشر والتوزيع (الناشر الرسمي لروايتي "قمر حرّان") في اليوم قبل الأخير من معرض عمان الدولي للكتاب بأني سمين، فرغم كل محاولاتي لإخفاء كرشي وظني أني نجحت بذلك، إذ مرت ثمانية أيام دون تلك المصارحة المؤلمة، لكنه اكتشفني مما اضطرني للترقيع عندما واجهني بالحقيقة المرة فقلت له: أن الأمر مدروس ومقرر، فقد نشرت عنده قبل مدة روايتي الثانية (تراتيل الخلود والفناء) وقمت حينها بتخفيف وزني قبل المعرض حتى أظهر بمظهر الكاتب السمبتيك (الرشيق المتكتك) ونجحت بذلك إلى حد ما، ولكني قررت هذه المرة النزول بكل ثقلي في معرض عمان الدولي للكتاب في نسخته ال 22 ، فروايتي عن الشيخ ابن تيمية (قمر حرّان) والسلطان الناصر محمد بن قلاوون رواية ثقيلة زاخرة بالمعلومات التاريخية والعلمية، والدار الأهلية من دور النشر الثقيلة على المستوى المحلي والعربي وكذلك الأستاذ أحمد أبو طوق (الذي ابتسم وضحك من حسن تخلصي من موضوع الكرش) فهو من العيار الثقيل أيضا.

نجحت خطتي، ونزلت إلى المعرض بكل ثقلي بعد أن أطلقت العنان لنفسي بأكل ما لذ وطاب مما حرمت نفسي منه أثناء كتابتي للرواية التي انقطعت لأجلها مدة سنتين من البحث والقراءة والتحليل والدراسة ثم الدخول في حالة تقمص الشخصيات والعيش في الظروف الزمنية التي كُتبت فيها أحداث الرواية في القرن الثامن هجري وأخيرا الكتابة.

لكن هذه الخطة (خطة النزول بكل ثقلي) واجهتها مشاكل من طرف آخر حارت بها ابنتي فاطمة الزهراء التي عيّنتُها المنتج الفني للريلز والستوريات (الفيديوهات الترويجية القصيرة) بعد أن فشلت أنا في انتاج أول أربعة منها، إذا كانت دون المستوى المطلوب، وجاءتني التعليقات عليها تباعا، فمنهم من قال (مالك يا زلمة مكرّش مكشّر) وآخر يقول (يا زلمة أنت على الطبيعة أحسن من هيك وعندك روح مرحة ليش مبين زي كأنك بطوشة) وشغلات زي هيك. أمّا المسكينة فاطمة فقد اضطرت إلى عمل الكثير من التحرير والمونتاج على الفيديوهات حتى تخفي ما لا يمكن إخفاؤه من الكرش ومشاكله.

بصراحة يا إخوان أنا ما كنت بدي أنزل فيديوهات لأنه أنا زلمة كتابة مش زلمة حكي، وربما أتقن الأولى ولكني لا أتقن الثانية، بس الأولاد قالوا لي: "يابا ... ولّت أيام الدعاية المكتوبة، اليوم الدعاية كلها منظورة ومسموعة وإذا المُشاهد ما عجبه أول ثانية من الريلز (الفيديو القصير) راحت عليك". فاضطررت إلى التصرف لوحدي وانطبق عليّ المثل القائل (بعد ما شاب ودوه الكُتَاب) واخترت بعناية كلمات أول ثانية في كل فيديوا حتى تجذب المشاهد من قبيل ( عجيبٌ أمرُك) و (أعبقري هو ابن تيمية أم مخبول) و (ابن تيمية ينتظركم) إلى أن تدخلت فاطمة الزهراء في آخر ثلاثة ريلز وأنقذت الموقف الذي كاد يذهب بالرواية أدراج الرياح برغم ما لاقت (بفضل الله ثم ببركة الشيخ ابن تيمية) من رواج كبير أكثر من المتوقع ونفدت النسخ في اليوم الرابع من المعرض مما اضطر الدار الأهلية لشحن نسخ جديدة من بيروت.

طبعا حضرتي بعد ذلك أصابتني الحالة المعروفة ب (الهوس بالشاشة) وصارت فاطمة وأم طارق تمسكان بي وتحجباني عن آلات التسجيل والتصوير لمّا شَعَرَتا إني صرت أفكر بترك الكتابة والتحول إلى مذيع أخبار أو مقدم برامج  (ومالهم المذيعين مش أحسن مني) وقالوا لي: (روح انضب ... واكتب مقال أحسن لك)

وأنا بصفة شخصيتي ضعيفة والنسوان بتحكموا فيّ

 رديت عليهم فورا ... فكتبت لكم هذا المقال.

مع شكر خاص للأستاذ القريب الأريب أحمد أبو طوق

ليث التل

3/10/2023