رجولة النَسَويَّة
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أنا الآن يا إخوان في جلسة نقاش ديمقراطية مع أم طارق، فقد اعتدت منذ أيام زواجي الأول (والأخير) أن أتحاور وأصل مع أم طارق إلى حلول وسط في كافة أمور حياتنا، فمثلا أنا اقترحت اسم يحي لتسمية ابني الثالث وهي اقترحت اسم عماد وأسميناه عماد كحل وسط بيني وبينها، وكذلك أنا اقترحت اسم مريم لابنتي الوحيدة وهي اقترحت فاطمة فكانت فاطمة الزهراء، وهكذا دواليك في شؤون حياتنا المتعددة بما فيها المقالات والروايات الخاضعة لمقص أم طارق.
شاورتها في كتابة مقال عن النسويّة، فكانت إجابتها الحاضرة بدون مقدمات:
- بخلعك.
- صلي على النبي يا بنت الحلال وخلّينا نصل إلى حل وسط كالعادة.
- ألم تكتفي من أصدقائك الأعداء على وسائل التواصل من محور المقاومة ومحور الاعتدال ومن الأردوغانيين والغنوشيين والإيرانيين والبشاريين لتزيد الطين بلة وتضيف إليهم نصف المجتمع من النساء المتدينات وغير المتدينات؟
- عادي مُتَعَوِّد.
- هات الخلوي والله ما بخليك تكتب ولا حرف.
أمسكت بالخلوي وهربت به إلى غرفة الخزين وأغلقت الباب بالمفتاح، ولم ألتفت لطرقها العنيف المتواصل، وللعلم يا إخوان فهذه الغرفة الصغيرة لها قصة أيضا، فقد طالبت بكل أدب من أم طارق أثناء بنائنا لبيتنا أن أجعل فيه غرفة مكتب لحضرتي أمارس فيها القراءة والتَفَكّر والتدبر وكتابة الروايات والمقالات، فكان الحل الوسط الذي اقترحته عليّ أن آخذ غرفة المستودع وأحولها لمكتب، طبعا الغرفة صغيرة جدا لا تتسع إلا إلى شوية كراكيب وأدوات تنظيف وغسيل، طبعا رفضت عرضها، فاستَبدَلَتْ فكرة المكتب بأن أحضرت لي طربيزة (سكملة) بمناسبة عيد ميلادي وقالت لي هذا مكتبك، وأنا سلطانة البيت وأنا من يقرر هنا (يا إخوان القصة جد ما بتخوث)، وأنا الآن أقف في غرفة المستودع بكل رجولة أكتب مقالي (رجولة النسويّة) على لمبة الخلوي لأن أم طارق أطفأت عليّ اللمبة من الخارج ( والله هذه فاتتني لازم عملت كبسة غرفة الخزين من الداخل)، يئست مني أم طارق فأرسلت لي فاطمة بحجة أنها تريد عصاية القشاطة من المستودع، (أبصر ليش؟؟) لم أخضع لها ومارست قوامتي في البيت وتابعت كتابة المقال واقفا على ضوء الخلوي.
سأكتب بكل جرأة ولن أجامل أحدا كعادتي في مقالاتي بما في ذلك معشر النساء وأذكرهنّ بكلام الله وكلام رسوله دون تأويل أو تحريف أو تعطيل أو تكييف، فاحفظن ما حفظ الله بالغيب، فأقول وبالله التوفيق:
"الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا"
"يُوصِيكُمْ اللَّه فِي أَوْلَادكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْل حَظّ الْأُنْثَيَيْنِ"
"استوصُوا بالنِّساءِ خيرًا، فإنَّهنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعوجَ شيءٍ في الضِّلع أعلاه، فإنْ ذَهبتَ تُقِيمه كَسَرْتَه، وإنْ تركْتَه لم يزلْ أعوج، فاستوصُوا بالنِّساء خيرًا"صحيح مسلم.
"لَا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمْ الْمَسَاجِدَ، وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ" رواه أحمد وأبو داوود.
" لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللَّهِ ، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا " صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة .
"كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ: إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ" رواه البخاري
عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِى أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى المُصَلَّى، فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّى أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ» فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ العَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ»، قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَلَيْسَ شَهَادَةُ المَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ» قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: «فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا، أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ» قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: «فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا» متفق عليه
وأمثال هذه الآيات والأحاديث كثير، ودعكم من تأويلات فاسدة تفسر الضرب بالسفر أو كما قال أحد الشيوخ أن المقصود بنقصان العقل هو أن عقل المرأة أكبر من عقل الرجل !!! أو أن القوامة مرتبطة بالإنفاق متناسيا نص التفضيل في نفس الآية.
يا إخوان ادعوا لي فالطرق على الباب زاد ويبدو أن هناك محاولات لخلع باب المستودع بالشاكوش.
لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان آخر ما وصى به في حجة الوداع النساء وقال أيضا: "استوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم، إن لكم عليهن حقا، ولهن عليكم حقا"
وقال: "إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم"
ومعلوم أن ما سبق من أحاديث عن الطاعة والقوامة والضرب والسجود لها شروطها وهي ضمن ضوابط تستقيم بها الحياة، ومعروف على مستوى الباحثين وما أفادت به الدراسات العلمية الغربية أنه كلما زادت قوانين المساواة بين الرجال والنساء في المجتماعات زادت الفوارق بينهما بشكل كبير، خاصة في الدول الإسكندنافية، لأنهم بذلك يعاندون الفطرة البشرية والطبيعة المختلفة بين الرجال والنساء، وهذا كلام علماء غربيين محايدين غير نسويين، فالعدل هو الأساس وليس المساوة بكل شيء.
فيا معشر النساء هذا دينكم وهذا ربكم الذي خلقكم يخبركم بقرآنه وبكلام رسوله ما يصلح لكم في الدنيا والآخرة، وكلامه محكم وبيّن وكلام رسوله جاء بالهدى والبينات لا بالطلاسم والمتشابهات، وهو لا يحتاج إلى المفكرين والمبررين لِيُفَهِّمُونا ما وَضَّحه الله ورسوله "وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ" ،"إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ".
إن مدار الإيمان والتوحيد هو التسليم بما جاء من عند الله ورسوله لا تصديق النسويات أو شيوخ النسويات بما يعارض النصوص الواضحة، ومقالي هذا موجه للمؤمنات أما من كنَّ من العلمانيين فنقاشهنّ يكون بمستوى آخر في العقيدة والإيمان والتسليم، فأنتنّ على الخيار وعلى مفترق طريق الإيمان بما جاء من عند الله أو عدم الإيمان به ...
فاخترن ما يحلو لكُنَّ
أما بالنسبة لي فقد أنهيت المقال ولن أستطيع نشره على الفيس بوك لأن النت ضعيف في غرفة المستودع ويلزمني الذهاب إلى غرفة الجلوس وإرسال المقال من هناك حيث الإشارة القوية للشبكة، ولكن فاطمة وأمها يتربصن بي خلف الباب.
وقبل الخروج عندي عدة أسئلة لكل من يؤوّل الآيات والأحاديث السابقة وأرجو الحصول على إجابة واضحة عليه من قِبَل (النسوية الإسلامية) تحديدا:
السؤال الأهم، لماذا بعث الله الرسل والأنبياء ذكورا ولم يبعث من بين ال 300 رسول وعشرات الالاف من الأنبياء أنثى واحدة ؟؟؟؟؟
والسؤال الأقل أهمية، النسويّة عند القوم هي محاكاة الرجولة بكل تفاصيلها، فلماذا يُسمُّونها (نسويّة) ؟؟؟
وسؤال ثالث: اشتهرت عبارة منقولة عن أحد النسويات المتطرفات نصها "men are trash" أي "الرجال زبالة" فسألها أحدهم وهل أبوك زبالة ؟؟ فردت كل الرجال زبالة باستثناء أبي. وهنا أسأل أنا: هل النسويات في مشارق الأرض ومغاربها بدون آباء ؟؟؟!!!
باسم الله أفتح باب المستودع راكضا نحو غرفة الجلوس لأضغط هناك على كبسة الإرسال، فإن كنتم تقرؤون المقال الآن فذلك يعني أني تمكنت من إرساله وإلا فادعوا لأخيكم فإنه الآن ... يُضرب
24/1/2020
ليث التل
من على طربيزة مكتبي العامر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق