لم يغمض جفني بعد وهدير نفسي التواقة إلى باريها أقض مضجعي فربما كلماتي جارحة لكن أحسب فيها حبا ورحمة

الأحد، 10 سبتمبر 2017

بلاد العرب أوطاني


بلاد العرب أوطاني 



....
وفي أوطاني يُصنف الناس حسب مصطلحات (جيل الملنيم"الألفية") إلى (كلاسي) و (بيئة) الأول هم جماعة الهاي والباي والواو والياي وأما المسخمطين فهم جماعة جوك وشلونك وكيفيك، يزعمون أن الصنف الأول أوتي من الإتيكيت ما لم يؤتى به أحد من العالمين، أما الآخرين فقد عفا عليهم الزمن فأصبحوا (بيئة) وإن تجرأ أحد منهم وتحسس من وصفه بأنه (بيئة) فيعاجله جماعة (كلاسي) سريعا بالتصنيف الثالث (نفسية).
ما لبثت هذه التصنيفات أن انتقلت إلينا نحن (جيل العصر الحجري) فها هو أحد ختياريّة هذا الجيل يفاجئني بوصف مهندس غلباوي ب (بيئة) مما أثار استغرابي ولكن لا بأس فلا بد لنا من مواكبة العصر وإلا فليس لنا إلا هامش الأحداث.
مصطلحات حديثة لممارسات موروثة ضاربة في القدم، فقد مرت علينا فترة قبل ما يقارب من 15 عام يوم لم يكن على الساحة العربية من أحداث إلا صراعات الأحزاب اللبنانية كنا نصف فيها من يتكلم بالمجالس العامة بتفاصيل الشأن اللبناني ويدلل على ذلك بالكلام عن كلب وليد جنبلاط (كلب حقيقي ظهر في البرنامج بجانب جنبلاط في قصره) الذي ظهر في برنامج شاهد على العصر على قناة الجزيرة التي طبلتنا حينها بنعيق حسن نصر الله وتهديدات سمير جعجع وهرطقات ايلي حبيقة كنا نصف المتكلم بهذا الشأن أنه (كلاسي سياسي) ومن افتقر حديثة عن تلك التفاصيل كان يصنف أنه (بيئة سياسي) ... ولكن بمصطلحات ذاك الوقت.
لا زالت هذا الظاهرة منتشرة اليوم يمارسها كثير من الأولين وكثير من (جيل الملنيم) الآخرين، ومن أمثلتها الواضحة تبني مفهوم الحرية بشكله الكلاسي حتى تكون صورتهم أمام الآخر صورة ناصعة ترضي من لا يرضى عنك إلا إذا اتبعت ملته.
(
الحرية فوق الشريعة) مفهوم خطير منتشر عند جماعة الكلاسي السياسي، يجعلون فيه الحرية سائدة والشريعة مسودة، أما من اعتبر الشريعة سائدة فوق الحرية فهو بيئة متخلف بنظرهم، يناقضون أنفسهم ويسفهونها من حيث يعلمون، فالحرية مصطلح عام لا يضبط إلا بمنظومة من القيم والأفكار والقوانين وضعها البشر، بينما الشريعة منظومة من القيم والأفكار والقوانين أنزلها الله بعلمه وحكمته رحمة للعالمين ليخرجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن رق الشهوة إلى الحرية المضبوطة بالشرع.
فكيف تكون قوانين البشر سائدة وقانون الله مسودا تعالى عما يقولون علوا كبيرا، يرد عليك جماعة الكلاسي فورا بالقول أن الشريعة عبارة عن مفاهيم عامة ويستخدمون القواعد الأصولية في علوم القرآن والحديث والتي وضعت لضبط وتعزير اتباع الشرع والالتزام به من اسباب النزول او الناسخ والمنسوخ او العام والخاص أو دلالة اللغة لتفريغ النصوص المعجزة من معانيها الواضحة المباشرة يحرفون بذلك الكلم عن مواضعه مستنتيجين أن الحرية فوق الشريعة، ولو طبقنا قواعدهم هذه على قوانين ومفاهيم وقيم الحرية لبطل الاستدلال بسيادة حريتهم المزعومة، وكما أن لهم الحق بالتهرب من نصوص الشرع تحت عناوين شتى فإننا أحق منهم بالتهرب من كل مفاهيم حريتهم وقيمها بتأويلها تأويلا فاسدا كما يؤولون هم آيات الحكيم الخبير، وإن استشهدوا بنص من نصوص تلكم الحرية رفضناه بحجة أن المقصود منه عكس منطوقه كما يفعلون بأحاديث الذي أوتي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم لنردهم بذلك إلى (بيئة) ساقطة أساساتها، لا تصمد إن رضيت أن تُعامل كما تتعامل هي مع الشرع.
أما آخر موديلات الكلاسي السياسي فهي التعاطف مع المجرم وعدم الاعتبار بعدالة الله فيه لأن ذلك من متطلبات ذاك المظهر الخادع، أما جماعة (البيئة) في فلسطين والعراق وسوريا والصومال وحتى #الروهينغاالذين يرفض جماعة الكلاسي السياسي التعاطف معهم لوجود بعض الصور المفبركة واعتقادهم أن وراء ذلك مؤامرة كونية .... فلا بواكي لهم !!!
ولجماعة البيئة أواسيهم بحديث الذي جاء بالهدى والبينات لا بالطلاسم والمتشابهات صلى الله عليه وسلم
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا ، وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا ، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
والسلام
10/9/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق