لم يغمض جفني بعد وهدير نفسي التواقة إلى باريها أقض مضجعي فربما كلماتي جارحة لكن أحسب فيها حبا ورحمة

الخميس، 15 مارس 2018

ستيفن هوكينج أغبى الخلق عند أمه الهاوية




بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
بداية، سَنُنهي أمر المزاودات على العلم وأمر المفاخرة بإنجازات الآخر الغالب، وبما أننا أمة مغلوبة فنحن جميعا في الهَمِّ شرق، فلا يخرجنَّ علينا من يتكلم باسم العلم وكأنه صاحب نظرية الثقوب السوداء والعوالم المتوازية أو أنه مخترع الكهرباء أو مكتشف البنسلين، وكوننا أمة مهزومة فذاك لا يمنعنا من انتقاد الكفر والإلحاد والإنحلال عند الآخر الغالب، بل على العكس، فإن الحل الذي تنتظره الأمة يبدأ بمعرفة الواقع الحالي لنا ولغيرنا، أولا. والعودة إلى رسالتنا السماوية التي كنا بها سادة العلم والمعرفة، يوم أخذناها علما وعبادة، نهج حياة وآخرة، لا طقوسا وأحلاما، وضميرا وأخلاقا فقط، ثانيا. تثبيت ميزان ومنظومة القيم والأخلاق والعقيدة، فكل سلوك فردي أو جماعي هو تطبيق حي للعقيدة التي تسكن عقلنا الجمعي، ثالثا. ومن ذلك ؛ التحذير من موجات تقليد المغلوب للغالب في سلوكه وعقيدته.
إن تميز ستيفن هوكينج في علوم الفيزياء لن يمنعنا من الحرب الشعواء على إلحاده الذي قاده إلى أمه الهاوية، لا الترحم عليه بحجة أنه قدم خدمة جليلة للبشرية، فقولوا لي بربكم هل وجدتم من صنع سيارة لزيد في عمان ثم ذهب ليأخذ ثمنها من عمرو في الصين، إن هوكينج قدم خدمة للبشرية وأخذ منها الثمن، فها هي قد خَلَّدتهُ في الدنيا ورفعت اسمه عاليا، فكيف تريدون له من الله رحمة وهو لم يعمل له، بل لم يؤمن به ابتداء، وقد سألت أم المؤمنين عائشة لعنة الله على شاتمها وعلى من يؤيده، سألت الرسول صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن جدعان الذي كافأته العرب على كرمه بتخليد ذكره، كما في حديث مسلم "عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ! ابْنُ جُدْعَانَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ، وَيُطْعِمُ الْمِسْكِينَ، فَهَلْ ذَاكَ نَافِعُهُ؟ قَالَ: "لاَ يَنْفَعُهُ. إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْماً: رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ".
إني وأهل بيتي من الذين يستعيضون عن حضور الأفلام والمسلسلات بحضور البرامج العلمية، لذا فقد اشتركنا بسلسلة من القنوات العلمية منذ أمد بعيد ودفعنا عليها بقرة جحا، ولم نترك برنامجا علميا لهوكينج ولا غيره إلا وحضرناه، ولم أجد عالما أشد منه صلفا ولا أكثر منه عنادا وكفرا، ومع أن أغلب من نحضر لهم هم من الغرب النصراني الغالب، إلا أنهم احتفظوا بالإيمان أنه هناك خالقا للكون فيما نسميه نحن توحيد الربوبية، ومع أن هذا التوحيد غير كاف للدخول بالإسلام والنجاة من النار، إن لم يتبعه توحيد الألوهية وهو إفراد الله سبحانه بالعبادة وعدم منازعته في الحب والانقياد والحكم والتشريع، إلا أن ستيفن هوكينج أبى إلا أن يكون أشد كفرا وعنادا من أبي جهل الذي كان يؤمن أن للكون إلها خالقا، فكان كلما وصل إلى نظرية علمية تفسر بداية الكون كنظرية الانفجار الكبير أو غيرها يصل إلى سؤال متجدد، ماذا كان قبل هذه البداية ؟ وكيف تشكلت ؟ وأين كانت وماذا كان قبلها ؟ فيأبى عليه فرحه بعقله وعلمه الذي أعطاه الله، أن يقر أن هناك قوة ذكية وراء الكون، فقفز من نظرية الانفجار الكبير إلى نظرية العوالم المتوازية إلى نظرية الأكوان المتعددة إلى آخره من نظريات، لا تنتهي؛ حتى لا يقر أن هناك قوة فوق إدراكه، ودخل في دوامة السؤال المتجدد : ماذا كان قبل آخر نظرية وصل إليها؟
إن كِبْر هوكينج جعله لا يُقِّر أن هناك عقلا أكبر من عقله، فأراد دائما أن يكون هو المُدرِك لا المُدرَك، فلم يعترف ولم يستسلم كما اعترف غيره من علماء اليهود والنصارى أن هناك قوة فوق كل ذلك لا يمكن إدراكها " لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" سبحانه وتعالى.
كنت قد كتبت منشورا عن الملحدين وأطلقت عليهم لقب الأغبياء، فثارت ثائرة المتابعين احتجاجا، بينما لم أسمع لهم حسيسا يوم شتمت أتباع المجرم بشار الأسد وقلت عنهم (أوقح من صرامي بشار) بل حصلت على التأييد، ومرد ذلك الخلط في فهم الضروريات، فحفظ الدين مقدم على حفظ النفس، فالنفس تُزهق في الجهاد حفظا للدين، ولو افترضنا جواز الشتم لكان شتم الملحدين أمثال هوكينج أولى من شتم أتباع بشار، فهذا اعتدى على الدين وأولئك اعتدوا على النفس، "عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ   نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ
إن عامل النظافة المؤمن أشد ذكاء من عالم الفيزياء الملحد، فالذكاء ليس ذكاء المعادلات الرياضية فقط، إنما هناك الذكاء الاجتماعي والذكاء النفسي والذكاء الفكري والذكاء الإيماني والأخلاقي وغيرها، فإن بَزَّ هوكينج غيره في ذكائه الرياضي، فقد تخلف عنهم بكافة أنواع الذكاء الأخرى، وأتبع نفسَهُ هواها وألحقَ عقلَهُ جنون عظمته، فانتهى به المقام ملحدا لا يؤمن برب ولا دين.
إن قضية الإيمان والإلحاد حسمت بالمنطق القرآني بأسئلة بسيطة وحجج بالغة، عجزنا عن فهما لبعدنا عن القرآن، ودخلنا مع الملحدين في نقاش ليس محل النزاع، فيا من ابتليت بملحد يناقشك، لا تنجر إلى أسئلته الفرعية التي يناقض بها نفسه، وانتقل به إلى أسئلة القرآن ولا تنجر إلى هرطقاته إلا إن أجابك عنها.
أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ؟؟؟؟
أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ؟؟؟؟
السؤال الأول الكبير : هل أنت خالق أم أنت مخلوق ؟
فإن أجابك بأنه خالق فانتقل به إلى السؤال الثاني فورا
"فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ"
يُبهت وينتهي نقاشك معه
وإن أقر أنه ليس بخالق فهو مخلوق  موجود
فعاجله بالسؤال الثالث :
من الخالق ومن الواجد ؟
فسيدخل معك في سلسلة هوبكنج عن بداية الخلق ينتقل بك من نظرية إلى نظرية، فاضبط نقاشك معه : أن هذا سؤال متجدد لا نهاية له، إلا أن هناك " فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ" وفوق كل نظرية خلق نظرية أكبر منها، وفوق كل قوة قوة تفوقها، وهذه القوة الذكية هي الله عز وجل، يُضبط فهمه بالنوع الثالث من التوحيد، توحيد الأسماء والصفات، وهي صفات كمال لا نقص فيها، وأي نقص يعتريها ينقلها لقوة دنيا لا قوة عظمى مطلقة، وهي التي نعرف بها الله، فهو المحيط لا يُحاط به، " لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ " ولو أدركته عقولنا وأحاطت به لكان مُدركا، وتلك صفة نقص، وهو الأول ليس قبله شيء ولو كان قبله شيء فهو ناقص غير متفرد، وذاك نقص تعالت القوة العظمى عنه، وهو الآخر ليس بعده شيء، وهو الظاهر ليس فوقه شيء وهو الباطن ليس دونه شيء، فأي نقص يعتري هذه القوة (والذي تكرره أسئلة الملحدين الغبية كسؤال الصخرة) يخرجها عن كونها القوة المطلقة، وينزل بها إلى مستوى قوة دنيا مخلوقة موجودة، وانظر إبراهيم عليه السلام في القرآن كيف تدرج بالحجة البالغة مع قومه، بأن الله هو الأكبر وهو الذي لا يأفل ولا يغيب السميع البصير، وختم نقاشه مع قومه بقوله " إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ".
وإن لم ولن يُجبك الملحد عن هذا السؤال، سؤال البداية مكانا وزمانا وهيئة، فقل له إنه الله : الخالق بربوبيته، وهو المعبود بألوهيته، وهو المتصف بصفات الكمال والجلال، فإن أصر، فاعلم أنه مجادل معاند لا جاجة لك في نقاشه، وإن كان قريبك وتحبه فليس لك معه إلا الدعاء.
إن ستيفن هوبكنج عاند بعقله الذي وهبه اللهُ إياه، فقهره الله بجسده، يُذِلُّهُ به يوما بعد يوم، عَلَّهُ يعلم أن لهذا العقل والجسد من خالق، فأبى ومات على إلحاده.
فسحقا له ... فقد أدرك مُتأخرا رغم أنفه تحت الأرض ما لم يدركه فوقها
 
فسبحان الذي قهر عباده بالموت
15/8/2018

هناك تعليقان (2):

  1. هل يجوز ما كتبته اخيراً عن قهر الله له بجسده واذلاله له به ام ان هذا تألي على الله؟

    ردحذف
  2. اعوذ بالله من التالي عليه
    من سنن ابن ماجة
    " حدثنا محمد بن إسمعيل بن البختري الواسط يحدثنا يزيد بن هارون عن إبراهيم بن سعد عن الزهري عن سالم عن أبيه قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم وكان وكان فأين هو قال في النار قال فكأنه وجد من ذلك فقال يا رسول الله فأين أبوك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حيثما مررت بقبر مشرك فبشره بالنار قال فأسلم الأعرابي بعد وقال لقد كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم تعبا ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار"

    ردحذف