بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
السعودية من مناصرة التوحيد إلى مناصرة
التوحد
نَغَّصوا عليّ عمرتي الأخيرة مع أم طارق
- قبل سنة تقريبا - وأنا أغادر السعودية من مطار المدينة المنورة، ولا زلت كلما
تذكرت الشرطية السافرة، وشعرها الناثر للآثام يمينا ويسارا، وهي تفتش أم طارق
والنساء، لا زلت أذكرها كحادثة حدثت في مطار جدة، فعقلي الباطن لن ولم يستوعب أن
يكون هذا المنظر في مدينة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقام بتلقاء نفسه
بما يسميه علماء النفس (التحيّز التفضيلي) واستبدل المدينة المنورة بجدة، كمكان
لحدوث الكارثة، كارثة قلة الأدب والوقاحة مع الرسول، قبل أن تكون كارثة استمطار
غضب الله الذي أراد للمدينة المنورة أن تلفظ خبثها، فإذا بالسَّقَطِ دون الصالحين
من سكانها يجلبون إليها الخبث؛ بعرض أزياء نسائي فاضح لدعم مرضى التوحد، يُعرض على
شاشات الفضائيات، لم يُجدِ معه تبريرات المسؤولين أنه كان وفق الضوابط الشرعية !
تبا لها من ضوابط شرعية، مارسنا تحتها
كل أصناف التهرب والتسلل من الأخلاق والقيم، كلمات جوفاء ندغدغ بها عواطف العامة
والرعاع ثم نسير بالإبل، إبل الرذية والخلاعة وتغيير الدين وتبديله.
لم تكن المدينة المنورة أول من حاولوا
خداعها بسحر ميكافيلية المصالح المرسلة، فقد سبقها بذلك الكثير ممن وجدوا الشرع
حائلا دون شهواتهم وتطلعاتهم السياسية، لا يستطيعون مخالفة الشرع خوفا على مكانتهم
بين الناس، فأشبعوا الأمة تمجيدا للغايات العليا والمصالح المتوهمة، ليمرروا تحتها كل الوسائل الدنيئة التي يرفضها الله
ورسوله وعامة المسلمين، لتصل أشخاصهم للسلطة والشهرة على أكتاف الدين والشرع
والمبادئ، لم يكن أولهم ولن يكون آخرهم جماعة (بوصلتنا القدس) وجماعة (العلمانية
المؤمنة) أو جماعة (البوركيني) وجماعة (حرية الكفر والشذوذ الجنسي).
أليست غاية دعم مرضى التوحد في المدينة المنورة
غاية سامية !!
تبا لكم وتبا لإبليس؛ الذي بات يتعلم
منكم فَنّ التلبيس على الناس وفَنّ تشليحهم اللباس، والله إن الفاسق العاصي ليستحي
من ارتكاب المعاصي أو حتى التدخين أمام والده احترما لهيبته ولمكانته في نفسه،
وأنتم وصلت بكم الوقاحة وقلة احترام خاتم الأنبياء؛ أن ترتكبوا فحشكم هذا بجواره
صلى الله عليه وسلم، إن فُسَّاق الأمة الإسلامية قبل الصالحين منها يُطالبون بإجلائكم عن مدينة رسولهم وحبيبهم، ففي
لاس فيجس وفي تايلاند متسع لقذارتكم وقرفكم.
"المدينة تلفظ خبثها"، شئتم
أم أبيتم، وستلفظكم إلى مزبلة التاريخ في الدنيا، وستقف بين يدي الجبار يوم
القيامة، تشكو سابقتكم في يثرب مذ تحولت إلى المدينة المنورة، قرأت البداية
والنهاية لابن كثير كاملا ولم يمر عليَّ كسقوطكم الأخلاقي هذا في مدينة الذي جاء
ليتمم مكارم الأخلاق عليه الصلاة والسلام، الذي علمنا كيف نعطف على المسكين وكيف
ندعم أصحاب الاحتياجات الخاصة من مرضى التوحد وغيرهم، والذي علمنا كيف تكون
بوصلتنا القدس وكيف ننصر التوحيد دون أن نمر على جماجم أطفال الغوطة الشرقية وحلب.
التوحيد الذي ما عدنا نتعلمه كإيمان
وتفكر وتدبر، يعقبه عمل صالح على هدي الذي شُرِّفَتْ المدينة به فأصبحت منورة، بل
أصبحنا نتعلمه كمادة درس جامدة لا روح فيها، ما أن يزول سلطان الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر عن رقابنا، حتى تخرج لنا من تتعرى لدعم أطفال التوحد ! ... إنه
الترفيه وهيئته.
أيها الأنصار
يا من حبكم إيمان وكرهكم نفاق
لقد قال الذي نصره أجدادكم عليه الصلاة
والسلام " عن ابن مسعود رَضِيِ
اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (إن أول ما دخل
النقص على بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل فيقول: يا هذا اتق اللَّه ودع ما
تصنع فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد وهو على حاله فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله
وشريبه وقعيده. فلما فعلوا ذلك ضرب اللَّه قلوب بعضهم ببعض) ثم قال:
(لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم،
ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، لبئس ما كانوا
يفعلون؛ ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا؛ لبئس ما قدمت لهم أنفسهم} إلى قوله {فاسقون} (المائدة} ثم قال
: (كلا والله لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه
على الحق أطراً، ولتقصرنه على الحق قصراً، أو ليضربن اللَّه بقلوب بعضكم على بعض ثم
ليلعنكم كما لعنهم)
إن
المدينة شُرِّفَت بحبيبكم المصطفى لا بأضواء الحفلات، وجمال المدينة بالإيمان لا بتعليق
المذيع على العارضات في خبر الحفل : " بينما جسدها يداعب الفستان يمينا
ويسارا"
يا ورثة النبوة أخرجوهم
من قريتكم، و لا تخدعنكم تبريرات هيئة الترفيه بوجود بعض الصورة الملفقة، فما هي
إلا لتمرير الصدمة وتطويعكم لما هو قادم ...
وعندها سَيُقال لكم
"أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ"
7/3/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق