لم يغمض جفني بعد وهدير نفسي التواقة إلى باريها أقض مضجعي فربما كلماتي جارحة لكن أحسب فيها حبا ورحمة

الاثنين، 16 مارس 2020

كورونا ودول الأردنيين المستقلة

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
كورونا ودول الأردنيين المستقلة
أنا من أكثر الناس معارضة للحكومة وسجنت لذلك عدة مرات، والسبب في ذلك قناعتي الراسخة أننا كمسلمين لا يصح ولا يصلح لنا إلا الإسلام، وكل الأفكار  الوافدة علينا من الغرب أو من الشرق ليبرالية كانت أم اشتراكية ما هي إلا زبالة أفكار البشر  أورثت الأرض وسكانها الشقاء والضنك والظلم والمصائب "وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم" و "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" وما تعانيه البشرية الآن من الجوائح والظلم والفساد إلا بسبب بعدها عن منهج الله، لا كما يقول الذين لا يؤمنون بأن الله عادل حكيم ويتهمون القدر أنه سبب بلاء البشر "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" ولعل من أهم أسباب زوال البلاء عنا هو العودة إلى الله والتضرع إليه وخلع الكفر  وترك المعاصي والتوبة ثم الأخذ بالأسباب المادية ويتبع ذلك الدعاء بزوال الإبتلاء.
ومقالي هنا تحديدا يتعلق بالأخذ بالأسباب، وما هذه المقدمة إلا لإغلاق باب المزاودة بشأن الموقف من قرارات الحكومة المتعلقة بمكافحة فايروس كورونا.
فقد أثبتت التجارب أننا كشعب أردني وإن كنا نتميز كعموم سكان بلاد الشام بالنزعة القيادية لا الجندية، وتلك كانت وصية عمر بن الخطاب لقادة الفتح في الشام والعراق ومصر أن يتخذوا القادة من الشام لا من مصر، إلا أننا عندما تركنا ديننا أصبح كل واحد منا دولة مستقلة بذاته وأفضل وصف قد يصلح لحال الكثيرين وليس الكل هو وصف (أبو العُرّيف) فنحن نفهم بالاقتصاد والتجارة والهندسة وعلم الفلك والميكانيك والسياسة وبالدين والشريعة ونفتي بالدين وآخر مظاهر دُوَلُ الأردنيين المستقلة هي دولة الطب والأوبئة المستقلة القابعة بداخل كل واحد فينا، نفهم أكثر من الأطباء ومن المتخصصين، بعضنا يقتنع أنها مؤامرة كونية ضد الإسلام والمسلمين وآخر لا يرى فيها خطورة، ومنهم من غره شبابه وقوته وتناسى أنه ربما يكون ناقلا للفايروس يقتل به أباه أو أمه.
استهتار عام من قبل الكثيرين، شباب لا زالوا يسهرون لوجه الصبح وأطفال يتقافزون في أحضان أجدادهم، ومتنطعون لم نسمع لهم أي إنكار على الحكومات يوم ارتكبت كل شيء ابتداء بما يمس التوحيد والعقيدة وانتهاء بالأخلاق والمعاصي مرورا بالخيانات والعمالة ثم دبَّ فيهم الدين مرة واحدة وخالفوا وتحدوا قرارات الحكومات بمنع الصلاة في المساجد في أنانية مفرطة يكونون فيها سببا في نقل الفايروس للمئات وما حادثة جماعة الدعوة والتبليغ عنا ببعيد يوم تسبب لقاء عام لها في مسجد في كوالالمبور بنقل الكورونا لما يقارب 250 مصلي من أصل 500 مصاب في كل ماليزيا، ومترفون يهربون من الحجر الصحي بسبب خدمات الفندقة التي لا تليق بمقامهم السامي ثم تأتي قناة رؤيا وتعتبرهم أبطالا أردنيين، وعائدون من بريطانيا يحتجون على الحجر الصحي بفنادق ٥ نجوم وواسطات ذات اليمين وذات الشمال.
استهتار وواسطات ودول مستقلة
وكل عام ودول الأردنيين المستقلة بخير
وسلامتكم من كورونا
ملاحظة : المقال خاص ب(الدول المستقلة) لا بعموم الشعب الملتزم بالتعليمات
ليث التل 
16/3/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق