أرجو بعد هذا المقال الخطير أن لا أُتهم بتهمة جديدة تضاف إلى قائمة التهم التي اتهمني بها أصدقائي اللدودين على صفحات الفيس بوك، بأني عميل لشركة GREE فقد سبق لمعلمي الأول في حياتي الهندسية المهندس أحمد الكيلاني رحمه الله رحمة واسعة أن اتهم بأنه عميل لشركة (package) وأنه يأخذ منها عمولات.
حدث ذلك قبل أكثر من ٤٠ سنة يوم أعدّ رحمه الله مواصفة لوزارة الأشغال لتوريد بويلرات وحارقات وأوصى في نهاية المواصفة أن تكون البويلرات والحارقات package وتعني بالعربية (حزمة واحدة وليست ماركة بعينها) فكون البويلر والحارقة من نفس النوع ومن نفس الحزمة فإن ذلك يرفع من كفاءة التشغيل، فظن أحد المهندسين في وزارة الأشغال أن المهندس الكيلاني يُروج لشركة package ويأخذ منها عمولات.
لذا فأنا أرجو أن لا يتهمني أحد كذلك بأن أروج لشركة GREE أو غيرها.
يبدو أن الفقه المتطور عند بعض الناس الذين نسوا أن في الدين (ثوابت)، وقد تحديت أحدهم ذات مرة بأن يكتب لي قائمة بالثوابت التي تعتقدها جماعته حتى أراجعه بها بعد سنوات للنظر هل بقيت من الثوابت أم أنها أصبحت من المتغيرات فلم يستطع لأنه يعلم أن ثوابت اليوم ستكون متغيرات الغد وبهت ثم سكت، يبدو أن هذا الفقه أوجد لنا قاعدة جديدة وشرطا جديدا لإنكار المنكر وللنصح لعلماء المسلمين وعامتهم، وتتبلور نظرية هؤلاء الرهط بأن نصحك وإنكارك لمنكرهم تحديدا (لا منكر خصومهم) يرتبط ارتباطا مباشرا بنوع المكيف الذي تجلس تحته فإن كان مكيفا فاخرا من نوع سامسونج فلا يحق لك انتقادهم أما إن نزلت بنوع المكيف إلى GREE مثلا فإن ذلك يفتح لك فسحة لإنكار المنكر وإن كنت من المسخمين ولا تمتلك مكيفا وتبرد نفسك بمروحة أم ال ٢٦ ليرة فيمكنك التوسع في الانتقاد كذلك تنطبق القاعدة الفقيه بالقياس على المكسرات فإن كنت تشتري مكسراتك من محمص الرفاعي فأنت من جماعة السامسونج أما إن كنت من عامة الشعب وتشتريها من محمص الشعب فأنت من جماعة ال GREE وهكذا دواليك.
لكن المشكلة أن هؤلاء أصحاب الفقه الجديد لا يطبقون قاعدتهم الفقهية هذه إلا على جماعتهم فإن كان انتقادك مثلا للإمارات أو للسيسي أو لما يسميه علماء السعودية جهادا في اليمن ضد الحوثة فلك الحق في ذلك حتى لو كنت تعيش في قصر والتكييف فيه مركزيا ويعمل بنظام VRV أي تدفق التبريد المتغير فلك الحق في شتم الجد السابع للسابق ذكرهم رغم أن القتال من أجل وثن الوطنية هناك لا يختلف عنه هنا.
فموادة الكفار والولاء للمجرمين والتفرقة بين دماء المسلمين ومعاداة القتلة والوقوف مع المغتصبات الطاهرات على يد أنجس الخلق هي من المتغيرات في الدين أما ثوابته فقد أصبحت مرتبطة بنوع المكيفات والمكسرات.
ثم يسألونك بعد ذلك لماذا أطلقت عليهم لقب ميليشيات شبه رافضية تقاتل في سبيل وثن الوطن لا في سبيل الله ودعك من الادعاءات فحتى إبليس يدعى أنه ناصح آمين كما فرعون اتهم موسى عليه السلام أنه مفسد في الأرض، فالعمل يصدق القول أو يكذبه والتاريخ القديم ليس بحجة إن غيّر الإنسان وبدّل فكم من كان بينه وبين الجنة ذراعا فسبق عليه الكتاب وعمل بعمل أهل النار فدخلها نسأل الله العافية
وفي النهاية
حار حار وايد حار ... GREE يبرد أي شي حار
المكيف الأنسب لك ولعائلتك
بمناسبة لقاء وتحالف قادة ميليشيات حماس مع السفاح بشار الأسد
ليث التل
٢٠-١٠-٢٠٢٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق