مراجعة لطيفة للفاضلة الدكتورة هدى أبو غنيمة لرواية قمر حران:
مساء الخير استاذ نا الكريم
عذرا لأني تاخرت في التعليق على كتابك المهم الشيخ والسلطان, لقد اضاف لي هذا الكتاب معلومات مهمة جدا وكتب بلغة ادبية راقية وعمق معلوماتي عن تلك المرحلة لاسيما اني رايت فيه ما أوصلنا الى هذه المرحلة العصيبة كأن حاضرنا امتداد لماضينا وكأن صوت الشيخ وزهده بالمكاسب المادية وزينة الدنيا هو الصوت الذي نحتاجه اليوم ووجدت فيه ربطا جميلا بين السطور بين الماضي والحاضر.
تبدو هذه الرواية باحداثها وبنائها أيماء لما يجب ان يكون عليه الحاضر ونحن نواجه تترا جددا في زمن تفككت فيه الامة واظلمت افاقها وتكاثر اعداؤها .
هي حالة تكررت في التاريخ .لايعيد التاريخ نفسه كما اعتدنا ان نردد، بل البشر هم الذين يكررون الأخطاء حينما يفقدون اليقين وتفتنهم مكاسب الحياة المادية .
تبدو الرواية منذ بدايتها وحتى نهايتها رغم تعاقب الدول التي حكمت بلاد الشام ومصر ورغم تعاقب المذاهب مثل جماهير تتفرج على متصوفين زاهدين بالدنيا ومكاسبها ليضيء بناء الرواية قمر حران نسبة الى مكان ولادته ونشأته في زمن تعرضت فيه الامة الى الخطر .
ومضت احداث الرواية التي اظهرت علاقة ابن تيمية بالسلاطين ليكون هو الشخصية الرئيسة في الرواية. لم يكن معاديا للسلاطين بل هو السلطة التي تحميهم وتحمي وجودهم في الحكم لم يخش في قول الحق لومة لائم رغم الأخطار المحيطة به ولم يكن يتردد في مواجهة حساده من البطانة الفاسدة من المتقنعين بقناع الدين ،ولم يعتزل الحياة العامة و دوره في تقريب حاجات العامة وحقوقهم من السلطان ،فجسد العلم بالحكم والشيخ بالسلطان لتخرج الارض كنوزها بالعدل والعمران كسالف ايام حكم الأنبياء عليهم افضل الصلاة والسلام.
كان فارسا في ميادين القتال كما هو في ميادين الحياة والعلم ليصبح محط انظار السلاطين والعامة .لكن تجاذبات السلطة والعلم رغم قدرة الشيخ ابن تيمية على ضبط ايقاعها لاسيما والامة تتعرض للاخطار لم تثنه عن اختيار البقاء في السجن وتلبية نداء العلم زاهدا في ضبط ذلك الايقاع بين الشيخ والسلطة .
ليبقى قمر حران الشيخ ابن تيمية بما يمثله من زهد بمتع الدنيا وصدق الأيمان بربه هو القمر المضيء في ليل الامة.
٢٦/١٠/٢٠٢٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق