لم يغمض جفني بعد وهدير نفسي التواقة إلى باريها أقض مضجعي فربما كلماتي جارحة لكن أحسب فيها حبا ورحمة

الثلاثاء، 30 مايو 2017

فطوعت له نفسه قتل أخيه"





"فطوعت له نفسه قتل أخيه"
لا يجرؤ الإنسان مهما كان حاله - في المجمل - ومهما كانت ملته من اقتراف المنكر الذي يعارضه غالب الناس والذي يخالف ما رسخ من موروث أو شرع أو أخلاق، فتراه يبحث لنفسه أولا ثم للعامة ثانيا عن تبرير لما سيقدم عليه في عملية سماها القرآن (تطويع) ، فهذا ابن آدم الأول لم يمارس القتل إلا بعد التطويع، فكان بذلك رائد من تبعه من افراد وأمم وجماعات يتلاعبون بميزان القيم حتى يأخذوا الشرعية لما يمليه الهوى وتطلبه الشهوة، سياسية كانت أم اجتماعية أو شخصية.
عبد الفتاح مورو في البرنامج التونسي (مهما صار)
ملخص حكاية يأبى الكثير الاعتراف بها
30/5/2017

السبت، 27 مايو 2017

علو القيم




تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا 
فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين"َ 
ليس علو القيم والأخلاق
وليس علو العلم والمعرفة
ولم يكن يوما علو الحق والشرع
إنما هو علو الظلم والفساد
وعلو الفجور والضلال
المذموم في الآية السابقة
مرد ذلك كله الأنا المتضخمة، التي لا تريد الخضوع للشرع وتعتريها الأنفة والكبر إن دعيت إلى الإخبات إلى باريها عز وجل، أولى خطوات ترويضها إطفاء وتهذيب متطلبات الجسد من جوع وعطش وشهوة مفسحة المجال للتسليم لما هو أهم وأعظم من إيمان وعقيدة وعبادة ومعاملات
فاجعلوا صيامكم أولى خطوات عزكم في الدنيا والآخرة
رمضان مبارك
27/5/2017

الأحد، 21 مايو 2017

ولٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ




ولٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ 
رددت عليه بابتسامة ودعوت له بالمغفرة بعد أن وبخني بصوت غاضب بعد صلاة الجمعة ( لست أنت من يعلمني الأدب ).
كل ذنبي أني أشرت إليه بلطف أن يخفض صوته الذي ارتفع احتجاجا على تأخر الخطيب بضع دقائق، حاله حال الكثير من الناس الذين يعتبرون النصيحة - وإن لطفت - اتهاما لشخصهم الكريم وانتقاصا لمكانهم الرفيع .
يمضي الواحد منهم عمره رافضا الاستماع لمن هو قرينه أو حتى من هو أعلم منه، فيكون حاله - حتما - مع من هم دونه ( مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ) وعندما تلم به الملمات ويكون أحوج ما يكون إلى النصيحة لا يجد ناصحا من الذين أوصلهم إلى نتيجة حتمية (أنه من الذين لا يحبون الناصحين) فيتركونه وحده يتخبط بما زرع، يحصده شوكا حين لا ينفع الندم.
يختار الإنسان لنفسه مسارا مخالفا لشرع الله وسننه اقتضت السنن أن نتيجته خسارا ووبالا، فإذا ما وصل إلى مفترق طريق : تخطئة نفسه أو تخطئة الشرع والسنن، اختار تبرئة نفسه واتهام الشرع تأويلا وتسللا، فيدخل في مسار جديد من الفشل، وعند نهاية الطريق يكرر مصيبته ... وهكذا دواليك. حتى ينتهي به المطاف منسلخا عن كل محكم طيب مرتكسا بكل خبيث متشابه
لأنه كان ولا يزال
لا يحب الناصحين
21/5/2017

الثلاثاء، 9 مايو 2017

مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ





قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ"
"
أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ"
أم الكتاب آيات محكمات أنزل الله بهن القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم بالهدى والبينات لا بالطلاسم والمتشابهات، وتعهد لنا بحفظ القرآن وأمرنا باتباع نبيه، ميسرا لذلك خلقا من خلقه أعملوا عقولهم فحفظوا القرآن تواترا ونقلوا الحديث تنقيبا وتثبتا بعلوم غير مسبوقة في تاريخ البشر، إذ يستحيل عليه عز وجل وحاشاه أن يأمرنا باتباع نقولات ظنية الثبوت والدلالة، بل هي تمام رسالة السماء وتفصيل المحكم من كتابه وتوضيح قليله المتشابه، على مراتب مختلفة، صحيحا وحسنا وضعيفا؛ عوضا أن يكون كلامه المباشر في قرآنه الكريم (ظني الدلالة) تعالى عما يقولون علوا كبيرا.
فقائل هذا القول تراه محمر الوجه منتفخ الأوداج مزبدا مرعدا إن أنت وصفت كلامه أو كتابته أنها ظنية الدلالة معتبرا ذلك انتقاصا من قدرته على التوضيح وبلاغته في التعبير .
أنى له ولأمثاله من الدعاة على أبوابها التحرر من القيود التي تضبط حركته وحركة الحياة في عمارة الأرض على النحو الذي أراده الله لنا؛ فيلجأ إلى كسر هذه الضوابط السماوية في فهم الكون وسنن الاجتماع فرحا بما آتاه الله من العلم مؤلها عقله عابدا له واصفا القرآن أنه (ظني الدلالة) داسا السم الزعاف في معسول الكلام عن الثوابت وتقديس القرآن وحب الرسول وتعظيم العقل.
فمن قراءة تنورية مرورا بالتطورية نحو التثورية (أو ما شابه من تشدقات الفلاسفة) يحرم ما أحل الله من أحكام في كتابه العزيز مستخدما (قاعدة عجوز شمطاء) يصنع نفسه فيها ندا للنبي واقعا، ومعظما له شعرا وإنشادا.
كيف لا ..... ؟
وكيف لا نستبعد منه أعظم من ذلك وقد نزع قدسية القرآن حكما وأبقاها شعارا يدغدغ بها عواطف المصفقين.
فإلى المروجين له ومن عاونهم بكلمة أو منشور أو حجز قاعة.....
تذكروا وقوفكم بين يديه يوم القيامة يسألكم عن قولكم على الله ما لا تعلمون زاعمون أنكم أرباب اللغة والأدب كلامكم قطعي الدلالة محكم المعنى ..... وكلام خالق عقولكم وألسنتكم
ظني الدلالة
اللهم إني أبرأ إليك مما يقولون
اللهم فاشهد
9/5/2017