لم يغمض جفني بعد وهدير نفسي التواقة إلى باريها أقض مضجعي فربما كلماتي جارحة لكن أحسب فيها حبا ورحمة

الأربعاء، 3 يناير 2018

أنتم كالدجاج



بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أنتم كالدجاج



قالت الفلسفة إن الوعظ المباشر لا ينفع ... تكرم عينكم، سألف وأدور
أما بعد
لست أدري لما كل الناس ضدي ! مع إنه ممنوع التسلط كما تعلمنا في لعبة (الزقيطة)، أيعقل أن هناك مؤامرة كونية تتقصدني !! تهمة جديدة هذه المرة، ليست من الأفاضل القراء، ولا الحكومة، ولا حتى من محكمة أمن الدولة، بل هي من أولادي فلذات كبدي، يا حيف على التربية التي ربيتهم إياها ...
 أنتم كالدجاج ... تهمة الأولاد لي ولأم طارق.
 ول مرة واحدة !!
على رسلكم، لا تذهبوا بعيدا، فالتهمة لا تخص موضوع الشجاعة والإقدام، ودليلي أني ذات يوم عندما كنت مسؤول الاتجاه الإسلامي في الجامعة الأردنية، وقدمت خطة العمل بين يدي المكتب التنفيذي للجماعة، تدخل أمين السر قبل عرضي للخطة قائلا : تفضل اتلُ بيان مجلس الثورة. فقد كانت خططنا دائما ثورية شجاعة، مما حدا بالمكتب التنفيذي أن يرسل إلينا قائمة بالممنوعات، وصلت لقرابة الثلاثين ممنوعا، منها : ممنوع تنزيل مواد إعلامية على موقع الكتروني خاص بالاتجاه في الجامعة إلا بموافقة المكتب التنفيذي، مما يعني إعدام الموقع بلسان الحال، عادي فقد كان الانترنت حديثا في حقبة التسعينييات والشغلة جديدة علينا، لكن الذي لم أفهمة من أمين السر، هل قصد ثورة على الحركة الإسلامية أم على الحكومة، أما الحركة الإسلامية فقد أثبتت الأيام أنها أصبحت حركات، وأن حزب الجبهة أصبح أحزابا، آخرها حزب جديد، بودِّي أن أفهم، ماذا يختلف عن الحزب الذي انشق قبله ؟!  ... إذا هم لا يحتاجون إلى ثورة، انتهينا، أما الحكومة فأنا رجل مسكين، لم أشارك في الربيع (أو الخريف سمه ما شئت) يوم أزهر في الأردن، بل راقبته على شاشة التلفاز، وأعظم ذنب ارتكبته ضد الحكومة، أني تحركشت برئيس الدرك في مسيرة ضد معاهدة وادي عربة قبل ألف سنة  (مشكلجي طول عمري)، فاعتقلني من دون الناس، واستضافتني الجهات الأمنية لمدة ثلاثة أيام ثم أطلقوا سراحي لمقارفة الثورة ... بس مش عارف ضد مين.
فتهمة (الدجاج) ليس لها علاقة بتاتا بموضوع الشجاعة والثورات، كما بينت أعلاه، إنما هي اتهام لي ولأم طارق أننا ننام مبكرا مثل الدجاج، وهنا يبرز سؤال المحللين السياسيين والإعلاميين الروتيني الممجوج :
لماذا التهمة الآن ؟
ومن المستفيد ؟
كان الليل يحل على أولادي وهم صغار بمجرد أن نغلق الأبجورات وينشر الظلام سدوله، فيستجيبوا لنا فورا بالذهاب إلى الفراش والنوم، معتقدين أن الحياة توقفت بالخارج، قبل أن يكتشفوا متأخرين أن الليل مرتبط بمغيب الشمس لا بالأبجورات، حتى أن أحد أولادي وهو صغير جاءنا مبشرا ونحن في العقبة ذات صيف، بعد أن تَفَلَّتَ من أيدينا وغادر الفندق عشاء، جاءنا مبشرا أن هناك أناسا يمشون في الشارع يحسبنا لا نعرف ذلك، فقد ظن المسكين أن الناس ينامون مثلنا بعد العشاء، فأسقط في أيدينا وأخبرناه الحقيقة ... نحن يا بُني ننام مثل الدجاج.
قبل أن أكمل وأصل إلى مرادي من المقال، هناك سؤال حَيَّرني : من قال أن الدجاج ينام مبكرا ؟ هل يوجد دليل علمي ؟ هل هناك دراسة بُنيت على عينة إحصائية ؟ ومن قال أن الدجاج ينام أصلا ؟ كل الذي نعرفه أن الديك يصيح مبكرا معلنا دخول وقت الفجر، فربما رسخ في عقولنا منذ فجر البشرية، أنا الإنسان لا يستيقظ مبكرا كالديك لصلاة الفجر إلا إذا نام مبكرا، ومن هنا ربما أتت إشاعة أن الدجاج ينام مبكرا.
جثوتُ وأم طارق أمام الولد على ركبنا واعترفنا بالحقيقة ، وأخبرناه أن من البشر من هو من الكائنات النهارية، وهي الكائنات التي تسعى دوما أن تكون في حراسة الله وذمته، إن هي حافظت على صلاة الفجر في المسجد، ومنهم من هو من الكائنات الليلية، أذكر منهم عميلا بعناهُ بضاعة، ظنناه نَصَّابا بعد أن اتصلنا به نهارا لمدة اسبوع كامل لأخذ مستحقاتنا المالية ولم يُجب، ولم نصل إليه إلا عندما أخبرنا حارس العمارة أن هذا الرجل من الكائنات الليلية يستيقظ الساعة الرابعة عصرا، فصَبَّحنا عليه مساء وأخذنا مستحقاتنا فورا، المهم ... صُدم الولد  وشعر أنه تعرض للتغرير، فقرر بعد أن كبُرَ أن يكون له حظا من الكائنات الليلية ... وهات قطبها.
سأدخل في الموضوع ... بلا فلسفة بلا هم
قوموا صلوا الفجر جماعة في المسجد يا إخوان، هذه حبكة المقال، لازم الواحد يلف ويدور حتى يصل إلى مراده، هذه المرة سأعظ بشكل مباشر، ولن أقول ما بال أقوام لا يصلون الفجر في المسجد، وتمر عليهم أشهر لا يسمع الله دعاءهم في المسجد فجرا، وقد حُرموا "...قُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا" ، بل أقول لك أنت بعينك يا فلان، لماذا لا تصلي الفجر في المسجد، لا تتلفت يمينا وشمالا، أنت المقصود ما غيرك، مبسوط على حالك أنك من الكائنات الليلية، وقد بال الشيطان في أذنك، كيف لك طاقة أن تخرج من ذمة الله أشهرا وسنوات ... حرام عليك !!
روى البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقِيلَ: مَا زَالَ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحَ، مَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ، فَقَالَ: (ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ).
وروى مسلم  عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَن صَلَّى الصُّبحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ ، فَلا يَطلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ فَيُدرِكَهُ فَيَكُبَّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ).
قال النووي في "شرح مسلم" :" الذِّمَّة هنا : الضمان ، وقيل الأمان .
يا أخي باختصار، بلاش تخميج بالفرشة، خذ بالأسباب ونام بكير كالدجاج واستيقظ زي العالم والناس
فخالقك يستحق منك أكثر من ذلك
تصبحون على خير
3/1/2018



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق