لطمية عيد الميلاد
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
بصراحة يا إخوان نحن (الختياريّة) فضيحة على الفيس بوك،
يعني باختصار (بنخبص الدنيا) بالذات إذا
دخلنا على الإعدادات (settings)، قبل فترة (بس رجاء ما يوصل الموضوع لأم
طارق، خلينا نكمل ما بقي لنا من هذه الدنيا ونحن على ذمة المرأة، ففي زمن strong and independent woman"" الواحد ما بضمن حاله من الخلع وتوابعه،
وما بدي مزاودات وخلي الطابق مستور علينا وعليكم) المهم شو بدكم بطولة السالفة،
كنت أتصفح صفحتي على الفيس بوك واكتشفت أني لم أذكر فيها حالتي الإجتماعية، فقمت
بتعريف حالتي الإجتماعية أني متزوج من لبنى العقاد، يعني بتعرفوا أصبحت مشهورا
بسبب مقالاتي وأكيد سيكون هناك معجبات يفكروا بي، وأنا زلمة بيتوتي مسكين أؤمن
بالتعدد نظريا وشرعا مع وقف التنفيذ عمليا وواقعا (مكرها أخاك لا بطل)، ويا إخوان
الله لا يضعكم مكاني، نمت في أمان الله ثم استيقظت صباحا لأجد عشرات الرسائل تبارك
لي زواجي الجديد، ولأجد بوست على صفحتي يخبر كل أصدقائي أني (engaged) وبدأت
الإعجابات وقلوب الحب والتبريكات تُعيدُني للوراء 25 سنة، ارتجفت خوفا أن يصل
البوست لأم طارق و(هات قطبها) وأقنعها إن المشكلة في الإعدادات وليست المشكلة أني
تزوجت عليها، قمت بشطب الحالة الإجتماعية فورا وال history والكويكز وما يلزم، والله
يجبر بخاطر كل واحدة ستفكر بي كفارس أحلامها المنتظر ثم تكتشف لاحقا أني متزوج منذ
25 سنة.
أصبحت منطقة ال (settings) بالنسبة لي
من مناطق الحظر الجوي والبري والبحري، ما بقرب عليها وما بتقرب علي، وعندما أعلنت
احتجاجي على احتفالات عيد الميلاد على الفيس بوك خاصة لنا نحن الختيارية، حيث فُوجئتُ
رغم بلوغي من الكبر عتيا أن الأصدقاء يبعثون لي بموعد عيد ميلادي ما نصه (happy birthday to you) وزيطة
وزنبليطة، وقلت في نفسي يا عيب الشوم على هذه الشيبة، وطلبت من ابني عماد أن يقوم
هو بالدخول لمناطق الحظر ويقوم بشطب تاريخ ميلادي من ال (settings) ، مضت
سنوات وتاريخ ميلادي سر لا يعلم به إلا زوجتي وأولادي وتكون المباركات ضمن حدود
العائلة مع كيكة (أم الشلن) وشوية بيبسي وشمعة (البيضاء الطويلة الخاصة بانقطاع
الكهرباء)، علما أن موعد عيد ميلاد أم طارق يعتبر مقدسا بالنسبة لي، أضع له
التنبيهات وال(alarm) وأكتبه على الأجندة مرات ومرات، والكيكة (الطرطة)
طبعا من عند (روان كيك) والشمع ملون لم يزد عدده رغم مرور 50 سنة عن 35 شمعة (عمر أم طارق الراسخ رسوخ
الجبال) بتعرفوا الموضوع مش مزح.
المهم بتاريخ 16/1/2020
(عيد ميلادي ال51 المجيد) لم يتذكرني أحد لا من العائلة ولا من الأصدقاء،
حزنت على نفسي وعلى ما آل إليه حالي ووحدتي وتذكرت حزن الخنساء على أخيها يوم قالت:
ذَكَرتُكَ فَاِستَعبَرتُ وَالصـدرُ
كاظِمٌ
عَلى غُصَّةٍ مِنها الفُـؤادُ
يَذوبُ
لَعَمري لَقَد أَوهَيتَ قَلبي
عَنِ العَزا
وَطَأطَأتَ رَأسي وَالفُؤادُ كَئيبُ
لَقَد قُصِمَت مِنّي قَناةٌ صَلـيبَةٌ
وَيُقصَمُ عودُ النَبعِ وَهُوَ
صَليبُ
فقمت على
الفور بكتابة رسالة على جروب العائلة على الواتس أب قلت فيها (كل عام وأنا بخير)
علَّ أحدهم يتذكرني، انتظرت لساعات ولم يجبني أحد، فدخلت في مود الكآبة وتذكرت
مقالي القديم (كلكم ضدي) وقلت في نفسي هل مصيبتي أكبر أم مصيبة ابن الرومي يوم نعى
ولده فقال:
وَ إنِّي وَإنْ مُتَّعْتُ
بِابْنِيَّ بَعْدَهُ
لَذَاكِرُهُ مَا حَنَّتِ النِيَّـــبُ
فِي نَجْدِ
وَأوْلاَدُنَا مِثْلُ
الجَوَارِحِ، أيُّهَا
فَقَدْنَاهُ ، كَانَ الفَاجِعُ
البَيِّنُ الفَقْدِ
لِكُلٍّ مَكَانٍ لاَ يَسِّدُ
اخْتِلاَلَــــهُ
مَكَانُ أخِيْـــهِ فِي جُزُوْعٍ
وَلاَ جَلَـدِ
هَلْ
العِيْنِ بَعْدَ السَّمْعِ تَكْفِي مَكَانَهُ
أمْ
السَّمْعَ بَعْدَ العَيْنِ يَهْدِي كَمَا تَهْدِي
ثم تطور الأمر إلى مرحلة اللطم فقد قاربت شمس يوم
16/1/2020 على الأفول ولم ينتكش بي أحد، فتذكرت أعظم ما قيل من الشعر والرثاء في
اللطمية التي مطلعها
"محور مقاوم حسيني الهوية" حيث
يلطم فيها الشاعر بقوله:
حشد لك أشرار
وراويني مسمار
عندي حشد يتبع المرجعية
روح الله ربّاه
ونصر الله وعّاه
وماسك أبو مهدي عالبندقية
لا للظلم صوت
ما يرهب الموت
محور مقاوم حسيني الهوية
بأمر الولي يكون
ما يذل وما يهون
ويمهد لدولتي المهدوية
لم ينفع معي
الحزن ولا البكاء ولا اللطم، وكدت أغرق في ظلمات الكآبة لدرجة أني فكرت بالعودة
إلى منطقة الحظر والتلاعب بال(settings) لعل أحدهم يقول لي (كل عام وأنت بخير )إلى
أن وصل رد على الواتس أب من ابني طارق يبارك لي بعيد ميلادي المجيد ثم أتبعه
بمنشور على الفيس بوك و(تيتي تيتي زي ما رحتي جيتي) فعادت ال (happy birthday to you) تزين صفحتي كالأطفال من جديد، وأخبرتني أم طارق وفاطمة وعماد
أنهم لم ينسوا عيد ميلادي المجيد إنما أرادوا الاحتفال معي على الفطور صباح اليوم
17/1/2020 على زيت وزعتر ومقدوس بحجة إني عامل رجيم وما بدهم يحضروا كيكة دسمة
(طبعا هاي حجة المفلس).
وأخيرا وليس آخرا ف(تشارلز دكنز )الكاتب الإنجليزي
المشهور مش أحسن مني، فكما ألف رواية (بين مدينتين) وتكلم بها عن الثورة الفرنسية
بين باريس ولندن فكذلك أنا كتبت رواية (آخر الرجم) تكلمت فيها عن القدس بين
الأقزام والعمالقة، وكما كتب حضرته أشهر رواياته (ترنيمة عيد الميلاد) فكذلك حضرتي
كتبت مقالي
(لطمية عيد الميلاد)
أما أطفال إدلب وغزة والإيغور فالله لا يردهم
19/1/2020
ليث التل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق