لم يغمض جفني بعد وهدير نفسي التواقة إلى باريها أقض مضجعي فربما كلماتي جارحة لكن أحسب فيها حبا ورحمة

الخميس، 31 مايو 2018

هل محور الممانعة محل نصر الله ؟


هل محور الممانعة محل نصر الله ؟
كنت أود نشر فديو نشره الإعلامي السوري موسى العمر، يظهر فيه حوار بين صحفي من الإعلام الحربي السوري وبين جندي سوري يقوم بعملية تعفيش في مناطق أرياف دمشق، وتطور النقاش بينهما لحالة من السباب وشتم الذات الإلهية بألفاظ من تحت الزنار (تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا)، ولكني خفت إن نشرت مثل هذا الفيديو أن ينزل عليّ غضب من السماء لشدة الكفر الموجود فيه، وبما أن هذا المستوى من التكفير هو سمة عامة عند افراد الجيش السوري (عماد جنود التحرير في محور الممانعة) وقد لامست ذلك بنفسي عندما كنت معتقلا بفرع فلسطين قبل أكثر من عقد من الزمن، فإن السؤال المنطقي الذي يطرح نفسه بقوة :
هل ينصر الله جيشا ومحورا ممانعا (فيه أقلية مسلمة) بهذا المستوى غير المسبوق من الكفر والجرءة على الله وشتمه بألفاظ تهتز لها السموات والأرض وربما تطالب الملائكة من الله التدخل لسحق الأرض بمن فيها كما ورد ببعض الأحاديث ؟؟
إن أي تقدم عسكري لهذا المحور على الأرض حتى لو كان تحرير فلسطين كاملة لن يكون نصر الله لعباده المؤمنين ، إنما يكون غلبة قوة كافرة تشتم الله وتعبد عليا وتحج إلى النجف وتقتل المسلمين على قوة كافرة أخرى.
فهي معركة لا دخل للإسلام والمسلمين بها .
 فالله وعد عباده أولي البأس الشديد بالفتح، ولم يعد من يشتمه ويشرك به حسينا وعلينا ويكذب قرآنه الصريح ببراءة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، لم يعده بالنصر إنما وعده بنار جنهم خالدا فيها أبدا
فاختر محورك الذي ستقاتل معه ومحورك الذي ستُحشر معه
"فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا "
31-5-2018

الرد على مداخلات الفيس بوك 
بسم الله
هذا رد إجمالي أنهي فيه النقاش عن موضوع حماس في هذه الجولة من البوستات الثلاثة السابقة والله ولي التوفيق 
لست أنا من بدأ بالكتابة عن أشياء كنت أنوي الكتابة عنها في وقت لاحق وبتوقيت آخر ، لخصتها ببوست (حماس الأمل الضائع) و (هل محور الممانعة محل نصر الله ؟) إنما كنت وباقي الأمة في آمان الله حتى خرج علينا السنوار بتصريحه المستفز والمستخف بدماء المسلمين والمادح للمجرم قاسم سليماني والمعلن فيه وقوف حماس مع محور الممانعة، وما كتبته كان مجرد رد فعل فمن كان لائما فعليه بالسنوار لا ليث التل.
عادة ما أكتب بوستات صغيرة مختصرة أعبر فيها عن رأيي في حدث ما، وقد كتبت عدة بوستات من هذا القبيل بالسعودية وبالإمارات وبالسيسي وبالسديس وكان أخرهم قبل بوست حماس بيوم واحد، لكن المفارقة أن الزفة تكون فقط إن كتبت عن حماس أو أردوغان، حال أتباعهم "فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ" وكأن صنما لهم تحطم، بلغت التعليقات على بوست حماس الأول أكثر من 300 تعليق لا ينفع معها الرد الفردي إنما الرد بمقال جامع شامل، وهذا ما لم يحدث مع البوستات التي تتعلق بمحور الانبطاح الأمريكي، فلوموا أنفسكم أيضا بهذه.
في كافة الردود إلا من بعض العقلاء لم يكن هناك أي رد علمي أو نقاش موضوعي ، وأغلبها انحصر تحت عنوان (إنكار المريض لمرضه) وله بعد ذلك أن يلوم تقصيره في علاج نفسه، ولا يلوم من شَخَّصَ حالة الوهم والنرجسية التي يعيشها.
إن إنكار منكر القيادة المتخبطة لا يعني ذم المجاهدين الشرفاء أو القدح بأهل غزة الأبطال، ثم المزاودة بعد ذلك على ظهورهم وكأن منتقد القيادة ومقدم الحلول لها يقف مع إسرائيل ضد أهلنا في فلسطين، ويا له من إسلوب رخيص يُحشر الناصح فيه بزاوية العمالة والعداء للشعب المسلم، وأخر هذه الهرطقات ما تفتق به ذهن البعض بوصف هذه الحالة (بالغلو)، فسبحان من أعجز أقلامهم عن رد الحجة بالحجة وحشرهم في جحر ضب أفقهم الضيق وعصبيتهم المنتنة، فليلوموا أنفسهم أخرى.
لم انتقد حماس دون أن أقدم لها الحل الوارد في مقال (حماس الأمل الضائع) وقد نصحت به مشعل قبل أكثر من عقد ونصف تقريبا، فمن لم تسعفه بداهته على إدارك الحل فعليه بلوم نفسه لأن نرجسيته حالت دون الاستماع للرأي الآخر ( الرأي الآخر؛ الذي طبل فيه جماعة الإسلام السياسي ومفاهيم الانفتاح المنفلت آذاننا مذ قرروا هزيمتهم الداخلية).
وعودة إلى هذا البوست تحديدا، فإن أغلب من احتج عليه، كان تحفظه على الصورة لا على مضمون البوست، فأقول لهم إن موافقتكم على المضمون خطوة ممتازة ، أرجو منكم أن تخاطبوا بها قيادة حماس والطلب منهم الخروج من محور الممانعة والتوكل على الله في الحصول على السلاح والذي لن يجعل الله فيه للكافرين على المؤمنين سبيلا، وإلا فلا تلوموا أنفسكم على موقف أمة المليار ونصف مسلم منكم.
الصورة في البوست وإن كانت مركبة إلا أن هناك عشرات بل مئات الصور التي تظهر قادة حماس مع المجرمين من محور الممانعة والتي سأختار واحدة أخرى منها عندما أنشر هذا المقال مفرغا من المدونة، فلا تعضوا أصبعكم ندما على نشر الصورة القادمة.
فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ
وبهذا الرد أنهي هذه الجولة من النقاش وسأعود للبوستات المختصرة إلى أن يأذن الله بغير ذلك
مع كل الود والمحبة

الأحد، 27 مايو 2018

حماس الأمل الضائع


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أمهات المؤمنين والصحابة أجمعين
حماس الأمل الضائع
بما أننا في رمضان وحتى أريح القُرَّاء الأفاضل من عنت متابعة المقال إلى آخره، فمن كان يعتقد أن العبد الفقير عميلا للإمارات، أو أنه من معسكر السعودية، وربما يكون متصهينا يوالي السيسي، أو ربما يتقاضى راتبا من وكالة الاستخبارات الأمريكية قدره 2464 دولار و67 سنتا ، كل هذا الاعتقاد؛ لأني لا أُقَدِّس الثالوث ( حماس أردوغان والجزيرة) ولا يريد صاحبنا هذا الاستماع إلا لنفسه، ولم تكن ضالته الحكمة يوما ما، فإني أُقِرُّ له بذلك، فليترك المقال منتصرا منتشيا، ولا حاجة له بسماع كلام العملاء أمثالي، فقد بلغ منتهى حجته وغاية نفسه، وبيني وبينه الله عزوجل يوم القيامة.
فسلام عليه ... لأنَّ
لساني صارمٌ لا عيبَ فيهِ ... وَبَحْرِي لا تُكَدِّرُهُ الّدلاءُ
ومن أراد المتابعة متكرما فحيهلا
يقول نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم  في الحديث المروي عن تميم الداري " الدين النصيحة قيل: لمن يا رسول الله؟ قاللله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم" فمن كان يعتبر حماس من أئمة المسلمين فالأحرى به أن يستمع النصح مهما كان مؤلما، وليعلم أن الأخطاء الفردية غير الأخطاء الحزبية، وأن التجاوزات السرية غير المخالفات العلنية، وأن الصغائر التكتيكية غير الانحرافات المنهجية، وما فعلته قيادات حماس السياسية لم يكن معصية فردية ولا خطأ تكتيكيا ولا أمرا مخفيا، بل كان انحرافا منهجيا علنيا متراكما، فوجب النصح العلني والإنكار الشديد دون المجاملات التي لن تضر في النهاية إلا حركة حماس وأتباعها.
وما هذا المقال إلا قول مُتأخر في حماس، حَثَّني على كتابته ما جرى على صفحتي البارحة من نقاش مستعر لأني أنكرت على حماس تصريحات قائدها في غزة  يحى السنوار و
لقد علم الحي اليمانون أنني  ... إذا قلت أما بعد أني خطيبها
فأما بعد
إننا كمسلمين لا نفصل بين الدين والحياة، ولا بين الدعوي والسياسي، كما يحلو للعلمانيين الشيوخ الجدد الترويج له هذه الأيام، ونحاكم تصرفاتنا الفردية والجماعية لثوابت الدين ولا نتركها للمصالح المرسلة، إلا بعد استنفاد التسلسل في أدلة الأحكام من قرآن وحديث وقياس وإجماع، ثم ننظر في حال انعدام الدليل مما سبق على أي سلوك اجتماعي أو سياسي  أو اقتصادي، ننظر في كون المصلحة مصلحة معتبرة اعتبرها الشرع أو مصلحة ملغاة ألغاها الشرع، فإن لم تكن لا هذه ولا تلك، نظرنا في المصالح المرسلة ضمن الشروط التي وضعها أهل الاختصاص، من كونها قطعية المصلحة، وعامة ليست خاصة وغيرها من شروط، وما تفعله حماس وغيرها من جماعات الإسلام السياسي هذه الأيام أنها تتجاوز كل ما سبق من أدلة الأحكام وتقفز إلى المصالح المرسلة، مما فتح الباب لمن هب ودب أن يتجاوز كلام رب العالمين وكلام رسوله دون رقيب أو عتيد، ثم بعد ذلك يرفعون على المخالف سيف الاتهام وسيف الإتيان بالبديل، متجاوزين الأصل نحو الفرع، وليس مطلوبا ممن وقف عند حدود الله والتزم بأوامر ربه أن يقدم لهم بديلا عما ورطوا أنفسهم فيه، وقد فات أوان عودتهم للحق وحان أوان دفع ضريبة الكوارث التي ارتكبوها، فالذي وقع  في جرف هار لا ينفع معه أن تقول له لا تقترب من الحافة، فقد وقع الفأس بالرأس، وقد سبق للعبد الفقير أن نصح خالد مشعل في بيته في ضاحية الرشيد قبل سنوات وقبل فوات الأوان، ثم رفض العمل معه في دمشق عندما طلبه مشعل شخصيا لذلك.
إن حركات المقاومة عندما تسير في طريق تحرير بلدانها وجب عليها أن تعرف من اليوم الأول أن هذا الطريق شاق طويل، وأن له ضريبة كبيرة وأن الشعوب التي تُطالب بالتحرير ستدفع هي الثمن الأكبر لتكون قدوة للأمة لتسير خلفها، وتنال شرف الدنيا والآخرة كما يفعل شعب غزة العظيم دون قيادته المتخبطة، وأما الوقوف في منتصف الطريق والرضى بما يسمى (الدعم غير المشروط) فهو وَهْمٌ أثبتت تجارب التحرر كلها أن مصيره كان الارتهان لمطالب الممولين، وهو عين الذي حدث مع الفصائل السورية المقاومة، التي أصبحت ألعوبة بيد الإمارات وقطر والسعودية وتركيا، كل يوجهها حيث مصالحه، وها هي النتيجة ماثلة أمام الجميع.
ولقد وضع لنا الرسول صلى الله عليه وسلم نهجا واضحا في ذلك فقال " ... وجعل رزقي في ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالفني ومن تشبه بقوم فهو منهم" فلتغنم حماس السلاح من عدوها ولتشتريه من السوق السوداء ولتصنعه في مطابخها ... ألخ، ولا  تدخل في تحالفات باطلة على حساب دماء المسلمين من أجل الحصول عليه، فالذل والصغار نتيجة حتمية لذلك، حتى أن قيادة حماس السياسية لا تلبس (القرافة) مع القمصان تقليدا لطريق لبس الإيرانيين وحزب الله، كما في نهاية الحديث أعلاه.
إن الذين يزعمون أن تصريحات السنوار (والتي تمثل حركة حماس) إنما هي أكل ميتة اضطرت حماس لها للحصول على السلاح، بحاجة إلى إعادة الاستماع مرة ثانية لتلكم التصريحات، ومراجعة سلوك الحركة السياسي وبياناتها، ومنها تأكيد السنوار الأخير أن حماس ضمن محور الممانعة وأن هذا المحور في أفضل أوضاعه، فقد اصطفت بذلك حماس مع إيران وبشار وحزب الله، وهم أكبار المجرمين قتلة المسلمين الذين يُفترض في حماس أن لا تفرق بين دماء أهل غزة ودمائهم.
وقد مارست حماس ذلك من قبل يوم عقدت مؤتمرات المصالحة في مكة المكرمة، وحضرت قيادتها مؤتمر القمة العربية حينها في الدوحة ، واستجابت لمطالب السعودية بوقف العمليات الاستشهادية مقابل الانفتاح عليها، فأضاعت حماس ورقة قوتها العظمى، ومن لم يصدق هذا الكلام فليعد إلى قيادة حماس وإلى العمليات الاستشهادية المائة التي وعدت كتائب القسام بتنفيذها انتقاما لمقتل الرنتيسي رحمه الله، ولم يُنفذ منها شيء بناء على تلكم المصالح المتوهمة التي أغرتهم بها السعودية، وهو ما يحدث الآن مع إيران والتي لم ولن ترسل السلاح إلى حماس من أجل سواد عيون قادتها، بل ضمن مخطط شيعي لاحتلال المنطقة، سقطت في يده لغاية الآن أربع عواصم عربية، وعلى حساب مئات الآلاف من الدماء الطاهرة، وحماس بعملها هذا تُعطي شهادة حسن سلوك لإيران للاستمرار في مخططها، لينتهي المقام بحماس باللطم إما تشيعا وإما ندما ولات حين مندم.
إن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما استعار السلاح من صفوان بن أمية الكافر من أجل معركة حنين، كانت له اليد العليا في مكة، ولم يُحَسِّن ويمدح ويتحالف مع كفار قريش الذين أذعنوا له، ولم يقوموا بقتل المسلمين في أماكن أخرى، كما تفعل إيران التي يمدح السنوار مجرمها الأكبر قاسم سليماني.
إن المحتل الغاصب هو المسؤول عن إدارة الأراضي التي احتلها، وهو لا يفعل ذلك كرما منه بل اضطرارا، لأنه لو ترك الحبل على الغارب فسيدفع مقابل ذلك أضعاف مضاعفة من أمنه واستقراره، وسيكون حريصا على تأمين حاجات الناس الرئيسية من ماء ودواء وغذاء وكهرباء حتى يأمن شرهم، ومن هنا تتسلل المقاومة في استنزافه في معزل عن تحمل تبعات إدارة الأراضي المحتلة وتأمين الرواتب، إن دخول حماس في سلطة وانتخابات في ظل احتلال هي أم الكوارث التي ارتكبتها، فانتهى أو سينتهي بها المقام مثل سلطة عباس الذي أصبح يتحمل مسؤولية أي رصاصة تُطلق على إسرائيل، كما هي اليوم حماس أخذت عن العدو الإسرائيلي من حيث تدري أو لا تدري مسؤولية حماية الحدود ومنع إطلاق الصواريخ.
لقد استطاعت الأنظمة العربية وعلى رأسها قطر ترويض حماس وأدخلتها هي والسعودية في سلطة تحت الاحتلال، تقطع عنهم إسرائيل الكهرباء متى شاءت وتُغلق عليهم مصر المعابر متى أرادت، فأصبحت حماس رهينة حاجات الناس اليومية في خطوة رفضها الرنتيسي وإبراهيم مقادمة وأمثالهم بكل قوة وحزم من قبل بل خَوَّنَ الرنتيسي من يفعل ذلك، ثم ها هي حماس تضطر (بسبب أخطائها) أخذ الرواتب من قطر والسلاح من إيران ومفاوضة دحلان للعودة إلى غزة.
فقولوا لي بالله عليكم، أين هو مشروع التحرير ضمن كل هذا ؟ وقد غيرت حماس ميثاقها في فنادق قطر ولم تعد تطالب بفلسطين من البحر إلى النهر.
ثم يأتي لك كلما أنكرت على حماس مسلسل تنازلاتها من يقول لك وأين البديل ؟ ورغم أن حماس هوت في جرف كوارثها السياسية، إلا أنها لا زالت تملك الحل بالعودة إلى تعريفها الأول كحركة مقامة إسلامية لا تتحمل تبعات المحتل بإدارة المناطق المحتلة، وتنقل العمل المقاوم من غزة إلى الضفة ثم إلى كل فلسطين كما كان يخطط ويعمل يحى عياش رحمه الله، فتتحمل كل فلسطين لا غزة وحدها تبعات الاحتلال والمقاومة.
ولعل البعض منكم سمع عن حكومة فيشى الفرنسية، وهي الحكومة التي جاءت بانتخابات أقامها المحتل الألماني، وأدارت البلاد عنه بحجة التخفيف عن الشعب الفرنسي، فأصبحت حكومة احتلال، كان مصيرها بعد انتصار المقاومة الفرنسية الذبح في شوارع باريس بحجة الخيانة.
لقد زعمت حماس أنها ستدخل العملية السياسية لحماية سلاح المقاومة، واسترخصت دماء المسلمين في سوريا والعراق  من أجل الحصول عليه، وها نحن نرى السلاح وقد تحول لحماية المشروع السياسي الكارثي لا العكس، ثم بدأت حماس بالتحول التدريجي في خطابها وممارستها نحو المقاومة السلمية - التي توهمت قيادة حماس أن العالم الذي لا يستجيب إلا للقوة سيستجيب لها -  والتي يُقتل فيها خمسون من أفراد القسام في مسيرات سلمية.
إن تصريحات السنوار الأخيرة هي امتداد لمسلسل التنازل، وهي خطيرة جدا، صنفت فيها حماس نفسها ضمن معسكر إيران بشار حزب الله، وهذا المعسكر هو عدو  1.5 مليار مسلم، فأين ستذهب حماس من كل هذا،
فالأمر ليس مجرد أخذ أسلحة بل هو تحالف في محور واحد في علاقات لم تنقطع معه يوما ما، كما صرح موسى أبو مرزوق قائلا أنهم في فترة ما آثروا أن تكون هذه العلاقات سرية، وهذا يجعل حماس مثل حلفائها
"وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"
وقد حَادَّ هذا المحور الله ورسوله قتلا وكفر وسبا لأمنا عائشة ولا زالت قيادة حماس على ودٍّ معهم
"لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"
وفي النهاية أعيد طرح سؤالين وردا في النقاش السابق لا أظن أني سأحصل على أجوبتهما كما أني لم أحصل من قبل على جواب سؤال (تبرير الإسلام السياسي لتقنين الشذوذ الجنسي) العتيق.
السؤال الأول :

لو قتلت إيران المسلمين واغتصب حزب الله الأمهات والزوجات والبنات في حي الشجاعية، فهل ستأخذ منها السلاح وتتحالف معها في حي الشيخ رضوان ؟؟
السؤال الثاني:
لو أن أحدنا يتعامل مع شخص ما ماليا أو اجتماعيا أو سياسيا مضطرا أو غير مضطر، وطفق هذا الشخص بسب أمه واتهامها بالعهر والزنا والعمل بالدعارة وشهّر بها في كل محفل، فهل سيبقى يتعامل معه؟ ويفصل بين عمله السياسي أو الاجتماعي وبين التشهير بأمه؟ بحجة المصالح المرسلة ؟ أم أن الحد الأدني من المروءة يحتم عليه قطع علاقاته معه ؟
وتلك هي أم أثافي حماس والأخطر في كل ممارساتها
فعذرا أيتها الطاهرة المطهرة الصديقة بنت الصديق التي أمرنا نبينا أن نأخذ عنك ديننا، والتي نزلت براءتك من فوق سبع سماوات نتعبد بقراءتها قرآنا يتلى إلى يوم الدين
عذرا أُمنا أم المؤمنين عائشة فقد رضوا لك ما لم يرضوه لأمهاتهم

اللهم إني بلغت اللهم فاشهد

27-5-2018




الخميس، 24 مايو 2018

التشريع المعجز


التشريع المُعجز
إلى الذين يخجلون من تشريعات رب العالمين التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم، خاصة تعدد الزوجات والجواري وضرب الناشز ورجم الزاني وما شابه، ومن أشكل عليه مفاهيم القدر، اعلموا أن الله فرق بين معجزة الأنبياء وبين مناهجهم جميعا، أما نبينا الخاتم فقد جمع الله له بين المعجزة وبين المنهاج فكان القرآن المعجزة خير منهاج وتشريع للعالمين وهو أحسن ما أُنزل للبشرية مذ آدم
" وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ "
فلا تجعلوا قصور أفهامكم عن إدراك الحكم والعلل يحشركم في خانة المخذولين، فالله بديع بخلقه بديع بتشريعه، وربّ حكمة بالغة لا تُدركُ إلا بعد حين، فالله له الخلق والرزق كرب، وله الأمر والتشريع كإله.
" أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ "
ومن أعياه إدراك العلل فعليه بابن القيم الجوزية فهو خير من تكلم بها خاصة في كتابه (إعلام الموقعين) في الأحكام وكتابه (شفاء العليل) في العقائد
24-5-2018

الاثنين، 21 مايو 2018

ضرب الزوجة


ضرب الزوجة
تراه؛ تحسبه على شيء، حتى إذا تكلم في القرآن والحديث سقط، يتخذ من دلالة اللغة بابا للتسسل عن الاتباع والتسليم، كما تسلل من قبل من أبواب (الخاص والعام) و (الناسخ والمنسوخ) و (أسباب النزول)، يستخدم القواعد الأصولية لتأييد هواه لا للوصول للحق، فضرب الزوجة عنده في قوله تعالى "وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ" هو الضرب في الأرض أي هجرها بالسفر، مريحا بذلك إيمانه المهتز أمام وهم حقوق المرأة عند الذين جعلوا منها سلعة جنسية.
فمن تقيأ عليكم بمثل هذا بحجة أنه يفسر القرآن بالقرآن مستدلا ب"وإذا ضربتم في الأرض" وبضاعته في اللغة مزجاة بائرة، فقولوا له : هل يُوجد عربي عاقل درس لغاية السادس ابتدائي فقط، يفهم من قول الأب لابنه " إن رسبت في الامتحان فسأضربك" أن الأب سيضرب في الأرض ويسافر إلى موزمبيق (مثلا) لأن ابنه رسب في الامتحان !!!
وعبرت العرب عن السفر ب (الضرب في الأرض) أي كناية عن ضرب الأرجل بالأرض وعبرت عنه ايضا بضرب أكباد الإبل لأن المسافر الراكب على الإبل يضرب كبدها بالسوط ليحثها على المسير ففي الحالتين هي عملية ضرب.
فمن تفتقت قريحته باعتبار ضرب المرأة في الآية مقصود به هجرها بالسفر بعيدا عنها، فالمعنى الأقرب لتخبيصه هو أن يضربها بأرجله (يترفشها) أو يجلدها بالسوط لا بالسواك ضمن الضوابط كما أفاد العلماء.
كفاكم خجلا بدينكم واتقوا الذي أنزل عليكم كتابا مُبينا بذاته، أقام به الحجة على العامي الأمي قبل المتعلم المتخصص
"إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ"
فلا تكونوا من الملعونين
21-5-2018

الأربعاء، 2 مايو 2018

زعيق بروس لي الخارق


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
زعيق بروس لي الخارق
تأخرت في كتابة هذا المقال خمسة أيام أو أكثر بانتظار انتهاء الاحتفالات، ليست بالطبع؛ احتفالات النصر بفتح القدس، ولا الفرح بعودة الإسلام نهج حياة، ولم تكن كذلك احتفالات بموت بشار أو حتى كنس البشرية من حثالة أتباعه، إنما كانت احتفالات الأمة الإسلامية (الآن) بموت سعد الدين كوبيك* (قبل) أكثر من خمسة قرون، ولعل الله استجاب دعاء عمر الشروف المتكرر لي بأن يُحَنِّنَ اللهُ قلبي على العباد (بصفتي دراكولا أو ما شابه) فأصبحت رقيقا حريصا أن لا أُنغِّصَ على المحتفلين احتفالاتهم، فهذا يُعلن عن عروض مخفضة على أسعار الكباب بمناسبة موت كوبيك، وذاك يوزع الحلوى على الجيران، وسكان القرية التركية القريبة من موقع تصوير المسلسل يهددون باقتحام المكان وقتل ممثل دور سعد الدين كوبيك إن لم يقم المخرج بقتله في الحلقة القادمة ، مما اضطره لقتله في الحلقة (115) على ما أظن ! لتحقق هذه الحلقة أعلى نسبة مشاهدة على الإطلاق، بالمناسبة هل يمتلك أحد منكم معلومة عن عدد حلقات المسلسل اللانهائية، والتي عَلَّقَ عليها نسيبنا الغالي زوج الغالية عبد الكريم  Abdulkareem Aouir بمنشور على الفيس بوك جعلني أقلب على ظهري من الضحك، قال فيه (إن تأسيس الدولة العثمانية على الحقيقة استغرق وقتا أقل من وقت حلقات مسلسل أرطغرل)، المهم؛ أصبحت حنونا وكتبت مقالي بعد انتهاء الاحتفالات، فليس هناك داع لأن يخرج لي أحدهم – بعد ما سَكَّرْنا جبهة عمر الشروف –  ويقول لي أنت قاسي القلب، أو يعطيني قداحة لإشعال الشمعة ما غيرها، ويقول لي لا تلعن ما نحن فيه من ظلام.
يا شيخ صلي على النبي، أليس هناك فوائد جمة من حضور هيك مسلسلات، وتقديس الأبطال التاريخيين، ليش أنت إنسان ظلامي ؟؟؟
  ظلامي ! غريب مع أني بلعن الظلام ليل نهار !
نعم هناك منافع لا شك، فحتى شرب الخمر له منافع بنص القرآن، فانظر إلى الصناعة التي ترتبت على نجاح محمد صلاح مثلا، فرشة وبطانيات محمد صلاح، حلاقة صلاح، نحت على الفاكهة على طريقة محمد صلاح، أغاني محمد صلاح، فانوس رمضان محمد صلاح، أبو الهول محمد صلاح .... إلخ ، أنا بحكي جد وما بتخوث، فهذه صناعات حقيقة قامت بمصر وليست نكت، هذا كله رغم أن صلاح محتج على استخدام اسمه بالدعاية دون الاتفاق معه لتوزيع المنافع إياها.
 أرجو من المتابعين الكرام قراءة المقال قبل مبارة ليفربول وروما اليوم مساء، فلو تفوق صلاح وأحرز (كمن جوول) فحجم الاحتجاجات على مقالي ستكون شديدة، وربما يطالب البعض بدمي، كما طالب أهل القرية التركية، فأصبح ( شهيد محمد صلاح)، أو أصير مثل (كباب سعد الدين كوبيك)، مما يضطرني اليوم تشجيع فريق روما حتى أسلم بريشي.
في دراسة أمريكية عن الواقع الافتراضي يرى بعض الباحثين إلى أن هذه التقنية قد تساهم في تعزيز التناقض الحسي داخل الإنسان وخلق مشاعر غير واقعية داخله، الأمر الذي قد يقلل من شعور الشخص بوجوده في العالم الحقيقي. وتفيد أخرى إلى أنها قد تزيد من انفصام المستخدم لها عن الواقع الحقيقي، وتترك آثارا نفسية سيئة بعد الانتهاء منها (أو انتهاء حلقات المسلسل اللامُتناهي) . كما يتساءل البعض : هل أصبح العالم الافتراضي بديلا عن العالم الحقيقي ؟
إن الشعور بالبطولة دون الشعور بتبعاتها الحسية الواقعية، والشعور بثمرة النصر دون معايشة أسبابه، والفرح  بقتل فلان أو موت علان الآن؛ رغم موته قبل مئات السنين والاحتفال بذلك، لهو الواقع الافتراضي بعينه، وهو يساهم كما أفادت دراسة أعدها باحثون بجامعة برنس تاون بولاية نيوجرسي الأمريكية ونُشرت بمجلة (Pain Medicine) بأن "الواقع الافتراض  قد يساعد على تخفيف الألم عن طريق صرف انتباه الناس عن أوجاعهم" هذه الأوجاع والآلام التي تُبصر الناس بحقيقة واقعهم، والتي كتبت عنها في مقالي السابق (زهو الخسارة) .
إن المسلسلات بواقعها الحالي "تعمل على نقل الوعي الإنساني إلى بيئة مغايرة تشعره أنه يعيش فيها على الحقيقة" وهو عين الذي حدث معي ومع الكثير منكم أيام الطفولة، يوم كنت أُمارس الكارتية لمدة اسبوع كامل على أخواتي الصغار بعد حضور فلم بروس لي ببدلته الصفراء الشهيرة ، وأزعق بصوت نشاز مزعجا الحارة بأكملها، مقلدا إياه في زعيقه الذي يرافق (لمسة الموت) القاتلة، وهم لا يقل عن أوهام اليوتيوب الذي أنتجته السعودية ويظهر فيه محمد بن سلمان يحرر إيران بخمس دقائق، بينما هي تتوسع في العراق وسوريا ولبنان واليمن ونحن ننام على خوارق أرطغرل وبين أقدام محمد صلاح وعلى أحلام محمد بن سلمان وهيئة ترفيهه.
أنا لست ضد الفن والأدب الإسلامي المحافظ الذي لا تُرتكب فيه المعاصي، والذي يشحذ الهمم للنهضة الكبرى، ويُذكرنا بتاريخنا المجيد، ذاك الفن الذي يُترجم إلى عمل، لا الفن الذي يكون كل هدف المشاهد بعد الفراغ من حضور حلقة منه؛ هو انتظار حضور الحلقة التالية، والتي لن تنتهي لأسباب سياسية وتجارية.
" وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا "
إنما هو ذلك الفن الذي تُوقد فيه شمعة تُعَلِّم بها أولادك
"الرماية والسباحة وركوب الخيل"
2/5/2018
·       سعد الدين كوبيك : خائن في مسلسل أرطغرل