لم يغمض جفني بعد وهدير نفسي التواقة إلى باريها أقض مضجعي فربما كلماتي جارحة لكن أحسب فيها حبا ورحمة

الثلاثاء، 27 مارس 2018

السؤال الرابع الكبير



السؤال الرابع الكبير :
استكمالا للأسئلة الموجهة للملحدين الذي بدأته في مقالي عن هوكينج، وبعد الوصول إلى نتيجة أن بداية الكون كانت  بفعل قوة مطلقة كاملة لا يمكن الإحاطة بها (الله) وأن ليس مثلها شيء، يبرز السؤال الرابع الكبير :
"أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ" ؟؟؟
هل يوجد من قال أو زعم أنه خالق هذا الكون غير الله ؟
"أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ"
فإن كان الجواب لا ، فالله هو الوحيد الذي أخبرنا أنه الخالق ببلاغ واضح (القرآن) فانتهى النقاش بغياب المُدعي المُنافس، ولو كان الجواب أن هناك خالقا غير الله فأين  زعمه ؟ فإن كان غافلا عن أن غيره ادعى ذلك فتلك مصيبة، وإن كان يدري وبقي ساكتا فالمصيبة أعظم، وكلتاهما صفة نقص لا تصلح لخالق الكون.
وربما يقول لك الملحد أو المشرك أن هناك من زعم أنه الخالق غير الله، فإن قصد صنما أو بقرة فليس عندنا من هؤلاء أي زعم مكتوب بذلك، وإن أحضر لك شيئا مكتوبا بهذا الادعاء، فعد به إلى السؤال الثالث ، والذي ينفي صفة الخالق عن أي قوة عظمى يعتريها النقص، كأن تأكل الطعام أو تمشي بالأسواق أو تتخذ ولدا، فلا يبقى كاملا مُدعيا أنه الخالق غير الله.
وإن أراد المشرك أن يصعد بصفات خالقه إلى درجات الكمال وينفي عنها صفات النقص، كالولد وعدم العلم أو أن يكون مُحاطا به، فاستمر معه إلى أعلى درجات الكمال ليصل إلى نتيجة حتمية ؛ أن (ليس كمثله شيء) فيستحيل أن يكون بقرة أو صنما أو ولدا.. وذاك هو الله.
28/3/2018

الثلاثاء، 20 مارس 2018

أَلَيَاتٌ تَضْطَرِبُ على أردوغان





بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: (لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ عَلَى ذِي الخَلَصَةِ) متفق عليه.
وَذُو الخَلَصَةِ : طَاغِيَةُ دَوْسٍ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ فِي الجَاهِلِيَّةِ، (أَلَيَاتُ) بفتح الهمزة واللام، معناه أعجازهن، جمع ألية، والمراد يضطربن من الطواف حول ذي الخلصة، واضطراب الألية كناية عن السعي والحركة.
إن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بالرسالة الخاتمة التي تربط العبد مباشرة بربه، بعد أن عانت البشرية دهرا من الزمان من الذين ضعف بهم إيمانهم عن الارتباط المباشر بالخالق، واتخذوا وسطاء من البشر أو الحجر يقربونهم إلى الله زلفى، فما عادت البشرية تناجي الله بالدعاء وتتلقى عنه عن طريق الكتب السماوية والأنبياء، ابتداء بيغوث ويعوق ونسرا وانتهاء بتأليه نبي الله عيسى عليه السلام، وكانت معركته صلى الله عليه وسلم مع الجاهلية تنصب على محاربة الأنداد والوسطاء بين الله وعباده، فعادت البشرية بهذه الرسالة الخالدة إلى فطرتها الأولى، وعاشت لفترة تزيد عن ألف عام أفضل مراحلها، والحضارة السائدة فيها هي حضارة الذين يتلقون عن الله ويعظمونه يُعَمِّرون الأرض يَنشُرون الرحمة، وترك لنا الرسول ما إن تمسكنا به لن نضل بعده أبدا، كتاب الله وسنته، ثم دالت علينا الأيام بفعل أيدينا، وكان أبرز مظاهر هذا التنحي الحضاري، وأحد أهم أسباب هذه الهزيمة التاريخية، هي اتخاذ الوسطاء وتعظيمهم من دون الله، واتباعهم على الحق والباطل، وكنا كالغريق الذي يتعلق بقشة، فتعلقنا بقشة الرجال لا بحبل الله المتين، وغفلت الأمة أن (الرجال يُعرفون بالحق ولا يُعرف الحق بالرجال)، فالحق ميزان ثابت والرجال بشر مُتَغَيِّرون، اضطربت أَلَيَاتنا على جمال عبد الناصر مرورا بصدام حسين وانتهاء بأردوغان.
ولا يلزم الباحث عن الحق كثير جهد حتى يعرف موضع قدميه من الأحداث، فالحلال ما أحله الله ورسوله والحرام ما حرمه الله ورسوله. وقبل التكلم في بدهيات الإسلام التي تصل بنا إلى معرفة طريق ضياعنا الحالي، حتى نتجنبه، ثم معرفة طريق نجاتنا في الدنيا وخلاصنا في الآخرة، فإني أُنَوِّهُ إلى أكبر عملية تضليل قامت بها (مؤسسة الرجال) تجاه الشرع والحق، وتحتها تم تبرير ممارسة كل الموبقات، فتحت عنوان :
"لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعيش في مكة والأصنام حوله ورايات بيوت الدعارة ترفرف أمامه ولم يفعل بها شيئا"
تحت هذا العنوان تم تبرير كل شيء، حتى وصل المطاف بالبعض من الإسلاميين إلى شتم اللحى وسب الشرف تبريرا ودفاعا عن تقنين الدعارة في تركيا، وأصبحت أَلَيَاتنا تضطربُ على أردوغان تقديسا وتعظيما، ننفي الحقائق الواضحة، وننكر الأرقام المثبتة، ونبرر له كل فعل حتى لو كان يستمطر حجارة السماء.
أما الحجة الساقطة فهي سهلة الدحض يسيرة الفهم، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد :
لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم فردا مستضعفا في مكة، ولم يكن صاحب سلطة وولاية، ورفض كل عروض استلام حكم منقوص السيادة، وعندما استلم السلطة في المدينة المنورة؛ فإنه أقام كل أحكام الإسلام النازلة إلى حينه، ولم يتأخر عن واحد منها حتى لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع يدها، وحاشا له فرية القوم أنه كان يسمح بممارسة - عوضا عن تقنين - الكبائر والفواحش.
فرأفة بأنفسكم، فإني والله لكم ناصح أمين، إن هذه الحجة البائسة التي تسوقون وراءها أي ممارسة تريدون دون رقيب أو عتيد، لهي الإساءة البالغة لنبيكم، وإنه لسائلكم عنها يوم القيامة، فأعدوا أجوبتكم.
فلو كان أردوغان مجرد فرد أو جماعة مستضعفة في تركيا، لقبلنا حجتكم مقارنة بحال الرسول في مكة، أما وإنه سلطان تركيا وخليفة المسلمين كما يزعم البعض، فلا والله لن نسكت عن هذا المنكر الصراح، حتى لو اتُهمنا أننا من أتباع السيسي أو من معسكر السعودية والإمارات أو أننا نتكلم لأسباب إقليمية، فكل ذلك يهون أمام مسؤولية إنكار المنكر، ووقف اضطراب أَلَيَات الناشئة على الوهم والسراب، ثم الضياع والخراب، فهل سنبقى في كل مرة لا نعقل ؟!
إن السلطان أردوغان بنى لنفسه قصرا بتكلفة مليار دولار، وتلكم رسوم السلطة وعنوان الغلبة.
إن السلطان أردوغان يحرك الجيوش ويتحكم بالأمن والنظام الداخلي، وتلك لعمري هي الدولة المطلقة.
إن السلطان أردوغان قمع الانقلاب وزج الآلاف في السجون وفصل وحاسب وطارد، وإن هذا لهو السلطان القاهر.
إن السلطان أردوغان تحدى كل خصومه وتفرد بالحكم وعزل أقرب المقربين كغول وأغلو، وذاك الاستبداد.
إن تركيا تعتبر من أقوى دول المنطقة وهي دولة محورية، تحالف الأمريكان أحيانا، وتحالف الروس في أخرى، وتلك هي السيادة الحرة.
إن أردوغان سلطان في كل شيء وعلى كل شيء إلا على تطبيق شرع الله.
لأنه علماني لا يُريد ذلك أصلا، ولم يُصرح به.
إن الممارسات التي تتعارض مع بدهيات ديننا التي لا يسع الكثير ممن اضطربت أَلَيَاتهم إلى اسطنبول، إلا إنكار وجودها كالذي يغطي الشمس بغربال، أو الهروب من سماعها خوفها من ذوبان مدينة ملحه وتبدد ورد أحلامه، أو شن حملة اتهام معاكسة واعتبار الناصح له عميلا للآخر، أو حجة المفلس بشتم الشرف وسب اللحى، أو الهروب للأمام بالمطالبة منا الكلام عن الدول العربية التي لم تقنن أي منها الدعارة أو الشذوذ، إن هذه الممارسات الكارثية التي أدعو الباحث عن رضى ربه لا الباحث عن أمل كاذب، أن يبحث عنها، فهي منشورة ومعلومة بالضرورة عند أي منصف عاقل :
أولا : (الدعارة) فهي مُشرعة مقننة، وقد تضاعف أعداد العاملين فيها في سنوات حكم أردوغان، وما الحملة على الدعارة التي يتغنى بها البعض إلا حملة على المواخير التي كانت لا تدفع الضرائب، فالتزمت بدفعها وعادت للعمل مضيفة رزقا (حلالا طيبا) إلى خزينة الدولة، وصل مع عدة نشاطات مشابهة إلى عدة مليارات.
ثانيا : (حلف الناتو وروسيا) وقد شارك معهما أردوغان في الحرب على أفغانستان والعراق وسوريا، وكان لذلك من الكوارث المعروفة على شعوب هذه الدول ما لا يخفى على أحد، قتلا وتدميرا وخرابا، آخره اتفاق خفض التصعيد مع روسيا وإيران، والذي نجم عنه تفرع القوات البرية السورية المحدودة لفتح الجبهة التي تريدها بالمكان الذي تريده، بينما تركيا تلزم الجيش الحر بهذا الاتفاق، والغوطة الشرقية خير دليل، وقصة تسليم حلب للنظام معروفة.
ثالثا : (الشذوذ الجنسي) والذي له نوادٍ منتشرة ومجلات معروفة، بل إن أردوغان شخصيا اعتبره - كما الغنوشي – حقا شخصيا غير مُجَرَّم، والتسجيل منتشر لمن أراده، ومنع مظاهرة للشواذ العام الماضي كانت لأسباب أمنية، ولا زالت المظاهرات تُعقد كل سنة يشارك بها عشرات الآلاف من مستمطري حجارة السماء.
رابعا : (الربا) أساس الاقتصاد التركي الذي يتغنى البعض به لأن أردوغان سدد قرضه لصندوق النقد الدولي، والبالغ 17 مليار دولار تقريبا، وتناسى أن ديون تركيا للجهات الآخرى الخارجية والداخلية يبلغ مئات المليارات من الدولارات، وهي أرقام تنشرها الحكومة التركية لا ليث التل، وقد توعد الله الربا بالحرب والمحق، وأنى لهذه الأليات أن تضطرب أو تصمد أمام محق الله وحربه !!
خامسا : (العلاقات مع إسرائيل) كانت قبل أردوغان وما زالت، وتعمقت حسب المصالح العليا لتركيا، وارتفع التبادل التجاري معها، وخروج أردوغان من اجتماعه مع بيرس كان مجرد بروباغندا لم تؤثر على هذه المصالح المتبادلة، فهي تزيد وتنقص حسب الظروف السياسية والمصالح.
سادسا : (السياحة) وما فيها من ممارسة الكبائر من زنا وشرب خمر ونوادي رقص وتعري وشواطئ خلاعة وفجور.
ثم دعك من صغائر الإنجازات أمام هذا الخرق الكبير.
إن مهمة أردوغان الذي جاء على إرث 80 سنة من العلمانية في بلد غالبيته العظمى مسلمة وتحب الإسلام وكانت حاضنة الخلافة العثمانية لمئات السنين، أسهل من مهمة حبيبكم محمد عليه الصلاة والسلام – الذي انتصر بالسنن لا بالخوارق – والذي جاء على إرث كفر منذ آلاف السنين في جزيرة العرب، وأنهى مهمته عليه الصلاة والسلام قبل وفاته.
يا أيها القوم لا تأخذوا هذا الكلام على محمل التحدي لشخصي الضعيف وغير المهم، فإني لا أغني عنكم شيئا، ولن أضر أردوغان بشيء، بل خذوه على محمل النصح، فالله الله يا قوم، الله الله، إنها الكبائر والجرائم تُمارس باسم الدين، فإياكم فقد كثرت النكت السوداء وأخشى أن تصبح القلوب مسودة مربدة كالكوز مجخية، لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا.
إن فشل تجارب العمل الإسلامي سببها عدم الأخذ بسنن الله الغلابة، فلا تجعل هذا الفشل يدفعك لمخالفة ثوابت دينك وفعل رسولك.
مَجِّدْ دينك ولا تمجد الرجال
ثق بربك ولا تثق بمن بَدَّلَ وَغَيَّر
لا تدع الإنجاز (إن صح) ينسيك ثوابت دينك، فالمسيح الدجال سيحكم العالم ومن الأنبياء من يأتي يوم القيامة وليس معه أحد.
ابحث عن سنن الله ونهج الرسول فلن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا.
اعرف الرجال بالحق ولا تعرف الحق بالرجال
قدس شرعك لا الرجال
ولا تكن كنساء دَوْس
فالله أَجَّل من أن يُرتكبَ ذلك باسمه
وهو أعز من أن ينصر دينه بذلك

20/3/2018








الخميس، 15 مارس 2018

ستيفن هوكينج أغبى الخلق عند أمه الهاوية




بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
بداية، سَنُنهي أمر المزاودات على العلم وأمر المفاخرة بإنجازات الآخر الغالب، وبما أننا أمة مغلوبة فنحن جميعا في الهَمِّ شرق، فلا يخرجنَّ علينا من يتكلم باسم العلم وكأنه صاحب نظرية الثقوب السوداء والعوالم المتوازية أو أنه مخترع الكهرباء أو مكتشف البنسلين، وكوننا أمة مهزومة فذاك لا يمنعنا من انتقاد الكفر والإلحاد والإنحلال عند الآخر الغالب، بل على العكس، فإن الحل الذي تنتظره الأمة يبدأ بمعرفة الواقع الحالي لنا ولغيرنا، أولا. والعودة إلى رسالتنا السماوية التي كنا بها سادة العلم والمعرفة، يوم أخذناها علما وعبادة، نهج حياة وآخرة، لا طقوسا وأحلاما، وضميرا وأخلاقا فقط، ثانيا. تثبيت ميزان ومنظومة القيم والأخلاق والعقيدة، فكل سلوك فردي أو جماعي هو تطبيق حي للعقيدة التي تسكن عقلنا الجمعي، ثالثا. ومن ذلك ؛ التحذير من موجات تقليد المغلوب للغالب في سلوكه وعقيدته.
إن تميز ستيفن هوكينج في علوم الفيزياء لن يمنعنا من الحرب الشعواء على إلحاده الذي قاده إلى أمه الهاوية، لا الترحم عليه بحجة أنه قدم خدمة جليلة للبشرية، فقولوا لي بربكم هل وجدتم من صنع سيارة لزيد في عمان ثم ذهب ليأخذ ثمنها من عمرو في الصين، إن هوكينج قدم خدمة للبشرية وأخذ منها الثمن، فها هي قد خَلَّدتهُ في الدنيا ورفعت اسمه عاليا، فكيف تريدون له من الله رحمة وهو لم يعمل له، بل لم يؤمن به ابتداء، وقد سألت أم المؤمنين عائشة لعنة الله على شاتمها وعلى من يؤيده، سألت الرسول صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن جدعان الذي كافأته العرب على كرمه بتخليد ذكره، كما في حديث مسلم "عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ! ابْنُ جُدْعَانَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ، وَيُطْعِمُ الْمِسْكِينَ، فَهَلْ ذَاكَ نَافِعُهُ؟ قَالَ: "لاَ يَنْفَعُهُ. إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْماً: رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ".
إني وأهل بيتي من الذين يستعيضون عن حضور الأفلام والمسلسلات بحضور البرامج العلمية، لذا فقد اشتركنا بسلسلة من القنوات العلمية منذ أمد بعيد ودفعنا عليها بقرة جحا، ولم نترك برنامجا علميا لهوكينج ولا غيره إلا وحضرناه، ولم أجد عالما أشد منه صلفا ولا أكثر منه عنادا وكفرا، ومع أن أغلب من نحضر لهم هم من الغرب النصراني الغالب، إلا أنهم احتفظوا بالإيمان أنه هناك خالقا للكون فيما نسميه نحن توحيد الربوبية، ومع أن هذا التوحيد غير كاف للدخول بالإسلام والنجاة من النار، إن لم يتبعه توحيد الألوهية وهو إفراد الله سبحانه بالعبادة وعدم منازعته في الحب والانقياد والحكم والتشريع، إلا أن ستيفن هوكينج أبى إلا أن يكون أشد كفرا وعنادا من أبي جهل الذي كان يؤمن أن للكون إلها خالقا، فكان كلما وصل إلى نظرية علمية تفسر بداية الكون كنظرية الانفجار الكبير أو غيرها يصل إلى سؤال متجدد، ماذا كان قبل هذه البداية ؟ وكيف تشكلت ؟ وأين كانت وماذا كان قبلها ؟ فيأبى عليه فرحه بعقله وعلمه الذي أعطاه الله، أن يقر أن هناك قوة ذكية وراء الكون، فقفز من نظرية الانفجار الكبير إلى نظرية العوالم المتوازية إلى نظرية الأكوان المتعددة إلى آخره من نظريات، لا تنتهي؛ حتى لا يقر أن هناك قوة فوق إدراكه، ودخل في دوامة السؤال المتجدد : ماذا كان قبل آخر نظرية وصل إليها؟
إن كِبْر هوكينج جعله لا يُقِّر أن هناك عقلا أكبر من عقله، فأراد دائما أن يكون هو المُدرِك لا المُدرَك، فلم يعترف ولم يستسلم كما اعترف غيره من علماء اليهود والنصارى أن هناك قوة فوق كل ذلك لا يمكن إدراكها " لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" سبحانه وتعالى.
كنت قد كتبت منشورا عن الملحدين وأطلقت عليهم لقب الأغبياء، فثارت ثائرة المتابعين احتجاجا، بينما لم أسمع لهم حسيسا يوم شتمت أتباع المجرم بشار الأسد وقلت عنهم (أوقح من صرامي بشار) بل حصلت على التأييد، ومرد ذلك الخلط في فهم الضروريات، فحفظ الدين مقدم على حفظ النفس، فالنفس تُزهق في الجهاد حفظا للدين، ولو افترضنا جواز الشتم لكان شتم الملحدين أمثال هوكينج أولى من شتم أتباع بشار، فهذا اعتدى على الدين وأولئك اعتدوا على النفس، "عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ   نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ
إن عامل النظافة المؤمن أشد ذكاء من عالم الفيزياء الملحد، فالذكاء ليس ذكاء المعادلات الرياضية فقط، إنما هناك الذكاء الاجتماعي والذكاء النفسي والذكاء الفكري والذكاء الإيماني والأخلاقي وغيرها، فإن بَزَّ هوكينج غيره في ذكائه الرياضي، فقد تخلف عنهم بكافة أنواع الذكاء الأخرى، وأتبع نفسَهُ هواها وألحقَ عقلَهُ جنون عظمته، فانتهى به المقام ملحدا لا يؤمن برب ولا دين.
إن قضية الإيمان والإلحاد حسمت بالمنطق القرآني بأسئلة بسيطة وحجج بالغة، عجزنا عن فهما لبعدنا عن القرآن، ودخلنا مع الملحدين في نقاش ليس محل النزاع، فيا من ابتليت بملحد يناقشك، لا تنجر إلى أسئلته الفرعية التي يناقض بها نفسه، وانتقل به إلى أسئلة القرآن ولا تنجر إلى هرطقاته إلا إن أجابك عنها.
أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ؟؟؟؟
أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ؟؟؟؟
السؤال الأول الكبير : هل أنت خالق أم أنت مخلوق ؟
فإن أجابك بأنه خالق فانتقل به إلى السؤال الثاني فورا
"فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ"
يُبهت وينتهي نقاشك معه
وإن أقر أنه ليس بخالق فهو مخلوق  موجود
فعاجله بالسؤال الثالث :
من الخالق ومن الواجد ؟
فسيدخل معك في سلسلة هوبكنج عن بداية الخلق ينتقل بك من نظرية إلى نظرية، فاضبط نقاشك معه : أن هذا سؤال متجدد لا نهاية له، إلا أن هناك " فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ" وفوق كل نظرية خلق نظرية أكبر منها، وفوق كل قوة قوة تفوقها، وهذه القوة الذكية هي الله عز وجل، يُضبط فهمه بالنوع الثالث من التوحيد، توحيد الأسماء والصفات، وهي صفات كمال لا نقص فيها، وأي نقص يعتريها ينقلها لقوة دنيا لا قوة عظمى مطلقة، وهي التي نعرف بها الله، فهو المحيط لا يُحاط به، " لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ " ولو أدركته عقولنا وأحاطت به لكان مُدركا، وتلك صفة نقص، وهو الأول ليس قبله شيء ولو كان قبله شيء فهو ناقص غير متفرد، وذاك نقص تعالت القوة العظمى عنه، وهو الآخر ليس بعده شيء، وهو الظاهر ليس فوقه شيء وهو الباطن ليس دونه شيء، فأي نقص يعتري هذه القوة (والذي تكرره أسئلة الملحدين الغبية كسؤال الصخرة) يخرجها عن كونها القوة المطلقة، وينزل بها إلى مستوى قوة دنيا مخلوقة موجودة، وانظر إبراهيم عليه السلام في القرآن كيف تدرج بالحجة البالغة مع قومه، بأن الله هو الأكبر وهو الذي لا يأفل ولا يغيب السميع البصير، وختم نقاشه مع قومه بقوله " إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ".
وإن لم ولن يُجبك الملحد عن هذا السؤال، سؤال البداية مكانا وزمانا وهيئة، فقل له إنه الله : الخالق بربوبيته، وهو المعبود بألوهيته، وهو المتصف بصفات الكمال والجلال، فإن أصر، فاعلم أنه مجادل معاند لا جاجة لك في نقاشه، وإن كان قريبك وتحبه فليس لك معه إلا الدعاء.
إن ستيفن هوبكنج عاند بعقله الذي وهبه اللهُ إياه، فقهره الله بجسده، يُذِلُّهُ به يوما بعد يوم، عَلَّهُ يعلم أن لهذا العقل والجسد من خالق، فأبى ومات على إلحاده.
فسحقا له ... فقد أدرك مُتأخرا رغم أنفه تحت الأرض ما لم يدركه فوقها
 
فسبحان الذي قهر عباده بالموت
15/8/2018

الثلاثاء، 13 مارس 2018

ولن تقبل لكم حديثا




رأيُكَ في التحفظ على أحاديث صحيحة، لأنها أحاديث آحاد، أو أن متنها لم يَستسيغهُ ذلك الشيء الذي يقبع فوق كتفيك، رأيك هذا وصلنا سماعا كخبر آحاد، أو ربما يكون فوتوشوب مكذوبا عليك، وليس بين أيدينا شهادة عدول ثقات تُثبت أن هناك عقلا يسكن رأسك، فأرحنا من هرطقاتك، حتى تأتينا ب 0.1% من علوم الحديث والجرح والتعديل نطبقها عليك، وعلى تسللك لواذا عن قبول بلاغ شطر التوحيد الثاني (محمد رسول الله).
تزكون أحاديثكم؛ من أجل رفض ما وصلنا مُثبتا من حديث من أوتي جوامع الكلم وأتم التبليغ القائل يوم حجة الوداع : " ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد.. فليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع"
فلا تحقروا أنفسكم بتكذب ما وصل عن نبيكم، فأمة المليار ونصف مسلم تشهد - بخلافكم - أنه بلغ ووصل بلاغه واضحا جليا .. وليس لكم عندها إلا المعاملة بالمثل ... ولن تقبل لكم حديثا

الأربعاء، 7 مارس 2018

نبذة عن سيرة الرجل الذي مات بالروضة


نبذة عن سيرة الرجل الذي مات بالروضة
والدي طارق علي نيازي التل

مقابلة معي على صفحة مكة المكرمة







السعودية من مناصرة التوحيد إلى مناصرة التوحد


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
السعودية من مناصرة التوحيد إلى مناصرة التوحد



نَغَّصوا عليّ عمرتي الأخيرة مع أم طارق - قبل سنة تقريبا - وأنا أغادر السعودية من مطار المدينة المنورة، ولا زلت كلما تذكرت الشرطية السافرة، وشعرها الناثر للآثام يمينا ويسارا، وهي تفتش أم طارق والنساء، لا زلت أذكرها كحادثة حدثت في مطار جدة، فعقلي الباطن لن ولم يستوعب أن يكون هذا المنظر في مدينة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقام بتلقاء نفسه بما يسميه علماء النفس (التحيّز التفضيلي) واستبدل المدينة المنورة بجدة، كمكان لحدوث الكارثة، كارثة قلة الأدب والوقاحة مع الرسول، قبل أن تكون كارثة استمطار غضب الله الذي أراد للمدينة المنورة أن تلفظ خبثها، فإذا بالسَّقَطِ دون الصالحين من سكانها يجلبون إليها الخبث؛ بعرض أزياء نسائي فاضح لدعم مرضى التوحد، يُعرض على شاشات الفضائيات، لم يُجدِ معه تبريرات المسؤولين أنه كان وفق الضوابط الشرعية !
تبا لها من ضوابط شرعية، مارسنا تحتها كل أصناف التهرب والتسلل من الأخلاق والقيم، كلمات جوفاء ندغدغ بها عواطف العامة والرعاع ثم نسير بالإبل، إبل الرذية والخلاعة وتغيير الدين وتبديله.
لم تكن المدينة المنورة أول من حاولوا خداعها بسحر ميكافيلية المصالح المرسلة، فقد سبقها بذلك الكثير ممن وجدوا الشرع حائلا دون شهواتهم وتطلعاتهم السياسية، لا يستطيعون مخالفة الشرع خوفا على مكانتهم بين الناس، فأشبعوا الأمة تمجيدا للغايات العليا والمصالح المتوهمة، ليمرروا  تحتها كل الوسائل الدنيئة التي يرفضها الله ورسوله وعامة المسلمين، لتصل أشخاصهم للسلطة والشهرة على أكتاف الدين والشرع والمبادئ، لم يكن أولهم ولن يكون آخرهم جماعة (بوصلتنا القدس) وجماعة (العلمانية المؤمنة) أو جماعة (البوركيني) وجماعة (حرية الكفر والشذوذ الجنسي).
أليست غاية دعم مرضى التوحد في المدينة المنورة غاية سامية !!
تبا لكم وتبا لإبليس؛ الذي بات يتعلم منكم فَنّ التلبيس على الناس وفَنّ تشليحهم اللباس، والله إن الفاسق العاصي ليستحي من ارتكاب المعاصي أو حتى التدخين أمام والده احترما لهيبته ولمكانته في نفسه، وأنتم وصلت بكم الوقاحة وقلة احترام خاتم الأنبياء؛ أن ترتكبوا فحشكم هذا بجواره صلى الله عليه وسلم، إن فُسَّاق الأمة الإسلامية قبل الصالحين منها  يُطالبون بإجلائكم عن مدينة رسولهم وحبيبهم، ففي لاس فيجس وفي تايلاند متسع لقذارتكم وقرفكم.
"المدينة تلفظ خبثها"، شئتم أم أبيتم، وستلفظكم إلى مزبلة التاريخ في الدنيا، وستقف بين يدي الجبار يوم القيامة، تشكو سابقتكم في يثرب مذ تحولت إلى المدينة المنورة، قرأت البداية والنهاية لابن كثير كاملا ولم يمر عليَّ كسقوطكم الأخلاقي هذا في مدينة الذي جاء ليتمم مكارم الأخلاق عليه الصلاة والسلام، الذي علمنا كيف نعطف على المسكين وكيف ندعم أصحاب الاحتياجات الخاصة من مرضى التوحد وغيرهم، والذي علمنا كيف تكون بوصلتنا القدس وكيف ننصر التوحيد دون أن نمر على جماجم أطفال الغوطة الشرقية وحلب.
التوحيد الذي ما عدنا نتعلمه كإيمان وتفكر وتدبر، يعقبه عمل صالح على هدي الذي شُرِّفَتْ المدينة به فأصبحت منورة، بل أصبحنا نتعلمه كمادة درس جامدة لا روح فيها، ما أن يزول سلطان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن رقابنا، حتى تخرج لنا من تتعرى لدعم أطفال التوحد ! ... إنه الترفيه وهيئته.
 أيها الأنصار
يا من حبكم إيمان وكرهكم نفاق
لقد قال الذي نصره أجدادكم عليه الصلاة والسلام " عن ابن مسعود رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل فيقول: يا هذا اتق اللَّه ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد وهو على حاله فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده. فلما فعلوا ذلك ضرب اللَّه قلوب بعضهم ببعض) ثم قال (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، لبئس ما كانوا يفعلون؛ ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا؛ لبئس ما قدمت لهم أنفسهمإلى قوله {فاسقون} (المائدة} ثم قال : (كلا والله لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً، ولتقصرنه على الحق قصراً، أو ليضربن اللَّه بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم)
إن المدينة شُرِّفَت بحبيبكم المصطفى لا بأضواء الحفلات، وجمال المدينة بالإيمان لا بتعليق المذيع على العارضات في خبر الحفل : " بينما جسدها يداعب الفستان يمينا ويسارا"
يا ورثة النبوة أخرجوهم من قريتكم، و لا تخدعنكم تبريرات هيئة الترفيه بوجود بعض الصورة الملفقة، فما هي إلا لتمرير الصدمة وتطويعكم لما هو قادم ...
 وعندها سَيُقال لكم
"أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ"

7/3/2018