الأحد، 21 يناير 2018

وأزهر الخريف


وأزهر الخريف



كان التقاء شَقَّيها محتوماً، فكانت بُشرى حياته، نُسِجَ بعثها مُذ قال الودود الرحيم : "ألست بربكم"، غَنَّت الورودُ لقدومها، وعَطَّرت الأجواءَ أنفاسُها،  قبل إحدى عشر  ربيعا وخريف واحد، ولدت، فكانت منه بمثابة الروح  من الجسد، وكان منها بمثابة الشجر إلى الظل، وهل للروح  مستقر ٌ إن لم تطف بجسدها، وهل للأنام مُستظلٌ من كَدِّ الحياة إن فارق ظل الشمس شجرها.
 خبأ الخريف حَتَّ أوراقه وتساقطها عن ربيعها لموسم الأخذ بالمظنة، فداهم ظل أبيها الوارف،  وكورق الخريف تساقطت عبراتها، وكَقِرَبِ السماء المُمسكة عبر الأيام  كَظَمَ هو عبراته، تباعدت الأجساد، فأمست هائمة الروح  سارحة النفس، لا تستقر إلى مستودعها إلا في دقائق زيارتها الأسبوعية، حيث لا ضوء هناك آخر النفق، فما بُنِيَ على الظن فهو إلى الشك أقرب، فلا زهر في آخر خريفه يُنتظر، ولا يقين بموعد أُفوله يُرتجى.
زجاج عنابر الزيارة في السجن كالحلم، يفصل بين عالمين ويحول بين مُتَحَابَّيْن، ففي الحلم  ترى عزيزا عليك مات منذ زمن، يَتَفَلَّتُ طَيْفُهُ من بين يديك، تستيقظ على حقيقة وجوده هناك وراء البرزخ، ومن وراء الزجاج  تتلاقى المُقل المُتلألئة والقلوب الملتهبة، كالمخاض في قدومه وكالنزع في ذهابه، دقائق معدودة، عذابها أشد من الفراق والنسيان.
يحرمكَ الكريمُ ما ألفته ربيعا طويلا، ثم يُذيقك منه نزرا يسيرا، لتدرك النعمة وتشكر المنعم، فالألفة تُبطل الروعة، والدوام يُنسي الحمد، يُهَوِّنُ عليك الخطبَ ذكرُ الموت، فلا لقاء بعده، إلا في جنة أو نار، لكن موسم  الأخذ بالمظنة هذا وقد أرخى سدوله، جعل الخريف كالموت والزيارة كالحلم، إلا أن نزع الزيارة أصعب من صحو الحلم.
يُسرع الخطى ذهابا وإيابا، يستجمع ما عرف من معاني القوة والإباء، وما خبُرَ من تجارب الرسوخ والثبات، يُعيد ترتيب الجمل والكلمات يُزوِّقها في ذهنه، يُرتب هندامه بما تيسر من بسيط الأدوات، يستقطر من صابون السجن طيبا يتعطر به.
وروحه الزهراء الهائمة هناك في البيت، تستعد أمام المرآة ، تنتقي من الملابس ما يُخفي نُحولها، وتختار من الألوان ما يُذهب شُحوبها، فقد تفتق كرم الخريف عليها وعلى أمها وجدتها بزيارة خاصة يستظلون بها تحت شجرة أبيها نصف ساعة من ربيع  .
إن الأنثى كالزهر يُجَمِّلُ الأيام وينشر البهجة، وإن كانت الأم والزوجة قد عرفت من الرجال أباها وزوجها وولدها، إلا أن البنت لم تعرف منهم إلا الأب، فهو كل من تعطيه شدوها  وبهجتها،  وهو كل من تجد عنده سكنها وطُمأنينتها، فتكون مصيبتها في فقده أضعاف أمها وجدتها.
كأن أغلال الكون على عاتقه، يجر أقدامه المُثقلة  خارجا من الزنزانة، صيحات المساجين تهنئه  كأول من يحظى بزيارة خاصة، تلتقي فيها أجساد كما أرواح،  دونما عنابر الزيارة برازخ الموت تلك، بوده  لو غيره مكانه، فالحمل أثقل من ما مرَّنَ عليه نفسه أشهرا طويلة مضت، وهذا أصعب ابتلاءاته، دقات قلبه كأنها طبول حرب، وَقِرَبُ الدموع المحبوسة مُذ أُخذَ، كأنها سدٌ يتصدع، يتجلد للشامتين يُريهم أنه لريب الدهر لا يتضعضعُ
 باسم المُحَيَّا يلج
فتصمد الزوجة مودةً، وتبكي الأم رحمة، وتنحب البراءة باكية
 ويح زجاج عنابر الزيارة
 ويحه ... كم كتم خلفه هدير مشاعر صاخبة
 ويحه ... كم خدعه بأنه صابر
 يتمنى أن كل  زجاج الأرض بين يديه يتقي به الربيع
 فقد اعتاد الخريف  مُذ عُزل
ولا قبل له بالزهراء وقد حضنها بين ذراعيه، يتماسك، وأعين الشُرَطِ التي كانت تراقب الربيع خوف أن يمرر له من خارج السجن زهرة ، وتطيل النظر إليه  مهابة  أن يُضيىء للظلام خارج السجن شمعة ، بكت، بكت وهي تنظر الابنة بين ذراعي الوالد، الجمع يذرف الدمع بسجانيه ومسجونيه وزائريه، صمد وصمدت الزوجة، إلإ أن ترقرق الدمع في عينيها وضعه على الحافة، فكاد ينهار، وكيف له ذلك، وهو الشجرة وهم المستظلون، وكيف للروح  أن  تطوف بالجسد إن  سقط، وكيف لمن تحت قدميها جنات السموات والأرض أن تطمئن إن تَصَدَّع
كظم وكادت عيونه تَبْيَضّ ... فأمسك
فتنزلت رحمة السماء
 وعبر القنطرة
 حدث في 28/5/2016
وكتب في 8/1/2018



الجمعة، 19 يناير 2018

كل أصفر فيه أزعر


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
(كل أصفر فيه أزعر)



أصابعه المرتعشة ربما تسعفه في هذا السن المُتأخر على قيادة سيارة التكسي، وربما تساعده على تدبر أموره الشخصية، والأكيد أنه استطاع بها مداعبة شعر بُنيته الصغيرة، آخر العنقود بعد تزويج ثلاث قبلها، وأربعة أولاد دَرَّسَ بعضهم ومنهم من ينتظر، لكنها لم ولن تسعفه كما قدراته الذهنية؛ في استخدام تطبيقات التكسي الذكي، التي لا زال ابنه الأصغر يُعلمه عليها مذ ظللت أوبر وكريم بكرمهما عِلْيَة القوم، فأمطرتهم بثروة جديدة، تضيف رقما جديدا إلى الملايين التي لم تعرف طريقها إلى رعاع الناس وعامتهم قط.
كان يُصانع أهله أنه أتقن استخدام التطبيق المتجدد، مُطمئنا إياهم بمواكبته لسنة الحياة في تطورها وتبدلها؛ وأنه لا زال قادرا على توفير حياة كريمة، في حدها الأدنى كالأيام الخوالي، ولكن قلقهم عليه وتفتيشهم وراءه، كشف كذبته البيضاء، بعد أن ذهبت طلباتهم إياه عبر التطبيق الذكي إلى غياهب النسيان، ولم تقنعهم تسويغاته بانتهاء شحن الخلوي أو ضعف شبكة الاتصال.
تذكر أباه الذي حلَّت به الأيام مكانه، مبررا لنفسه؛ مضيفا إلى ترسانة مصطلحاته التي يُنَظِّرُ بها على ركابه، حكمة جديدة : (اللي قبع قبع واللي ربع ربع) وأنه (ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع)، سنة الله في خلقه.
كان يُدرك سُّنَّةَ تبدل الحياة وغدرها منذ نعومة أظفاره، يوم رأى عجز محراث أبيه أمام تقدم التركتور الباهر، وصمم حينها -كما الأبناء دوما -  مواكبة الحياة والتطور بخلاف أبيه. تلكم الحياة التي لا زالت بتسارعها تخذل الأجيال جيلا بعد جيل، تستمر ويفنون، تتكابر ويتصاغرون، صارخة في وجوههم أنهم ما أُوتوا من العلم إلا قليلا، وأن الله سيجعل لهم من بعض قوتهم ضعفا وشيبة.
ما أن يركب سيارته بعيدا عن أعين أبنائه، حتى يُلقى الهاتف النقال جانبا كأنه رجس، ويمارس ما اعتاد عليه أربعة عقود مضت، يلتقط الزبائن عن قارعة الطريق، يجدهم أحيانا، ويفقدهم أحايين، يركب معه العاقل والمجنون، ويُقل بسيارته الطيب والخبيث، ويغض البصر عن العفيفة والسافرة، فكان أعلم الناس بالناس، لكثرة ما خبر من طباعهم وعلم من أحوالهم، فما سائق التكسي إلا مرآة أنفسهم ، فمنهم الحسن ومنهم القبيح.
مضت الأيام وارتعشت الشفاه، فما عاد يفيض بها على الركاب من حِكَمِهِ، فعلق بما أرتعش من أصابعه على زجاج سيارته الصفراء معزوفته الآخيرة، قول الحبيب صلى الله عليه وسلم :
"قَرَصَتْ نَمْلَةٌ نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ، فَأَمَرَ بِقَرْيَةِ النَّمْلِ، فَأُحْرِقَتْ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: أَنْ قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ أَحْرَقْتَ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ تُسَبِّحُ"
19/1/2018





الخميس، 11 يناير 2018

فأحسن لقاءها




تاقت نفسه إليها، توق الطيور المُهاجرة إلى أعشاشها، خيطٌ أثيري لا ينفك يُلازم الطيور ويُلازمهُ، يمتد لآلاف الأميال يشدُّها إلى مسقط رأسها، وكما سيُعيده ذاك الخيط يوما، تعود الطيور بعد أن تقضي وطرها بعيدا عن مُبتدئها ومُنتهاها، فما هجرتها إلا استراحة مسافر استظل ثم مضى، وهو مُستظلٌ بعدُ، وما مضى.
كان الناس ينظرون الشروق، واعتاد هو مذ أبصر، أن يُعطي الشمس ظهره كل صباح، يتسلل من بينهم تسلل مُخفي العبرات أن ينتهك أحدٌ حرمتها، وما أن يفصله عن رق الأصدقاء بون، وعن صخب الكون شط، حتى يختلي بشجرته التي كان يُظلها صغيرا، فأمست تُظله كبيرا، سقاها دهرا دموع عينيه، ورعاها زمنا كد يديه، يُيَمِّمُ وجهه غربا، يجلس في حضن شجرته التي مهدتها سنون، ويَنعمُ بأُنسها الذي نسجته شُجون.
يُطيل النظر كل صباح، علها تأتيه من يومه أو غده، ورغم بعد الشقة، إلا أنه مدَّ أمله فسيحا في انتظارها، سَميرتهُ شجرتهُ، صَلُبَ عودهما تناغما، وأينع عطاءهما توافقا، فظللت أوراقها المستظلين، وروى هو بماءه العابرين، فكانا رفيقا درب وشريكا مصير.
لم يلتفت لتعدد الأراء في وصفها، وأيقن أنها الكمال، كتمام البدر في سطوعه، هم؛ في غيهم لا يرون فيها إلا شق قمر مظلم، ونصف كأس فارغ، فهابوها وخافوها، وبأقذع الأوصاف ذموها،  امرأة سوداء ناشرة شعرها تولول، تحثو التراب على رأسها، إلا أنه نظر إلى نصف كأسها الممتلئ، فرأى منها حسناً وبهاءً، تنشر البهجة والسرور في قلوب محبيها ، فأحبها حب المجنون ليلاه؛ وكرهوها. أدام ذكرها؛ وتناسوها. ورغم لهفة الانتظار وطول السهاد، هاب لقاءها، فكان بين كل انتظار صباحي وانتظار، يكد ويتعب في تحصيل مهرها، علَّها يوم اللقاء ترضى.
وفي الموعد المضروب مُنذ الأزل، صباحا تحت ظل شجرته، وقف مشدوه العيون شاخص البصر، لقد جاءت، آه لقد حضرت، ويل الغافلين لقد أزفت، وغُلِّقَتْ الأبواب دون رضاها، جاءت كما في الكتب، وأقبلت في موكب مهيب كما الحكايات
 أشرقت عليه الشمس من مغربها
سجد بين يدي خالقها
وقدم مهره
خالص توحيد وحسن ظن بالله
إنه اليوم الذي لا يظلم الله فيه أحدا
إنها القيامة الكبرى
وقد أحسن لقاءها
11/1/2018

الأربعاء، 3 يناير 2018

أنتم كالدجاج



بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أنتم كالدجاج



قالت الفلسفة إن الوعظ المباشر لا ينفع ... تكرم عينكم، سألف وأدور
أما بعد
لست أدري لما كل الناس ضدي ! مع إنه ممنوع التسلط كما تعلمنا في لعبة (الزقيطة)، أيعقل أن هناك مؤامرة كونية تتقصدني !! تهمة جديدة هذه المرة، ليست من الأفاضل القراء، ولا الحكومة، ولا حتى من محكمة أمن الدولة، بل هي من أولادي فلذات كبدي، يا حيف على التربية التي ربيتهم إياها ...
 أنتم كالدجاج ... تهمة الأولاد لي ولأم طارق.
 ول مرة واحدة !!
على رسلكم، لا تذهبوا بعيدا، فالتهمة لا تخص موضوع الشجاعة والإقدام، ودليلي أني ذات يوم عندما كنت مسؤول الاتجاه الإسلامي في الجامعة الأردنية، وقدمت خطة العمل بين يدي المكتب التنفيذي للجماعة، تدخل أمين السر قبل عرضي للخطة قائلا : تفضل اتلُ بيان مجلس الثورة. فقد كانت خططنا دائما ثورية شجاعة، مما حدا بالمكتب التنفيذي أن يرسل إلينا قائمة بالممنوعات، وصلت لقرابة الثلاثين ممنوعا، منها : ممنوع تنزيل مواد إعلامية على موقع الكتروني خاص بالاتجاه في الجامعة إلا بموافقة المكتب التنفيذي، مما يعني إعدام الموقع بلسان الحال، عادي فقد كان الانترنت حديثا في حقبة التسعينييات والشغلة جديدة علينا، لكن الذي لم أفهمة من أمين السر، هل قصد ثورة على الحركة الإسلامية أم على الحكومة، أما الحركة الإسلامية فقد أثبتت الأيام أنها أصبحت حركات، وأن حزب الجبهة أصبح أحزابا، آخرها حزب جديد، بودِّي أن أفهم، ماذا يختلف عن الحزب الذي انشق قبله ؟!  ... إذا هم لا يحتاجون إلى ثورة، انتهينا، أما الحكومة فأنا رجل مسكين، لم أشارك في الربيع (أو الخريف سمه ما شئت) يوم أزهر في الأردن، بل راقبته على شاشة التلفاز، وأعظم ذنب ارتكبته ضد الحكومة، أني تحركشت برئيس الدرك في مسيرة ضد معاهدة وادي عربة قبل ألف سنة  (مشكلجي طول عمري)، فاعتقلني من دون الناس، واستضافتني الجهات الأمنية لمدة ثلاثة أيام ثم أطلقوا سراحي لمقارفة الثورة ... بس مش عارف ضد مين.
فتهمة (الدجاج) ليس لها علاقة بتاتا بموضوع الشجاعة والثورات، كما بينت أعلاه، إنما هي اتهام لي ولأم طارق أننا ننام مبكرا مثل الدجاج، وهنا يبرز سؤال المحللين السياسيين والإعلاميين الروتيني الممجوج :
لماذا التهمة الآن ؟
ومن المستفيد ؟
كان الليل يحل على أولادي وهم صغار بمجرد أن نغلق الأبجورات وينشر الظلام سدوله، فيستجيبوا لنا فورا بالذهاب إلى الفراش والنوم، معتقدين أن الحياة توقفت بالخارج، قبل أن يكتشفوا متأخرين أن الليل مرتبط بمغيب الشمس لا بالأبجورات، حتى أن أحد أولادي وهو صغير جاءنا مبشرا ونحن في العقبة ذات صيف، بعد أن تَفَلَّتَ من أيدينا وغادر الفندق عشاء، جاءنا مبشرا أن هناك أناسا يمشون في الشارع يحسبنا لا نعرف ذلك، فقد ظن المسكين أن الناس ينامون مثلنا بعد العشاء، فأسقط في أيدينا وأخبرناه الحقيقة ... نحن يا بُني ننام مثل الدجاج.
قبل أن أكمل وأصل إلى مرادي من المقال، هناك سؤال حَيَّرني : من قال أن الدجاج ينام مبكرا ؟ هل يوجد دليل علمي ؟ هل هناك دراسة بُنيت على عينة إحصائية ؟ ومن قال أن الدجاج ينام أصلا ؟ كل الذي نعرفه أن الديك يصيح مبكرا معلنا دخول وقت الفجر، فربما رسخ في عقولنا منذ فجر البشرية، أنا الإنسان لا يستيقظ مبكرا كالديك لصلاة الفجر إلا إذا نام مبكرا، ومن هنا ربما أتت إشاعة أن الدجاج ينام مبكرا.
جثوتُ وأم طارق أمام الولد على ركبنا واعترفنا بالحقيقة ، وأخبرناه أن من البشر من هو من الكائنات النهارية، وهي الكائنات التي تسعى دوما أن تكون في حراسة الله وذمته، إن هي حافظت على صلاة الفجر في المسجد، ومنهم من هو من الكائنات الليلية، أذكر منهم عميلا بعناهُ بضاعة، ظنناه نَصَّابا بعد أن اتصلنا به نهارا لمدة اسبوع كامل لأخذ مستحقاتنا المالية ولم يُجب، ولم نصل إليه إلا عندما أخبرنا حارس العمارة أن هذا الرجل من الكائنات الليلية يستيقظ الساعة الرابعة عصرا، فصَبَّحنا عليه مساء وأخذنا مستحقاتنا فورا، المهم ... صُدم الولد  وشعر أنه تعرض للتغرير، فقرر بعد أن كبُرَ أن يكون له حظا من الكائنات الليلية ... وهات قطبها.
سأدخل في الموضوع ... بلا فلسفة بلا هم
قوموا صلوا الفجر جماعة في المسجد يا إخوان، هذه حبكة المقال، لازم الواحد يلف ويدور حتى يصل إلى مراده، هذه المرة سأعظ بشكل مباشر، ولن أقول ما بال أقوام لا يصلون الفجر في المسجد، وتمر عليهم أشهر لا يسمع الله دعاءهم في المسجد فجرا، وقد حُرموا "...قُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا" ، بل أقول لك أنت بعينك يا فلان، لماذا لا تصلي الفجر في المسجد، لا تتلفت يمينا وشمالا، أنت المقصود ما غيرك، مبسوط على حالك أنك من الكائنات الليلية، وقد بال الشيطان في أذنك، كيف لك طاقة أن تخرج من ذمة الله أشهرا وسنوات ... حرام عليك !!
روى البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقِيلَ: مَا زَالَ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحَ، مَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ، فَقَالَ: (ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ).
وروى مسلم  عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَن صَلَّى الصُّبحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ ، فَلا يَطلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ فَيُدرِكَهُ فَيَكُبَّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ).
قال النووي في "شرح مسلم" :" الذِّمَّة هنا : الضمان ، وقيل الأمان .
يا أخي باختصار، بلاش تخميج بالفرشة، خذ بالأسباب ونام بكير كالدجاج واستيقظ زي العالم والناس
فخالقك يستحق منك أكثر من ذلك
تصبحون على خير
3/1/2018