السبت، 26 أكتوبر 2024

مراجعة الدكتورة هدى أبو غنيمة لرواية قمر حران

 مراجعة لطيفة للفاضلة الدكتورة هدى أبو غنيمة  لرواية قمر حران:


مساء الخير استاذ نا الكريم 

عذرا لأني تاخرت في التعليق على كتابك المهم الشيخ والسلطان, لقد اضاف لي هذا الكتاب معلومات مهمة جدا وكتب بلغة ادبية راقية وعمق معلوماتي عن تلك المرحلة لاسيما اني رايت فيه ما أوصلنا الى هذه المرحلة العصيبة كأن حاضرنا امتداد لماضينا وكأن صوت الشيخ وزهده بالمكاسب المادية وزينة الدنيا هو الصوت الذي نحتاجه اليوم ووجدت فيه ربطا جميلا بين السطور بين الماضي والحاضر.

تبدو هذه الرواية باحداثها وبنائها أيماء لما يجب ان يكون عليه الحاضر ونحن نواجه تترا جددا في زمن تفككت فيه الامة واظلمت افاقها وتكاثر اعداؤها . 

هي حالة تكررت في التاريخ .لايعيد التاريخ نفسه كما اعتدنا ان نردد، بل البشر هم الذين يكررون الأخطاء حينما يفقدون اليقين وتفتنهم مكاسب الحياة المادية .

تبدو الرواية منذ بدايتها وحتى نهايتها رغم تعاقب الدول التي حكمت بلاد الشام ومصر ورغم تعاقب المذاهب مثل جماهير تتفرج على متصوفين زاهدين بالدنيا ومكاسبها ليضيء بناء الرواية قمر حران نسبة الى مكان ولادته ونشأته في زمن تعرضت فيه الامة الى الخطر .

ومضت احداث الرواية التي اظهرت علاقة ابن تيمية بالسلاطين ليكون هو الشخصية الرئيسة في الرواية. لم يكن معاديا للسلاطين بل هو السلطة التي تحميهم وتحمي وجودهم في الحكم لم يخش في قول الحق لومة لائم رغم الأخطار المحيطة به ولم يكن يتردد في مواجهة حساده من البطانة الفاسدة من المتقنعين بقناع الدين ،ولم يعتزل الحياة العامة و دوره في تقريب حاجات العامة وحقوقهم من السلطان ،فجسد العلم بالحكم والشيخ بالسلطان لتخرج الارض كنوزها بالعدل والعمران كسالف ايام حكم الأنبياء عليهم افضل الصلاة والسلام.

 كان فارسا في ميادين القتال كما هو في ميادين الحياة والعلم ليصبح محط انظار السلاطين والعامة .لكن تجاذبات السلطة والعلم رغم قدرة الشيخ ابن تيمية على ضبط ايقاعها لاسيما والامة تتعرض للاخطار لم تثنه عن اختيار البقاء في السجن وتلبية نداء العلم زاهدا في ضبط ذلك الايقاع بين الشيخ والسلطة . 

ليبقى قمر حران الشيخ ابن تيمية بما يمثله من زهد بمتع الدنيا وصدق الأيمان بربه هو القمر المضيء في ليل الامة.

٢٦/١٠/٢٠٢٤

الاثنين، 21 أكتوبر 2024

مقاول في فرع فلسطين

مقاول في فرع فلسطين



المقاول: حضرتي المهندس ليث التل الشريك في شركة مقاولات كهروميكانيكية ولله الملك وحده.

فرع فلسطين: أشهر وأخطر فرع للمخابرات السورية، الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود.

وحسب قانون فرعون (بحد ذاته) فإن المساءلة القانونية تسقط بالتقادم وقيل بعد مرور عشر سنوات، لذا عاد موسى عليه السلام إلى مصر بعد عشر سنوات من قتله للمصري يوم وكزه فخرّ صريعا ولم يُحاسبه فرعون عن ذلك بل جادله وسمع منه، وأنا ها هنا أرفع الغطاء عن أحداث مرّ عليها أكثر من عشرين سنة.

أتذكرون مقالي "ليث التل في ضيافة قناة المنار" حيث ذكرت فيه أنني زهدت بما عند حزب الله ومحور الممانعة من مكتسبات، أصبحت بعدها عدوا لسوريا الأسد (جند الشام حسب البعض) وسُجنتُ في فرع فلسطين مدة من الزمن بسبب ضياع جواز سفري في دمشق (وشويّة شغلات تانية)، ثم تطورت الأمور فأصبحت من الممنوعين من دخول سوريا.

تم تسريب ونشر قوائم الممنوعين من دخول سوريا إبان الثورة السورية بعد عام 2011 ، وكانت القاصمة لي إذ مُنعتُ من زيارة الشام التي أحب، وحلب وحمص وحماة التي تناولت في ربوعها أشهى المأكولات على ضفاف نهر العاصي ونواعيره الشامخة، فلا غوطة بعد اليوم ولا سوق الصالحية ولا الحميدية الذي ينتهي بمسجد العظماء من بني أمية الذين قال عنهم ابن كثير في البداية والنهاية أنه لا يوجد فضل لآل بيت بعد الأنبياء على البشرية كفضل بني أمية، ولم يعد بالإمكان زيارة مطعم السيران على طريق مطار دمشق، وهو غير مطعم السيران في شارع وصفي التل الذي أصبح اسمه فيما بعد مطعم النيران.

شكلي استرسلت ونسيت أني أكتب مقالا لا رواية أسبر من خلاله إلى واقع أحداث اليوم أُمَرِّر فيه أفكاري دون أن يحسّ بي القرّاء المحترمون.

شو بدنا بطولة السالفة، حاولت زيارة دمشق بعد تلكم الحادثة بسنوات في موسم عيد الفطر بعد أن وعدتني الواسطة أن اسمي تم شطبه عن الحدود السورية كما فعلوا مع أبي المرحوم إن شاء الله طارق التل يوم زارها كنقيب للمهندسين الزراعيين بعد أن شُطب اسمه عن الحدود.

أمّا عيلة من قاع الكيلة، كلنا مشكلجية أنا وأبوي وعمي وخالي وما خفي أعظم، شكلها الشغلة بالجينات، الله أعلم!! المهم زبطت مع أبي ولم تزبط معي يوم أخذت أم طارق وأولادي الصغار لزيارة دمشق وحجزنا شاليه في الغوطة مع مسبح متواضع أبو شبر ونص، قدمت جواز سفري إلى موظف جوازات الحدود السورية فأدخل اسمي إلى الكمبيوتر ثم رفع رأسه وقال باللهجة السورية "فاكر تُزْرُء بالزحمة" وطردني من الشام، شام النصيريين لا شام الإسلام والمسلمين، أخذت الجواز بأسرع ما يمكن وهربت، لأنه إذا غيّر الزلمة رأيه فسأختفي كما اختفى مئات الأردنيين ومئات آلاف السوريين في سجون سوريا الأسد، ركبت السيارة ونزلت دغري إلى العقبة مع أم طارق والأولاد حيث الأمن والأمان، وتذكرت قصة صديق قديم كان يعمل مع الفصائل الفلسطينية في سوريا قبل عقود ، حدثني أن زوجة صديقه اتصلت به حينها وقالت له أن المخابرات السورية أخذت زوجها، فلم يتأخر ولم يتردد وأخذ جواز سفره وهرب من بيته في دمشق والذي حضرت إليه المخابرات السورية بعد مغادرته بدقائق، وتوجه إلى الأردن فورا رغم أنه من المطلوبين للحكومة هناك، استُدعي للتحقيق ثم أُطلق سراحه في الأردن، أما صاحبه فقد خرج من سجن فرع فلسطين بعد أكثر من عشرين سنة.

ذهبت للعقبة؛ وبعد تلك الزيارة بسنوات حين نُشرت قوائم الممنوعين من دخول سوريا اكتشفت أن اسمي لم يرد في القائمة لمرّة واحدة بل ورد في مرّتين، المرة الأولى الوارد ذكرها أعلاه والثانية يبدو أنها من وشايات الذباب الإلكتروني لشبيحة قاسم سليماني حين أعلنت عليهم بعد احتلالهم لسوريا وقتل خيرة رجالها واغتصاب نسائها وتهجير شعبها وتغيير دينها، أعلنت عليهم حربا الكترونية شعواء يذكرها أصدقائي القدامى على الفيس بوك، مما يعني بالضرورة أني إذا أردت أن أدخل سوريا يجب أن (أدوبل الواسطة) يعني يجب أن أحصل على كرتين لغوار الطوشة، وبسبب استحالة ذلك قررت الاكتفاء بأكل المشاوي من مطعم النيران في شارع الجاردنز دون مطعم السيران في دمشق، واتشحشط في زي وعجلون بدل الغوطة والزبداني.

تفكرت وأنا في فرع فلسطين بالإخوان المسلمين الذين تم قتلهم بين هذه الجدران في ثمانينات القرن الماضي وبالحرائر اللواتي كنّ في مهجع بالقرب من مهجع الرجال نسمع بكائهنّ  وتضرعهنّ إلى الله أن ينتقم من زبانية (جند الشام) المزعومين في سوريا الأسد، رأيت هناك من جُنّ أمامي من شدة التعذيب وسمعت صرير أبواب السماء يوم فتحت في دعاء المظلومين الذين ليس بينهم وبين الله حجاب.

أيعقل أنّ هؤلاء هم جند الشام الوارد ذكرهم في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "سيصير الأمر إلى أن تكون جنود مجندة: جند بالشام، وجند باليمن، وجند بالعراق. فقال ابن حوالة: خر لي يا رسول الله إن أدركت ذلك، فقال: عليك بالشام، فإنها خيرة الله من أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده، فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا من غُدرِكم فإن الله توكل لي بالشام وأهله." وصححه الحاكم والذهبي؟

أيعقل أنّ حارق المسلمين وهم أحياء (أبو عزرائيل) في العراق هو من جند العراق الذين مدحهم رسولنا الصادق الكريم!!

أيعقل أن رسولنا يقول عن طاعنه في عرضه وفي أحب الناس إليه أمّنا أم المؤمنين الطاهرة المطهرة عائشة رضي الله عنها أنه من جند اليمن الوارد ذكرهم في الحديث!!!

إنّ رسول الله إذا لكاذب (وحاشا له) أو أنّ من يصفهم بذلك هو الكاذب ما لم يتب ويتراجع، وأن التحالف معهم كان خطأ من اليوم الأول، وإن لم يكن ما سبق كافٍ لإدراك الحقيقة وسبيل النصر (وهو كذلك) فخذلان إيران لأهل غزة الآن وتركهم يموتون كاف لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، حال إيران في هذا الأمر كباقي الدول العربية إلا إنّ إيران تلعلع أكثر بالصواريخ الفارغة وبالحناجر الممتلئة سُمّا في العسل.

أيعقل يا قوم أن من يدفن مسلما حيا في الشام يطالبه بقول "لا إله إلا بشار" وهو يكرر" لا إله إلا الله" يلقاه عليها، أيعقل أن يكون هو من جند الشام؟

 لا وألف لا وإن احمرّت أنوف وانتفخت أوداج.

يا حسرة على فلسطين كم تاجر بها محور إيران وتاجر بها نظام الأسد، بل ويُسمّي أعتى سجونه باسمها "فرع فلسطين"

ثم يقولون لك:

"ليس وقته يا صهيوني يا خائن يا ضيق الأفق يا متطرف يا ... " إلى آخره من الكليشيهات والتهم المُعلّبة.

ومن قال لكم أنكم أحرص -على تحرير فلسطين الحبيبة وقتال الصهاينة وتخليص أهلنا في غزة مما هم فيه- ممن يوافق على ما ذكر أعلاه ؟!

بل هي أسباب الله الشرعية والكونية لن ننتصر من دونها ولو وقف معنا ألف حلف إيراني ومجوسي

شاء من شاء وأبى من أبى

فراوي حديث "جند الشام" أعلاه بأبي وأمي هو عليه أفضل الصلاة والسلام قال أيضا:

" بُعِثتُ بين يدي الساعةِ بالسَّيفِ، حتى يُعبَدَ اللهُ تعالى وحده لا شريكَ له، و جُعِلَ رِزْقي تحت ظِلِّ رُمْحي، وجُعِلَ الذُّلُّ و الصَّغارُ على من خالفَ أمري، و من تشبَّه بقومٍ فهو منهم"

فاستظلوا برماحكم لا بصواريخ إيران 

يا هداكم الله

وكتبه ليث التل

21/10/2024