كان لزاما عليّ أختيار هذا العنوان لأن أم طارق تقرأ العنوان فقط وحين أسألها عن قراءة مقالاتي تضحك عليّ -كالعادة- وتقول لي أنها قرأتها وهي لا تقرأ إلا العناوين والمقدمات وحُجَّتها أنها متفرغة للعلم تدرس الفقه الحنبلي أون لاين، لدرجة أني أسميتها مؤخرا "بنت العقاد الحنبلية". المهم فالمقال ليس عن فوز المغرب على إسبانيا كما يبدو من الوهلة الأولى إنما هو انتقام من أم طارق التي اتهمتني مؤخرا أن مشاهدة المباريات معي ممل مقارنة بحضورها مع ابني عماد الذي تصفه أم طارق دائما بأن (النور يخرج من وجهه) وأنه يضفي نكهة خاصة بإضافة معلومات عن اللعبة واللّعيبة والأرقام والأندية، أما أنا فتتهمني أم طارق أني طوال المبارة ببهدلها بسبب مرورها المتكرر أمام الشاشة وأني لا أشجع اللعب النظيف بل أشجع المنتخبات بناء على الولاء والبراء حتى أنها كسرت عيني يوم اكتشفت أن نسبة المسلمين في غانا 12% فقط وأنا من الصبح قاعد بحضهم على تشجيع غانا باعتبارهم إخواننا المسلمين وأخواتنا المسلمات.
أريد حلا، فأم طارق تعتقد أني ممل بينما الحقيقة أن حضور المباريات معها (بجلط) فمعلوماتها الكروية في الحضيض رغم أنها كانت تشجع منتخب ألمانيا أيام (كارل هانز رومينغة) عندما كان التلفزيون الأردني يبث جميع مباريات كأس العالم عام 1982 مجانا واكتشفتُ ذلك متأخرا بعد الزواج، فأنا برازيلي أبا عن جد مع أن والدي لم يحضر أي مبارة بحياته بل كان في صغره يلعب (القفز بالزانة) ولا علاقة له بكرة القدم لا من قريب ولا من بعيد رحمه الله رحمة واسعة، ولو كنت أعلم أنها ألمانية لاشترَّطتُ عليها في عقد الزواج أن تشجع البرازيل، لكن لا مشكلة فلا اعتقد أن هناك من يشجع ألمانيا الآن بعد عملتها السوداء في المونديال يوم أغلقوا أفواههم وفتحوا أشياء أخرى فركلتهم اليابان حيث فتحوا وأخرجتهم من المونديال.
قال إيش، أم طارق قبل البارحة تسألني في مبارة البرازيل مع كوريا الشمالية ليش مدرب البرازيل ما دَخَّل (مسِّي) في التشكيلة الأساسية، بالله عليكم شو أجاوب ؟ ولما ألغى الحكم هدفا في مباراة سابقة نطت أم طارق وقالت أن سبب إلغاء الهدف هو التسلسل!! أي تسلسل يا أم طارق ؟ التسلسل الإداري أم تسلسل الهرم الغذائي! اسمه تسلل يا بنت الحلال لولا أني أصلع لشددت شعر رأسي ... قال تسلسل قال.
أما خبرتها بأسماء اللَّعيبة فحدث ولا حرج ف(نيمار) البرازيلي تسميه أم طارق (مينمار) شكلها بعدما درست الفقه الحنبلي أصابتها عدوى الولاء والبراء وأصبحت تتعاطف مع المسلمين في مينمار الذين يكفيهم القليل من أموال المسلمين في الخليج لكي يعيشوا عيشة البشر العاديين، أما المُعَلِّقين الرياضيين أمثال يوسف الشوالي والشبيح حفيظ الدراجي اللذين يتكلمون عن كل شيء في الدنيا إلا الفلوجة والموصل والباغوز والغوطة وداريا فأم طارق تعتقد أنه يتم تبديلهم في المباراة كما يتم تبديل اللَّعيبة.
أريد حلا
شو رأيكم أتزوج عليها واحدة تشجع البرازيل وخبيرة بكأس العالم مثلا !
أم انتظر انتصار المغرب على البرتغال في مبارة ربع النهائي واستعادة الأندلس كاملة بعد وقعة إسبانيا وشراء جارية كروية محترفة عند رواج سوقهنّ بعد الفتح الإسلامي لتنشد لي كل صباح موشحة
جادَكَ الغيْثُ إذا الغيْثُ هَمى
يا زَمانَ الوصْلِ بالأندَلُسِ
لمْ يكُنْ وصْلُكَ إلاّ حُلُما
في الكَرَى أو خِلسَةَ المُخْتَلِسِ
علما أن هذا الموضوع (الزيجة الثانية والجواري) لا يثير حفيظة أم طارق كما يثير حفيظة ابنتها فاطمة (بنت التل الحنبلية) وقد أسميتها بذلك لأني أسمع معها هذه الأيام سيرة الأمام أحمد بن حنبل فأصبحت (بنت التل الحنبلية) بنت (بنت العقاد الحنبلية) ... أمّا عيلة عجبة.
وبنت التل هذه تتخصّر لي كلما جبت سيرة الزواج الثاني أو الجواري، مع أني مش عارف شو دخلها؟ إذا أمها راضية وما عندها مانع، وللعلم فمعلومات (بنت التل الحنبلية) الرياضية أفضل من معلومات (بنت العقاد الحنبلية) بأشواط وطول نهارنا نطردها من غرفة الجلوس حيث نشاهد المباريات لتعود لغرفتها وتدرس فهي طالبة توجيهي نجيبة مع بعض الميول الكروية.
ربما تنتصر المغرب على البرتغال وتحرر بذلك كامل الأندلس وربما تفوز بكأس العالم ولا تذر بيت مدر ولا وبر إلا وأدخلت إليه السرور وما هي إلا أيام وتنتهي السكرة وتأتي الفكرة. سكرة استضافة قطر لكأس العالم وسكرة الانتصارات الكروية لتأتي فكرة أننا لا زلنا نقع تحت نير اليهود في فلسطين ونير الروس والأمريكان وحلفهم الرافضي المقاوم الممانع في العراق وسوريا وأن مخيمات اللجوء منتشرة في كل مكان في بلادنا وأننا ما زلنا نُحكم بغير شرع الله وأن البنية التحتية التي كلفت 220 مليار دولار ستصبح مدينة خيالات ومدرجات أشباح تعوي فيها الذئاب مذللة للعوافي يجوب أثيرها خلاعة الشعوب وصلبان الأعلام وعري المشجعات ومفاتن المُحكِّمات تستجدي فنادقها النزلاء وترنو شوارعها إلى المارة كما تستجدي المخيمات الدفء والطعام وكما ترنو السجون إلى من يحررها
وكما الأرض
تشتاق إلى شريعة خالقها
ليث التل
7/12/2022