لم يترك الله عز وجل شيئا من مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم التي كانت خلاف الأولى (ولا أصفها بالخطأ أدبا مع الرسول) إلا وبينها قبل وفاته، كحادثة قتل الأسرى وحادثة ابن أم مكتوم وغيرها، حتى يتحقق بالتمام والكمال قول الله عز وجل "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ" وحتى لا يترك المجال لأنصاف المتعلمين التطاول على أحاديث الرسول الصحيحة قطعية الدلالة وقطعية الثبوت مخصصين المطلق من قوله عز وجل "وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ" نازعين صفة التقديس عن كلام الرسول في رقص - سيصل في يوم من الأيام إلى القرآن - أوله حنجلة.
ولو كان قول الرسول بالتداوي ببول الأبل من ذاك المخصص لبيّنه الله أو رسوله قبل أن يموت؛ كما بيّن موضوع تأبير النخل لأن كلامه وحي (بالنص) والدين مكتمل (بالنص).
إن الخلط الذي يحدثه أولئك في أفعال الرسول وأقواله وإقراراته مرده شك خفي وتضخيم للعقل غير منضبط، يتسللون به لواذا عن الرسول ويرفعون أصواتهم فوق صوته، بخلاف الصدّيق رضي الله عنه عندما عرضت عليه قريش خبر الإسراء والمعراج المتعارض مع العقل والمنطق والتجربة والبرهان فقال قولته الشهيرة
"إن قالها فقد صدق"
وشرب بول الإبل شفاء لما وصف له
لأن الرسول قاله
وإن قاله فقد صدق
رغم أنف من لم يصدق
لأنه لا ينطق عن الهوى
ولأن الدين اكتمل
ولأن إعمال العقل عند المؤمنين تم في مراحل مبكرة عندما آمنوا بعظمة الخالق بعد أن تفكروا ببديع صنعه فسلموا بكل ما جاء من عنده
والسلام
8/7/2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق