كيف تفتح الباب لابنك أن يكون لوطيّا ولابنتك أن تكون سحاقيّة؟
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
بغض النظر عن العنوان أعلاه، حقيقة لا أعرف لماذا يعتبرني البعض مستفزا في مقالاتي ومنشوراتي، مع أني بطبعي مسكين على البركة و(البسّة بتاكل عشاي)، هل هي وسائل التواصل التي تُجرِّئ الناس على الظهور بخلاف شخصياتهم الحقيقية؟ أم هو ضمان عدم التعرض للتشبيح والضرب بسبب الحواجز المكانية والزمانية وراء شاشات الهواتف والكمبيوترات، ومع ذلك فإنني بمجرد أن ألتقي مع معارفي في الحياة الحقيقية أرتعد خوفا من التعرض للتّنمر ، ورغم أن أبي رحمه الله ربّاني على القوة وصقل شخصيتي بالعلم والمعرفة وألقى بي في المخيمات الكشفية والمعسكرات الإخوانية (ما يروح فكركم لبعيد، فمعسكرات الإخوان ليست عسكرية بل هي تربوية فكرية بحتة، أزعم شغلة فيها هي حراسة الخيام من الضباع والخنازير البرية بعصاية قشاطة) رغم ذلك كله إلا أنّ شخصيتي بقيت ضعيفة، ولا زلت أتمترس وراء الفيس بوك لطرح مواضيع مستفزة كهذا المقال، وأرجو ممن لا يستطيح تحمل الاستفزاز الوارد فيه إن التقى بي مصادفة أن يناقشني بهدوء دون ضرب الله يرضى عليكم.
كيف تجعل ابنك لوطيا وابنتك سحاقية ؟؟
سؤال عادي لا بد من التعامل معه بجدية، فقد كنت قبل أيام أشاهد برنامج (في فلك الممنوع) على قناة الفرنسية 24 وقد استضافت فيه المذيعة الماجنة نسويّات ما بين مطلقة، وعانس، وأخرى تمارس الجنس مع من هب ودب (حسب اعترافها على الهواء مباشرة)، وذكرا (وليس رجلا) آخرا نَسَوياّ أكثر من النسويّات، ومع أن طرحهم كان شاذا في الدعوة إلى إسقاط مؤسسة الزواج والدعوة إلى العلاقات المفتوحة، مما سبب لي ارتفاعا في الضغط والسكري والكلسترول، ولم تجد محاولات أم طارق في تهدئتي بحجة أن هذه الآراء معزولة وشاذة، فأخبرتها بأنّ كل الأراء الشاذة التي سمعناها قبل عشرات السنوات أصبحت حاليا واقعا معاشا وقيما سائدة، والتسارع الحالي في هذا الانهيار ربما يصل من خمس سنوات إلى سنة واحدة ما بين طرح الفكرة الشاذة وبين تحولها إلى قيمة محترمة وسائدة.
فما أقلقني مما سمعته على برنامج (في فلك الممنوع) أنني بعد سنوات معدودة لن أستطيع إنكاره على الفيس بوك، وسيخرج لي من يقول أنت متطرف صاحب فكر داعشي وهكذا دواليك في كل نواحي الحياة دينية كانت أم سياسية أو اجتماعية.
كنت سابقا عضوا في ما يسمى (مطبخ سياسي) تابع لمركز دراسات مرخص على صلة بشكل أو آخر بحماس، وكان يُطرح علينا أفكار شاذة عن المشاركة في سلطة في ظل الاحتلال أو الدخول في انتخابات اعتبرها عبد العزيز الرنتيسي في حينها خيانة، وآراء أخرى كانت تقوم الدنيا ولا تقعد بمجرد طرحها للنقاش ما لبثت أن أصبحت سياسة رسمية فيما بعد.
أما في الشؤون الاجتماعية مثلا، كنا نعتبر خروج البنت للدراسة في أوروبا أو كندا وحدها كبيرة من الكبائر المُجمع عليها اجتماعيا ودينيا، أم الآن فإننا ناقش الأمر في جلساتنا نحن الإسلاميون كشيء عادي، ويا ويلك إذا انتقدت الفعل الذي يمارسه أغلب من حولك دون أن تهتز لهم شعرة.
وعلى صعيد آخر كنا نفصل الأفراد من تنظيم الإخوان في الجامعة إذا أصروا على التعامل المفتوح مع الطالبات دون ضوابط، وقد أصبحت اليوم العلاقات خوش بوش، وكنا نقيم المسيرات المستنكرة لمجرد زيارة وزير خارجية أمريكا للأردن، أما الآن فقد أصبحنا نحن الإسلاميون نشكل معهم وتحت ظل احتلالهم مجلس حكم ذاتي في العراق وغيرها منذ قيام قطر بدورها على أتم وجه بترويض الإسلام السياسي.
وكذلك الأمر مع الحجاب ولبس البنطال للفتيات وشرب الخمر عند البعض وحتى التعامل بالربا ... إلخ
وفي ظل كل ما سبق فإن السكوت عن أي قيمة خطيرة أو فكرة شاذة وافدة يتبعه كالعادة تبرير وتلطيف للكارثة إن كان الذي يمارسها من جماعتي أو من حزبي، وهو مما يجعلها في نفوس النشئ وعقول الأطفال الذين يسمعون نقاشها دون إنكار عوضا عن التبرير من قبل الآباء ومن قبل الشيوخ (حُرّاس الدين) ومن ثم سماعها مرارا وتكررا في وسائل التواصل الإجتماعي، فإن النتيجة بعد سنوات تكون معروفة سلفا.
وبما أن الخطر وصل إلى بلاد الحرمين مهبط الرسالة ومنبع الدين والذي تروج له هيئة الترفيه وما تبعه من تبريرات العلماء والشيوخ وأئمة الحرم، ووصل أخيرا إلى ترخيص جمعية للشواذ جنسيا (جمعية مختلف) في السعودية كما ورد على موقع الجمعية الرسمي، وبما أنك لا زلت من أتباع الغنوشي ولم تتبرأ منه وهو يصرح بالصوت والصورة وفي المقابلات مع الصحف الأوروبية أنه لا يُجرم الشذوذ الجنسي، كما سبقه في ذلك أردوغان صوتا وصورة، ولا زلت أنت بعينك تختلق له الأعذار تارة بالتدرج وأخرى بعدم القدرة والتمكين أو تحت عنوان الحرية الشخصية أو المقولة الكارثية (نحن دعاة لا قضاة) فلا ننكر منكرا ولا ننتقد مخالفا، أو كما فعل السلفي السابق صاحب البرنامج الساخر (جو شو) على قناة العربي وسمّاهم (العابرين جنسيا).
فاعلم أنك بذلك (بدون ضرب رجاء) تكون قد فتحت الباب لأولادك أن يكونوا شواذا ولبناتك أن يكنّ سحاقيات إن أرادوا ذلك ... في بضع سنين.
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد
ملاحظة بالنسبة لاستخدام كلمة (لوطي) فقد جرت تراجم العلماء على ذلك بهذا الاسم بلا نكير عندهم، ومنه :
1ـ ما أخرجه النسائي في الصغرى 3483- عن أبي نضرة ، عن ابن عباس ، أنه قال : في حد اللوطي ينظر أعلى بناء في القرية ، فيرمى به منكسا ، ثم يتبع الحجارة .
2ـ ما أخرجه البيهقي في الشعب
5222 - عن أبي جمرة قال : "اللواط في قوم لوط في النساء قبل أن يكون في الرجال بأربعين سنة "
2/1/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق