الأربعاء، 11 مارس 2020

فلفول صديق الجميع

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
فلفول صديق الجميع
فلفول هو الذي يظهر بالصورة المرفقة، وهو شخصية لطيفة ومحببة، أثار مؤخرا جدلا واسعا في أوساط المثقفين والكتاب، فقد تناولته الأقلام وسرحت به المُخيّلات ذات اليمن وذات الشمال، وقد اكتشفنا أنا وأم طارق من خلاله أن ابنتي فاطمة (التاسع "ج") تمتلك موهبة أدبية واعدة كانت سببا في إثارة الخلاف من جديد بيني وبين زوجتي بعد هدنة قصيرة على أثر مقالي (رجولة النسوية) الذي تكلمت فيه عن أوجه استخدم النسويات لعصاية القشاطة.
ملاحظة: (فلفول هو الشخص على يسار الصورة وليس على يمينها، ما تفضحونا مع ابني طارق الله يرضى عليكم، فقد تزوج حديثا وسافر بعيدا وأصبح زميلا بعد أن كان ابنا وبدناش نخربها معه)
كان محور الخلاف بيني وبين أم طارق (لبنى العقاد) يدور حول مواهب ابنتي الأدبية في المقال الذي كَتَبَتْهُ تحت عنوان "آه لو تدري" وكان مما قالت فيه: " ... وأخذت دموعي تتساقط على وجنتيّ فسألني فلفول: لما هذه الدموع؟ فقلت آه يا فلفول لو تدري كم أفتقده، أفتقد حنانه، واهتمامه بي،وسؤاله الدائم عني، فهو أقرب إخوتي - أي طارق - إلى نفسي، يصغي إليّ إذا تحدثت، ويربت على كتفي إذا تعثرت، ويغض الطرف عني إذا أخطأت ....". هل هذه المواهب موروثة عن آل التل أم عن آل العقاد ؟ 
أخذ كل واحد منا يفتخر بآبائه وأجداده الأدباء، افتخرت عليها أدبيا بمصطفى وهبي التل (عرار) فافتخرت عليّ بعباس محمود العقاد، بصراحة كَسْرَتْ عيني، بس أن بعرفها دايما بتلف وبدور معي، فذهبت إلى العم جوجل وسألته عن عباس محمود العقاد المصري فأجابني أن ليس له علاقة بعائلة العقاد الفلسطينية ذات الأصول اليافاويّة، لم تستلم كعادتها وأصبحت تفتخر عليّ بأن معدلها في الثانوية العامة أعلى من معدلي وأن لغتها العربية أقوى من لغتي وهي محقة بذلك، لكنها مع ذلك لم تُؤلف أي رواية واكتفت ببعض الخواطر (بيني وبينكم فقد سَرَقْتُ من خواطرها ما مجموعه ست صفحات ووضعتها في روايتي آخر الرجم ذات ال 272 صفحة، وكانتْ كلما قَرَأَتْ الرواية ومرّت على كلماتها المسروقة تتساءل " هذا الكلام مش غريب عليّ" وأنا أتلون بالأصفر والأحمر، وأعمل حالي مش سامع عندما تسأل عن دفتر خواطرها الذي خبأته في مكتبي بالعمل حتى لا تطالبني بجزء من حقوقها  بالنشر، استروا علينا الله يستر علكم) المهم بززتها بأني كاتب روايات ومقالات وهي ليس لها أي نتاج أدبي منشور، وأنّ فاطمة ورثت هذا الأدب عن آل التل وليس عن آل العقاد.
فاطمة كعادتها تقف بالمنتصف بيني وبين أمها، فقد أجابت معلمة اللغة العربية التي أعطت طالبات صفها نفس (الفلفول) بشحمه ولحمه ومايكروباته وفايروساته(إن شاء الله ما يكون في كورونا)، يتداولنه فيما بينهن لتكتب كل واحدة عنه موضوعا إنشائيا، فكتبت فاطمة عن مشاعرها وبثت أحزانها لفراق أخيها طارق لفلفول صديق الجميع، ومع أن فكرة المعلمة بديعة تحفز الطالبات وتخرج أحسن ما عندهن من أدب فيصبحن أديبات (لا نَوَرِيَّات مطلعين الشيب في رؤوس أمهاتهن)، إلا أن فلفولا واحدا لا يكفي وكان الأولى شراء فلافيل كثيرة وتوزيعها على الطالبات، فالصغار بهذا العمر أو أصغر قليلا يحبون صحبة الفلافيل والألعاب والكراكيب، فدائما ما تجد في حقائب المدرسة رأس لعبة مقطوع أو يد عروس مسلوخة ودبدوبا مقلعطا أو قطع ليجو متفرقة ... إلخ.
ضيعنا فلفول وين رحنا ؟؟  المهم فقد كانت إجابة فاطمة للمعلمة أن هذه المواهب (عَقَّاديَّة) كحل وسط حتى ما تزعل أمها، أما رواية آخر الرجم وكاتبها فالله لا يردهم.
ومع أني مدحت حب الأباء للبنات في روايتي حيث قلت "  كان التقاء شقَّيها محتوماً، فَكانت بُشرى حياته، نُسِجَ بعثها مُذ قال الودود الرحيم : "أَلست بربكم"، غَنَّت الورودُ لِقدومها، وعَطَّرت الأجواءَ أنفاسُها،  كانت منه بِمثابة الروح  من الجسد، وكان منها بِمثابة الشجر إلى الظل، وهل لِلروح  مستقرٌّ إلّم تطف بِجسدها ؟ وهل للأنام مُستظلٌ من كَدِّ الحياة إنْ فارق ظل الشمس شجرها ؟" ولكن كما يقول المثل:
"طب الجرة على ثمها بتطلع البنت لأمها"
بصراحة وبعد التجربة نحن الرجال  ليس لنا إلا صديق الطفولة سنان الذي قِيل فيه:
"سنان يا سنان يا خير الأصدقاء في ساحة الحلوين"
وسلامتكم
آه نسيت، هناك صديق علق اليوم على بوست كتبته عن بوتين وأردوغان وقال لي (قل موتوا بغيظكم)، بس مش عارف قصده أموت بغيظي من أردوغان أم من بوتين لأنه أنا من جماعة ماوكلي فتى الأدغال وسنان هذه الأيام وما إلي دخل بساندي بيل وكلبها أوليفر.
ليث التل
11/3/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق