الجمعة، 1 مايو 2020

بدنا نتجوز على العيد


بدنا نتجوز على العيد (أسطر في أم هارون وغريمها)
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
والدي طارق "علي نيازي" التل رحمه الله رحمة واسعة، ودعكم من قول الشاعر "ليس الفتى من قال كان أبي  إن الفتي من قال ها أنا ذا" فقد كان أبي وكان، وقد قررت أن أسبقه بما لم يجرؤ على فعله لأقول ها أنا ذا، كان أبي رحمه الله تعالى كأمين عام جامعة الدول العربية، تجتمع لديه الحشود من الأحفاد كل يوم خميس من كافة الأصول والمنابت، فالكبرى من أخواتي تزوجت من بنى حسن المفرق، والثانية من جنين، أما الثالثة التي جاءتها العروض من تركيا والبوسنة اختار لها أبي أن يكون أولادها (خلايلة)، نسبة للخليل لا خلايلة بنى حسن، والرابعة خُيِّرت بين المدن والبلدات فاختارت السلط، أما الخامسة فقد كان نصيبها من مأدبا، وختمت الأخيرة بالعودة  إلى الخليل ليكون لهم اليد الضاربة (اقتصاديا ولَكْنَةً) في جامعة دولنا العربية المصغرة. أما أخي فقد عاد إلى حيث أنشأ جدنا السابع ظاهر العمر دولته في شمال فلسطين، وتزوجت أنا ابن عروس الشمال إربد (عروس الشمال ليس لها علاقة بعرس الشمال الله يرضى عليكم) بابنة عروس فلسطين يافا، والله وكيلكم كنا نجتمع -ولا زلنا لولا توقف كورونا القسري- كل خميس لا نعلم من نشجع الوحدات أم الفيصلي، وكحل وسط قررنا جميعا تشجيع النادي الأهلي، ولم يكن تحزبنا إلا على ريال مدريد وبرشلونة لا نوالي ولا نعادي إلا على رونالدو وميسي.
إن قيمة الشيء في نفس الإنسان هي التي تحدد ضوابط تعامله معه، فمن كانت الدنيا أكبر همه كان قتاله عليها شرسا ومن كانت الآخرة همه ضبط سلوكه لنيلها، وقد بعث الله الرسل ب "دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا" فمن كان مرجع القيم عنده مضبوطا بالشرع فقد أوتي الحكمة "وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا"، ومن جعل عقله أو هواه أو رأيه مرجعه، فجعل الحسن ما رآه حسنا والقبيح ما رآه قبيحا فقد شابه إبليس إذ رآى نفسه أحق أن يُسجد له دون آدم عليه السلام، وبما أن الله لم يخلقنا عبثا ولم يتركنا هملا، فقد وَضَّح لنا قيمة كل شيء، فيُضْبَط بذلك ناموس الكون وقانونه الاجتماعي كي نحمل الأمانة على بيّنة وهدى.
إن أحط أنواع الولاء والترابط هو الذي بُني على أساس قطري أو إقليمي فتلك سجية المخلوقات في أسفل المملكة الحيوانية، حيث ينعدم العقل وتعمل البهيميّة، فقد توارثت الحياة والبشرية تجمع الحيوانات في قطعان حسب الفصيلة، فالإبل مع الإبل، والخراف مع الخراف لا يغيّرون سجيتهم منذ خُلقوا، فهم في تجمعهم على التسيير ساروا، لا اختيار لهم يرفعهم إلى مستوى الإنسان الذي كرمه الله بالعقل وجعله مخيّرا يختار عقيدته ويختار مصيره ومواقفه بنفسه، فإذا ما أعمل الإنسان عقله وتفكر في خلق الله وفي أمره اختار ولاءه للموحدين الذين عرفوا الله وعادى الكفار الذين جحدوا الله أو جحدوا أوامره ، وأما إن أعمل بهيميّته فإنه يختار التجمع والولاء على أساس الطين والدم في أمر لم يكن له فيه أي اختيار بل وُلِدَ عليه، فرد نفسه بذلك إلى أسفل سافلين، فالأول مكرم عند الله تعالى والثاني مُبعد مطرود، وهذا سر تكريم الله لبني آدم حين قال "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا"  فإذا وجدت من يزعم أنه من العلماء أو وجدت قوما أو جماعة أو فصيلا مقاتلا أو حزبا يزعم الصراط المستقيم ثم هو بلسان حاله يفرق بناء على الطين والدم، فاعلم أنه إلى البهيميّة أقرب، ولغرائز الحيوانات في سلوكه أنسب، فاغسل منه يداك ثم توضأ، ثم ابحث عمن جعل، أوثق عرى الإيمان نهجه ومسلكه، وعقد الولاء والبراء على التوحيد والاختيار لا على التسيير والإجبار، وهذا الذي سبق هو الذي جعل جامعتنا العربية المصغرة توالي بناء على اختيار اللعب النظيف بين مسي ورونالدو لا غيره.
شو هذه المحاضرة على وجه الصبح (لأني قاعد بكتب المقال صباحا وأم طارق نائمة) ، والله يا إخوان شو بدي أعمل، هذا الذي طلع معي، فقد قرأت صباحا ما يسمّ البدن ويرفع الضغط، فصارت يدي تحكني وما عرفت أنام.
لقد بعث الله رسالته في الجزيرة العربية واختار لها خيرة خلقة من قريش النبي العربي الهاشمي محمد صلى الله عليه وسلم، وكما كان في قريش وعرب الجزيرة من حارب الله ورسوله كأبي جهل والوليد بن مغيرة، فقد كان فيهم من نصر الله به الإسلام والمسلمين كأبي بكر وعمر، والجزيرة العربية اليوم كالجزيرة زمن الرسول فيها من هؤلاء وفيها من هؤلاء دأبها دأب كل الأمم منذ آدم عليه السلام، فيها الصالح وفيها الطالح، بل إننا هنا في بلاد الشام ندين لحملة الرسالة الأوائل بأنهم أخرجونا من الشرك إلى الإيمان، كنا نعبد إلها نزعم أن له ولدا يمشي في الأسواق ويأكل الطعام، مما يعني أنه يُخْرِجه بعد أن يمتلئ بطنه وينتفخ ككل البشر، حاشا لله هذا الانحدار في التفكير الذي اتخذه سكان بلاد الشام قرارا عقليا لا علاقة له بمكان ميلادهم أو مسقط رأسهم، فجاء من جزيرة العرب والحجاز من أخرجنا من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، فتمت علينا نعمة ربنا.
إن من اختار الكفر بالله ومن اختار الخيانة والوقوف مع العدو الإسرائيلي المحتل الكافر فإننا نبغضه على خيار عقله الحر لا بناء على ما سُيِّر عليه من مسقط رأسه، وأمثال هؤلاء كثير، ينتشرون مــــنَ الشّامِ لبغدان. ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ, إلى مِصــــرَ فتطوانِ، والعكس بالعكس مع الشرفاء والصادقين.
وبناء على هذه المقدمة الطللية (أي مقدمة صرت مخلص المقال)سأصل إلى لب الموضوع ومربط الفرس
بدنا نتجوز على العيد يا إخوان
سأخرج عن عباءة أبي، وأقول ها أنا ذا، كان والدي يفتخر ويقول أنّه هو وجدي تزوجوا (10) نساء، جدي تسعة ووالدي واحدة، وكنت أقول أنا على إثره، أني ووالدي وجدي تزوجنا (11) إمرأة، وقد آن الأوان أن أعلنها للناس كافة (دون أم طارق النائمة) أني وأبي وجدي تزوجنا (14) إمرأة، وبصراحة لست خائفا من أم طارق، فهي لا تقرأ الفيس بوك وتعتبره (بيئة) دون مستواها وتتابع تويتر وتعتبره (كلاسي) وأنا أنشر مقالاتي على الفيس بوك، فاطمئنوا أخوكم بأمان.
وبالنسبة للزوجة عفوا الزوجات الجدد، فإني أريد توسيع جامعة والدي العربية إلى أمم متحدة، فالكتالونية (بصفتي بشجع برشلونة) أو التركية أو الإيطالية (بلاش الإيطالية فالكورونا عندهم بِخَوِّفْ) خلينا على الألمانية فمريكل ضابطة الموضوع عندها، وبلاش التركية كمان لسببين، لأنها لو دخلت على صفحتي على الفيس بوك رح ترفض لحالها، وثانيا فقد تمرد جدي السابع ظاهر العمر على الدولة العثمانية وأقام دولته انطلاقا من صفد لتشمل شمال فلسطين وجنوب لبنان قبل أكثر من 200 سنة، فما أظنها توافق عليّ ،( عرفتوا ليش أنا ضد أردوغان، الشغلة بِدَمّي من سابع جد، يعني أنا كالمُسيّر فيها ولست مخيّرا) نرجع للموضوع، فإن كانت هذه الزوجة احترمت الاختيار الذي منحها الله واختارت الإيمان بالله الواحد ومناصرة قضايا المظلومين وعلى رأسها قضية فلسطين المحتلة فلا مانع لدي.
بس بشرط، الزواج يكون (مسيار) فأنا زلمة مفلس، بس بالمقابل فأنا حسن المعشر ودافئ اللسان، وما يغركم مقالاتي على الفيس بوك فالسياسة والدين غير الزيجة والبيت، وإذا مش مصدقين اسألوا أم طارق، لا لا تسألوها خليها (نايمة على ودانها) على تويتر مع النخب والسياسين والمفكرين، وأنا بوعد التي ترضى بي أن يكون مهرها رواية كما كتبت لأم طارق رواية آخر الرجم وقلت فيها "لقد كانت مصدر إلهامه وأحلامه وإليها أهدى كلماته"  بالإضافة إلى خاتم من حديد، الطلبات على الخاص فالعيد لم يبق له إلا ثلاثة أسابيع، وبدنا نتجوز على العيد، وكل شيء سيكون أون لاين عبر منصة خاصة.
ويا هذا الذي استفزني لكتابة هذه الكلمات، إن قبر نبينا صلى الله عليه وسلم في خير البقاع المدينة المنورة، عند الأنصار خير الناس، صالحهم صالح وطالحهم طالح، فالزم حدك.
ليث التل
الثامن من رمضان
1/5/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق