بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
بما أن الأصدقاء يشكون من طول مقالاتي فقد قررت كتابة مقال قصير، خاصة أنه أول يوم دوام للموظفين، وليس لديهم المتسع الكافي من الوقت للقراءة لانشغالهم بتنظيف مكاتبهم التي علاها الغبار منذ مؤامرة كورونا أو جائحة كورونا (حسب تركيبة عقلك).
أما بعد
فقد قررت ممارسة دور الأب المثالي في العيد وصعدت مع عماد وفاطمة إلى السطح من أجل تَطيير طيّارة ورقية، زعاما أمام الأولاد أني (أبو من طيّر الطيارات) لا يجارني بذلك حتى الكابتن سيف ابن الكابتن راضي التل يوم طار بطائرته وهبط بها هبوطه المشهود في مطار هيثرو لندن في أجواء عاصفة كأجواء أول أيام عيد الفطر التي قررت تحديها أنا والأولاد، تاركين أو بالأحرى تاركتنا أم طارق من أجل الاجتماع مع إخوانها على برنامج زووم (قال اجتماع عائلي قال) خلي الاجتماعات تنفعها.
وأرجو المعذرة على الأخطاء المطبعية فأنا من الجيل الذي يكتب بإصبع واحد على الكيبورد، وقد تضرر هذا الإصبع بسبب مرور الخيط المصيص عليه بسرعة فائقة أثناء عملية الطيران أدت لاحتراقه وعدم قدرته على أداء مهمته في الطباعة، أضف إلى ذلك صعوبات أخرى كعدم القدرة على تطيير الطيارة أصلا.
كنت أيام الحظر أُعيد السيد محمد (معلم السوبرماركت) إلى بيته كل يوم في جبل النصر، وأثناء نزولي بشارع الاستقلال باتجاه جسر النشا كنت أُشاهد مئات الطائرات الورقية كالنقط السوداء تغطي سماء عمان الشرقية، ظننتها للوهلة الأولى مركبات فضائية تغزو الأرض، فحسب القواعد الأصولية لنظرية المؤامرة الكونية، فكل ما يحدث حولك ممكن أن يكون مؤامرة، لن يكون أولها الغزو الفضائي لعمان الشرقية وليس آخرها مؤامرة كورونا التي بدأت تتضح معالمها الشيطانية، مرورا بحقن البشرية بشيبس الكترونية (مش ليز ودوريتوس) بحجة اللقاح من أجل السيطرة على العالم من قبل الحكومة الخفية التي نازعت سلطاتها (عند أصحاب نظرية المؤامرة) سلطة الحي القيوم عز وجل.
وبعد عرض هذه النظرية على الحقائق التي شاهدتها في شوارع جبل النصر، حيث الآباء الهاربين من سلطات الحكومات الخفية في بيوتهم إلى الشوارع مع الأبناء لتطيير الطائرات الورقية، أيقنت أنه ليس هناك أي غزو لعمان الشرقية رغم وجود الحكومات الخفية في كل بيت ينشرن الغسيل ويصنعن القطايف.
قررت نقل التجربة إلى عمان الغربية حيث يقضى الأبناء أغلب وقتهم على الببجي والكاونتر سترايك، فخرجت إلى السطح مع الأولاد تاركا الحكومة الخفية في البيت تحيك المؤامرات الكونية على برنامج الزووم، بس المشكلة مش هون يا إخوان، المشكلة إنه الطيارة مش راضية تطير، وأنا بصراحة انفضحت أمام فاطمة التي (زَرعتُ لها البحر مقاثي) عن تاريخ الطيران بالعائلة مستشهدا بالكابتن سيف ووالده الفاضل الكابتن راضي وببطولاتي وأنا صغير مع الطيران الورقي.
وين المشكلة مش عارف ؟؟!! كل ما تطير الطيارة شوي في السماء بتغز راس على اليمين كما في الفيديو المرفق، شو السبب برأيكم ؟ يمكن لأني يميني متطرف مثلا أو لأني طول عمري بكره اليسار واليساريين؟ لابد من حجة اقنع فيها فاطمة وعماد، عشان هيبتي على الأقل، وحتى تكمل الشغلة جاءت الحكومة الخفية (أم طارق) وأطلت برأسها من باب السطح، طبعا أن صار لوني أحمر وأصفر، لأنه بقدر أقنع الأولاد بالترغيب والترهيب أن عدم طيران الطائرة سببه مؤامرة كونية من محور المقاومة أو من محور الاعتدال لأني طول نهاري مستلمهم على الفيس بوك، أما أم طارق فهي (عارفة البير وعارف غطاه) شو بده يقنعها، المهم، الله سترنا ونزلت أم طارق بعد أن أطلت برأسها من الباب وعادت إلى الزووم، الله يطول اجتماعها العائلي حتى تزبط معنا ونطيّر الطيارة أو ما بقي من أشلائها.
وبعد دقائق عادت أم طارق ومعها عصاية القشاطة، بتفكروني بمزح، أقسم بالله إنه هذا الذي صار، فأنا قلت أكلنا هوا، يبدو أن الحكومة الخفية قررت شن حرب كونية على العبد الفقير المسخم، توجهتْ نحوي، وأنا صرت محتار هل استمر في تطير الطيارة التي كلما ارتفعت قليلا (غزت راس على اليمين) أم أواجه أم طارق التي أسرعت نحوي، وما أن وصلتني وهي بتلولح بالعصاية حتى تجاوزتني باتجاه مصرف المطر الذي أغلقته أوراق شجرة المجنونة (تظهر في الفيديو) وقامت بتنظيفه بعصاية القشاطة عن بعد حتى لا تبلل نفسها في بركة الماء التي تجمعت من أمطار أول أيام العيد، رحم الله من زرع شجرة المجنونة الساكن في البقيع في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والتسليم.
تنفست الصعداء فقد تخلصت من مؤامرة أم طارق الكونية التي كادت تفتك بي، وجلست أفكر بمؤامرة أخرى أُقنع فيها الأولاد وأبرر لهم سبب فشلي بتطير الطيارة، عادت بي الذاكرة لعشرين سنة مضت يوم طلب مني أحد قيادات الحركة الإسلامية (نائب حالي) أن ألقي كلمة الشباب في مهرجان تنظمه الحركة الإسلامية في ساحة المحطة الشهيرة، وتُعتبر هذه فرصة ذهبية للصعود والترقي أو (الطيران والتحليق) في سماء الجماهيرية والشهرة، وبعد تفكير طويل كتبت له أربع نقاط، وأخبرته أني على استعداد لإلقاء الكلمة (رغم أني لا أتقن الخطب والكلام في العامة) بشرط أن يسمحوا لي بالتكلم بالنقاط الأربعة المدونة على قصاصة الورق التي نظر إليها مُتأملا ووضعها في جيبه (وأظنه يحتفط بها لغاية الآن) قائلا: هذه المحاور تتجاوز سقوفنا وتخالف سياستنا، وهظاك يوم وهاظ يوم.
التفتُ إلى الأولاد وقلت لهم، إن عدم قدرتي على الطيران والتحليق سببه الذيل، فإن لم يكن للطائرة ذيل يهز ذات اليمن وذات الشمال فإنها لن تُحَلِّق وستبقى (تغز راس على اليمين).
اللهم اجعلني وإياكم من أهل اليمين
وتقبل الله طاعتكم وكل عام وأنتم بخير
ليث التل
ثالث أيام عيد الفطر من عام 1441 هجري
الموافق 26/5/2020
بما أن الأصدقاء يشكون من طول مقالاتي فقد قررت كتابة مقال قصير، خاصة أنه أول يوم دوام للموظفين، وليس لديهم المتسع الكافي من الوقت للقراءة لانشغالهم بتنظيف مكاتبهم التي علاها الغبار منذ مؤامرة كورونا أو جائحة كورونا (حسب تركيبة عقلك).
أما بعد
فقد قررت ممارسة دور الأب المثالي في العيد وصعدت مع عماد وفاطمة إلى السطح من أجل تَطيير طيّارة ورقية، زعاما أمام الأولاد أني (أبو من طيّر الطيارات) لا يجارني بذلك حتى الكابتن سيف ابن الكابتن راضي التل يوم طار بطائرته وهبط بها هبوطه المشهود في مطار هيثرو لندن في أجواء عاصفة كأجواء أول أيام عيد الفطر التي قررت تحديها أنا والأولاد، تاركين أو بالأحرى تاركتنا أم طارق من أجل الاجتماع مع إخوانها على برنامج زووم (قال اجتماع عائلي قال) خلي الاجتماعات تنفعها.
وأرجو المعذرة على الأخطاء المطبعية فأنا من الجيل الذي يكتب بإصبع واحد على الكيبورد، وقد تضرر هذا الإصبع بسبب مرور الخيط المصيص عليه بسرعة فائقة أثناء عملية الطيران أدت لاحتراقه وعدم قدرته على أداء مهمته في الطباعة، أضف إلى ذلك صعوبات أخرى كعدم القدرة على تطيير الطيارة أصلا.
كنت أيام الحظر أُعيد السيد محمد (معلم السوبرماركت) إلى بيته كل يوم في جبل النصر، وأثناء نزولي بشارع الاستقلال باتجاه جسر النشا كنت أُشاهد مئات الطائرات الورقية كالنقط السوداء تغطي سماء عمان الشرقية، ظننتها للوهلة الأولى مركبات فضائية تغزو الأرض، فحسب القواعد الأصولية لنظرية المؤامرة الكونية، فكل ما يحدث حولك ممكن أن يكون مؤامرة، لن يكون أولها الغزو الفضائي لعمان الشرقية وليس آخرها مؤامرة كورونا التي بدأت تتضح معالمها الشيطانية، مرورا بحقن البشرية بشيبس الكترونية (مش ليز ودوريتوس) بحجة اللقاح من أجل السيطرة على العالم من قبل الحكومة الخفية التي نازعت سلطاتها (عند أصحاب نظرية المؤامرة) سلطة الحي القيوم عز وجل.
وبعد عرض هذه النظرية على الحقائق التي شاهدتها في شوارع جبل النصر، حيث الآباء الهاربين من سلطات الحكومات الخفية في بيوتهم إلى الشوارع مع الأبناء لتطيير الطائرات الورقية، أيقنت أنه ليس هناك أي غزو لعمان الشرقية رغم وجود الحكومات الخفية في كل بيت ينشرن الغسيل ويصنعن القطايف.
قررت نقل التجربة إلى عمان الغربية حيث يقضى الأبناء أغلب وقتهم على الببجي والكاونتر سترايك، فخرجت إلى السطح مع الأولاد تاركا الحكومة الخفية في البيت تحيك المؤامرات الكونية على برنامج الزووم، بس المشكلة مش هون يا إخوان، المشكلة إنه الطيارة مش راضية تطير، وأنا بصراحة انفضحت أمام فاطمة التي (زَرعتُ لها البحر مقاثي) عن تاريخ الطيران بالعائلة مستشهدا بالكابتن سيف ووالده الفاضل الكابتن راضي وببطولاتي وأنا صغير مع الطيران الورقي.
وين المشكلة مش عارف ؟؟!! كل ما تطير الطيارة شوي في السماء بتغز راس على اليمين كما في الفيديو المرفق، شو السبب برأيكم ؟ يمكن لأني يميني متطرف مثلا أو لأني طول عمري بكره اليسار واليساريين؟ لابد من حجة اقنع فيها فاطمة وعماد، عشان هيبتي على الأقل، وحتى تكمل الشغلة جاءت الحكومة الخفية (أم طارق) وأطلت برأسها من باب السطح، طبعا أن صار لوني أحمر وأصفر، لأنه بقدر أقنع الأولاد بالترغيب والترهيب أن عدم طيران الطائرة سببه مؤامرة كونية من محور المقاومة أو من محور الاعتدال لأني طول نهاري مستلمهم على الفيس بوك، أما أم طارق فهي (عارفة البير وعارف غطاه) شو بده يقنعها، المهم، الله سترنا ونزلت أم طارق بعد أن أطلت برأسها من الباب وعادت إلى الزووم، الله يطول اجتماعها العائلي حتى تزبط معنا ونطيّر الطيارة أو ما بقي من أشلائها.
وبعد دقائق عادت أم طارق ومعها عصاية القشاطة، بتفكروني بمزح، أقسم بالله إنه هذا الذي صار، فأنا قلت أكلنا هوا، يبدو أن الحكومة الخفية قررت شن حرب كونية على العبد الفقير المسخم، توجهتْ نحوي، وأنا صرت محتار هل استمر في تطير الطيارة التي كلما ارتفعت قليلا (غزت راس على اليمين) أم أواجه أم طارق التي أسرعت نحوي، وما أن وصلتني وهي بتلولح بالعصاية حتى تجاوزتني باتجاه مصرف المطر الذي أغلقته أوراق شجرة المجنونة (تظهر في الفيديو) وقامت بتنظيفه بعصاية القشاطة عن بعد حتى لا تبلل نفسها في بركة الماء التي تجمعت من أمطار أول أيام العيد، رحم الله من زرع شجرة المجنونة الساكن في البقيع في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والتسليم.
تنفست الصعداء فقد تخلصت من مؤامرة أم طارق الكونية التي كادت تفتك بي، وجلست أفكر بمؤامرة أخرى أُقنع فيها الأولاد وأبرر لهم سبب فشلي بتطير الطيارة، عادت بي الذاكرة لعشرين سنة مضت يوم طلب مني أحد قيادات الحركة الإسلامية (نائب حالي) أن ألقي كلمة الشباب في مهرجان تنظمه الحركة الإسلامية في ساحة المحطة الشهيرة، وتُعتبر هذه فرصة ذهبية للصعود والترقي أو (الطيران والتحليق) في سماء الجماهيرية والشهرة، وبعد تفكير طويل كتبت له أربع نقاط، وأخبرته أني على استعداد لإلقاء الكلمة (رغم أني لا أتقن الخطب والكلام في العامة) بشرط أن يسمحوا لي بالتكلم بالنقاط الأربعة المدونة على قصاصة الورق التي نظر إليها مُتأملا ووضعها في جيبه (وأظنه يحتفط بها لغاية الآن) قائلا: هذه المحاور تتجاوز سقوفنا وتخالف سياستنا، وهظاك يوم وهاظ يوم.
التفتُ إلى الأولاد وقلت لهم، إن عدم قدرتي على الطيران والتحليق سببه الذيل، فإن لم يكن للطائرة ذيل يهز ذات اليمن وذات الشمال فإنها لن تُحَلِّق وستبقى (تغز راس على اليمين).
اللهم اجعلني وإياكم من أهل اليمين
وتقبل الله طاعتكم وكل عام وأنتم بخير
ليث التل
ثالث أيام عيد الفطر من عام 1441 هجري
الموافق 26/5/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق