السبت، 24 يوليو 2021

الفتى

 


الفتى
وقف هناك وحيدا حائرا وكأن المكان خلى من الحياة إلا من تلك التي تدبّ  في أوصاله، انتابته الشكوك فكل ما حوله ميت
 أُيعقل أنه الحيّ الوحيد!
كيف يكون ذلك وقد كانت قبل قليل تعج بالمارة والنَّظَّارَة، نظر إلى الأفق الممتد أمامه، سَرَّحَ طرفه في الجبال والوديان
 هل طريق الأفق نحو الشمس وعرة؟
أيمكنه الوصول إليها سالما؟
أم أنّ بُنَيَّات الطريق تصده؟
غابت معالم الطريق فكيف المسير؟
قرص الشمس أمامه واضح جلي وقد أوشكت على الغروب، تساءل في نفسه وهو الفتى المملوء طاقة وبهجة تجتاح نفسه الدوافع والرغبات
 أيذهب مع المارة أينما ذهبوا أم يقصد الضياء؟
فبعد الغروب سيحل الظلام ولا معالم في الظلام، وسوسة في أُذنه تدعوه أن يُطرقَ رأسه متفكرا بما فاته، ويد خفية ترفع رأسه إلى السماء
رآه هناك رفيقا ودودا، رآه فوق المارة وفوق الشمس، رآه بصفاته وأسمائه، وضحت أمامه المعالم وتَجلَّت له العواقب
 فاستقبل الشمس ولم يلتفت.

ليث التل

24/7/2021


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق