الثلاثاء، 25 يوليو 2017

منطق أهل المنطق اللامنطقي


منطق أهل المنطق اللامنطقي


 
لو عاد الواحد منا إلى حقب سابقة من الزمن، وسمع لأهل المنطق حينها وهم ينكرون (منطقيا) أشياء وأحداثا روتنية تحدث في زماننا، لاستحالتها حسب معطيات زمانهم، كالانتقال السريع عبر المسافات، ومشاهدة الشخص الذي تتكلم معه رغم البعد الهائل بينكما، لأشفقت عليهم رغم منطقية منطقهم في زمانهم.
ولو عاد رجل من زمن الدجال أو يأجوج ومأجوج والدابة إلى زماننا هذا لسخر من أهل المنطق الذين يكذبون ما يعيشه هذا العابر للزمن واقعا ويراه عيانا.
فالمنطق شيء نسبي يخضع لعوامل أكثر بكثير من محدودية أهل المنطق ومحدودية واقعهم وعلمهم وتجاربهم.
فالمعطيات والقوانين والسنن التي تسير عليها حياتنا هي مخلوقات لله عز وجل وحاشا له أن يكون خاضعا لما خلق، بل علمه أوسع وقدرته أعظم وهو قائم على تلكم القوانين يظهر لنا منها ما يشاء وبالقدر الذي يشاء "وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ" ، وقد كان السلف الصالح من هذه الأمة يعقب على الأثار الصحيحة التي بين يديه إن لم يفهم كنهها بالقول (الله أعلم بمرادها) أدبا مع الله ورسوله عليه الصلاة والسلام، أما أنصاف المتعلمين اليوم فيكذبون ما صح سندا من الأحاديث النبوية، ويأولون ما قصرت عقولهم عن فهمه من القرآن الكريم تأويلا فاسدا ليتناسب مع هوى عقولهم، كذاك المفسر المشهور الذي يستهزئ بشكل مقزز ومقرف من قصة سيدنا سليمان عليه السلام الواردة في صحيح البخاري عن طوافه على مئة زوجة له في ليلة واحدة.
هي علوم تتطور بفعل الإنسان وتقدم الزمان يصبح فيها غير المنطقي منطقيا بعد عشرات أو مئات السنين كالانتقال السريع عبر المسافات ، وهي في جزء منها معجزات أيد الله فيها رسله كشق القمر وفلق البحر، وفي أخرى هي أمور خارج حدود المنطق يثبت الله فيها للبشر أنه غير خاضع لما خلق من قوانين كولادة عيسى عليه السلام من أم دون أب.
فرأفة بعقولكم يا أهل المنطق ...
فإننا لا نرى في منطقكم أي منطق، ولن نصدقكم في منطقكم حتى تأتونا بتفويض من ملايين البشر أنكم الممثل الرسمي لعقولهم ومنطقهم "قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" وإلا فلا تتكلموا باسم العقل، أو تأتونا بصحيفة من السماء تخولكم التكلم باسم العقل والمنطق.
"
قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَىٰ مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ"
وإلا ... فأنتم كاذبون
25/7/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق